التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,854
عدد  مرات الظهور : 162,338,896

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > الخاطـرة
الخاطـرة فيض الخاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25 / 04 / 2010, 55 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
رامي وسوف
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية رامي وسوف
 





رامي وسوف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - مصياف

في غياهب الذات



في غياهب الذات





حين ينتهي الليل بكل اللحظات التي مضت... أستقر مابين بيني وبيني وأستجدي آخر عتمة من ظلماته فيض الذي عرفته بالأمس من بقايا صارت تتكاثر بأوردتي وتتمزق مع كل نهاية للدوران السريع لمحيط ذاتي حتى أتحد بكل الأشياء العابثة القادمة من شتاء لامس غفوةً ازددتُ شعوراً بقلقها كلما أصبحت قريباً من نهاية الليل وضياع ظلامه......
وفي زرقة خاصة من محيط الفجر تطل نافذة الصباح .... تدفع أمامها خيوط الشمس وهي تحتضن فقدان يوم راحت معه كل الثقوب الصغيرة والكبيرة وكل مذاقٍ فجّر نفسه أمام إدراك اللحظات التي احترقت بشكل عميق مع اليوم الغائب من درس الحياة والكلمات المصحوبة بنفس عميