[خالد حسون]

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني كيف حالكم ان شاء الله دائما بخير
ما وقع معي اليوم لا يمكنني أن أنساه أبدا، من عادتي أن أخرج كل أحد مع أصدقائي الى المدينة.
خرجت مع صديق عزيز على قلبي،لنفرح و نتحدث، ولكن انقلب الضحك الى خوف ورعب، سأحكي لكم ماذا وقع..
اتصلت بصديقي لكي ألتقيه و بالفعل التقيته و ضحكنا و فرحنا و عندما كنا راجعين الى المنزل، غيرنا الطريق الى مكان يدعى بالشلال قرب رياض العشاق، و كان الوقت قرابة المغرب بنصف ساعة، كانت تلك المنطقة شبه خاوية كان هناك بعض المارة، ولكن عددهم كان قليلا. كنت أتحدث مع صديقي الى أن رأيت شخصين عمرهما يتراوح بين 16/18 سنة واقفين أمامنا و في يدهم سكينان و أمسكانا و طلبا منا أن نعطيهم هاتفنا فبدأت أصرخ لكن لا أحد يبالي رغم وجود أشخاص في الممر وكان الحوار بيننا كالتالي:
اللصان: اعطيانا هاتفكما و الا...
أنا: لا نملك شيئا دعونا نذهب.
صديقي: والله ما نملك أي شيء
كنت أملك هاتفا من نوع نوكيا كاميرا وصديقي من نوع باين. أبينا أن نعطيهما الهاتف وهرب صديقي و حاولت الهرب لكنه أمسكني و ضربني بالسكين في يدي، تألمت كثيرا لكن الحمد لله الان.طلبت من صديقي الهرب و أن يخبر أحدا بما يحدث لكنه أبى تركي و بدأ يشاهدني من بعيد..
بينما أنا أتكلم مع صديقي و أتألم أدخل أحد اللصان يده في جيبي و أخذ الهاتف مني.في الحقيقة لم أشعر بالخوف و بدأت أتكلم مع اللصان اللذان كانا يبحثان عن النقود لكي يشتريا السجائر.
اللصان:أين تسكن
أنا:في جامع مزواق
بدأ يسألاني هل تعرف فلانا و فلانا...كنت أعرف أن من يسألون عنهم من أخطر الناس في هذه المدينة. ولكني اندهشت من ردة فعلهم عندما قلت لهم اني أسكن في جامع مزواق،لأنهم أيضا يسكنون هناك حسب ما قالوا.جرى حوار قصير بين اللصان يطلب أحد من صديقه أن يرجعا لي الهاتف، لكنه طلب مني أن أذهب معهم الى مكان خال من السكان اذا أردت هاتفي.فكرت قليلا و قلت في نفسي:حياتي أهم من الهاتف.
ذهبوا وتركوني و كانا يطلبان مني الذهاب معهم،أبيت بالطبع.قلت لهم ان شباب حيي سيقتلونكم اذا وجدوكم.
ذهبت الى مقر الشرطة و حكيت كل ما لدي و قالوا انهم سيفعلون اللازم.
رجعت الى المنزل و حكيت لهم ما وقع ، لكنهم لم يوافقوا على ذهابي الى مقر الشرطة و تحدثت مع اللصوص بدون خوف و كذبت عليهم بأنني أعرف من سألوني عنهم،لأن اللصوص اذا عرفوا أني كذبت عليهم سيلاحقونني و ينتقمون لكذبي عليهم.أنا كذبت عليهم لكي أخيفهم فقط،.
أنا هل فعلت الصواب أم لا أرجوا المساعدة

[ناهد شما]

ابني العزيز خالد ؛ حماك الله
أولاً : هدئ من روعك الحمد لله أنك وصلت بيتك بخير
المهم أنا الآن كأني أمام فيلم سينمائي
لا أدري من أين أبدأ ؟؟ اسم المكان بالشلال قرب رياض العشاق هذا المكان يوجد له مشابه في الإسم بأكثر الدول
العربية !!!! معنى ذلك المكان مشبوه ولا يتواجد فيه أولاد العائلات الراقية ومن هم كانت تربيتهم جيدة وعلى الدين الإسلامي لذلك ربما أخطأت بالذهاب إليه وخاصة في الليل وليس بالنهار
وهاأنت رأيت بأم عينك مَنْ يتواجد في هذا الشارع
عندما هرب صديقك لماذا لم تهرب معه ؟
لا أخفي عليك انك شاب واعي وجريء بتواصلك في الحديث مع اللصين ولكن حصلت كثيراً هذه القصة وكانت النهاية أن تم طعن أحد الشباب في بطنه أو قلبه وتم سرق هاتف الجوال وكل ما يملك من مال ونحمد الله سبحانه وتعالى أن ذلك لم يحصل معك لذلك قلت لك كان الأولى أن تهرب كما هرب صديقك
أيضاً : فعلت خيراً بذهابك لمركز الشرطة وتقديم شكوى حتى يتم مراقبة مثل هؤلاء لن أقول عنهما مُجْرِمَين بل أقول الضائعين التائهين اللذين ربما لا حول لهما ولا قوة وهما بحاجة إلى إعادة تأهيل وأنا واثقة لم يصبحا مجرمين إلا لظروف إجتماعية ونفسية
بدأ يسألاني هل تعرف فلانا و فلانا...كنت أعرف أن من يسألون عنهم من أخطر الناس في هذه المدينة.
تحدثت مع اللصوص بدون خوف و كذبت عليهم بأنني أعرف من سألوني عنهم
كان من الافضل أن تتجاهل الأشخاص فلاناً وفلاناً ربما كان هناك تاراً بين بعضهم فما هو سيكون مصيرك لا سمح الله ربما انتقما منك , كان الافضل لك أن تقول لا أعرف أحد منهما
وأنت لم تخطئ بذهابك للشرطة ولكن رفض أهلك لذلك خوفاً عليك من اشياء هم أدرى بها
ونصيحة ان لا تسير في الليل بأماكن مشبوهة ولا تحاول وأنت تسير في الشارع ان تحمل جوالك بيدك نهائياً
هذه إجابة سريعة قبل أن تقطع النت كعادتها ولكن لي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع
دمت بخير

[خالد حسون]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذتي الغالية ناهد واسمحي لي أن أقول لك أمي ناهد.. شكرا لك على اهتمامك وعلى نصائحك...
المكان الذي ذكرته قرب رياض العشاق بالعكس هو مكان جميل فيه حدائق و ألعاب للأطفال و يكون مملوئا مساء أيام العطل ومفتوح في وجه جميع الناس و الأسر صغارا و كبارا وهو مكان محترم كان قديما عبارة عن حديقة حيوان ، أما أنا فقد سرقت في الشارع المقابل لهذا المكان و يكون دائما شبه خاوي.لقد حاولت الهرب مرتين لكنهم أمسكوني و في المرة الثالثة ضربني بالسكين في يدي و بدأت أرى سيلان الدم وأحس ببعض الألم الى أن وجدته الهاتف في يده.ان اللصين أخذا الهاتف و بدؤو يتحدثون معي: أين تسكنت و هل تعرف فلان....أظن يا أستاذتي الغالية أني أصبت عندما قلت لهم اني أعرف فلانا لأنهم أصدقاؤه و هو يسكن قريب من حيي أما الان فهو في السجن..في هذه المدينة عزيزتي حتى اذا لم تكن تعرف اللصين وهم يسكنون في نفس الحي فلن يؤدوك لأنهم يعرفون ما قد يحصل لهم خصوصا أن حي جامع مزواق أخطر حي في تطوان.
عندما خرجت من مقر الشرطة اتصلت بهاتفي و تعجبت من اللص الذي أجابني و يطلب أن أسامحه و أن أقابله في مقهى لكي يعطيني هاتفي..بعدما وصلت الى المقهي أعدت الاتصال به و قال لي أنه يراني و أعطاني اسم مخدع الهاتف بالضبط ومن يوجد في المخدع..و طلب مني أن ألتقيه ..لكن دون أن أحظر معي أحدا..فعلت..ولم اقل أي شيء لأحد لأنني لو أخبرت شباب الحي قد يفعلون به مكروها اذا وجدوه و هذا ما لا أريد...أنتظرت كثيرا ولكن دون جدوى الى أن أعدت الاتصال به لكنه أقفل علي الخط..
أنا لا أخاف منهم و لا أخشى أن ألتقيهم فالخوف من الله ...
شكرا لك أستاذتي الغالية..و أتمنى ان تردي علي...
احترامي و تقديري

[ناهد شما]

ابني العزيز خالد حفظك الله وحماك

طبعاً أنت ابني وأسمح لك أن تناديني أمي ناهد

توضحت المعلومة بأن المكان محترم ولكن تقول أنك ُسرِقتَ في المكان شبه الخاوي

أما أنا فقد سرقت في الشارع المقابل لهذا المكان و يكون دائما شبه خاوي.
هذا ما أقصده هو المكان شبه الخاوي ما حصل حصل لكن حاول مرة أخرى أن لا تمر منه نهائياً

أما عن قولك :
....أظن يا أستاذتي الغالية أني أصبت عندما قلت لهم اني أعرف فلانا لأنهم أصدقاؤه و هو يسكن قريب من حيي أما الان فهو في السجن
لا أدري يا خالد هل كل مَنْ يتعرض في طريقه للصوص وطرحوا عليه بعض الأسئلة يجب عليه أن يجيبهم عن كل شيء أو الافضل الإنكار ؟؟؟
وكأني أرى أنك تعرف الشخصين وتعرف المسجون هذا استنتاجي من كلامك حيث قلت لي أن الذي يسألون عنه هو في السجن , هل تتوقع أن السارق سيقول لسارقه تعال وخد ما سرقناه منك بسهولة إلا إذا كان قد دبرَّ له شراً آخر, وخاصة طُلِبَ منك أن تحضر لوحدك !! فالسارقان يعاني كل منهما من خلل في التركيبة النفسية لأن شريف النفس لا يسرق حيث يعيش نوعاً من التوازن بينه وبين نفسه والمجتمع
فالشخص لايولد من بطن أمه مجرماً بل الظروف وهو ضحية لبيئته التي تفرض عليه هذا النمط من العداوة لنقص في التربية السليمة وعجز الأهل عن تلبية حاجاته فيصبح أكثر الاحيان مدمناً على المخدرات فيتحول الشخص إلى سارق من أجل تمويل هذه العادة السيئة المهم إيالك أن تذهب يا خالد

أنا لا أخاف منهم و لا أخشى أن ألتقيهم فالخوف من الله ...
كلنا نخاف من الله ولكن لا تخاطر بحياتك يا خالد , نحن لسنا في قانون الغاب يوجد جهات مختصة تتولى مثل هذه المواضيع
ولكن نصيحتي مرة أخرى ابتعد عن هؤلاء ولا تقرب هذا المكان المخيف مهما حصل

أرجو منك يا ابني تنفيذ ما قلته لك ولا تخفي شيئاً عن أهلك أبداً . يجب إعلامهم بكل شيئ حصل معك ولهم القرار بأي تصرف

دمت بخير

[رشيد الميموني]

عزيزي خالد ..
أعتقد أنه في الوقت الذي كان يحدث لك ماحدث ، كنت أنا في طرف آخر من المدينة و لا أبالي بما يحدث لك .. ولو حدث لك شيء لا قدر الله لحزنت كثيرا .. لكن الله سلم و كانت العاقبة سليمة ..
كما قلت ، صار رياض العشاق من أبهى الأماكن في تطوان و يرتاده العديد من العائلات المحترمة مع أبنائهم بحثا عن فضاء جميل يقضون فيه أمسيتهم .. لكن الأماكن المحيطة بالرياض غالبا ما تكون مرتعا للصوص و المجرمين .. ولهذا كان يجب عليك ألا تغامر بالسير هناك .. ولا تنس أيضا أن حي جامع مزواق قد فقد كثيرا من خطورته بتوافد عائلات محترمة للسكن به من موظفين وغيرهم و أنت ترى تعامل التلاميذ في الإعدادية بصفة عامة .. هناك أحياء تفوق هذا الحي خطورة .. وربما اكتسب سمعته السيئة من الماضي حيث كان مرتعا لقطاع الطرق و المجرمين الذين لم يكونوا يتورعون عن خطف الصبيان و الاعتداء على المارين .
ثم لا تنس أن اللصوص لا يتورعون عن شيء إذا تمنع أحدهم و رفض تسليمهم ما يطلبونه .. ولهذا التفريط في ما تملكه من نقود أو هاتف نقال يكون من باب الحكمة و التعقل .. وتبليغك الشرطة هو عين العقل .. فهي لديها من الإمكانيات ما يجعلها تلقي القبض سريعا على المعتدين ..كما أنصحك بأن تكون على اتصال دائم بأسرتك و إطلاعها على كل شيء حتى تكون على بينة من الأمر و تتصرف بما تمليه عليها مصلحتك .
حفظك الله خالد من كل سوء و اقر عين أسرتك بك .
محبتي .

[ناهد شما]

شكراً لك أستاذ رشيد لمداخلتك
والتي وضعت ابننا خالد في الصورة الحقيقية
لما يجب عليه أن يفعله إزاء ما حصل معه ونحمد الله على سلامته وسلامة صديقه
دمت بخير

[خالد حسون]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذتي الغالية ناهد...كيف لي أن أشكرك على نصائحك الثمينة و التي كنت بحاجة اليها و التي سأفعل بها بالتأكيد..شكرا لك يا أستاذتي..
سأشير الى بعض النقاط فقط:
وكأني أرى أنك تعرف الشخصين وتعرف المسجون هذا استنتاجي من كلامك حيث قلت لي أن الذي يسألون عنه هو في السجن.
نعم يا أستاذتي..أنا أعرف الشخص الذي سألوني عنه لأنه معروف كثيراا و سبق لي أن رأيته كثيرا من المرات، لكن لا أتكلم معه...أما اللصان فلا أعرفهما الا أنهما قالا أنهما يسكنان في جامع مزواق...
أستاذتي أشكرك من كل أعماق قلبي على كل ما قدمته لي من نصائح..شكرااا
احتراماتي

[خالد حسون]

أستاذي الغالي...شكراا كثيراا لك على نصائحك و عواطفك النبيلة..
نعم أستاذي جامع مزواق الان ليست كسابق عهدها و الحمد لله..و ان شاء الله ستصبح في أحسن حال في المستقبل القريب..
شكرا لك أستاذي على نصائحك و التي سأفعل بها.
احترامي و تقديري..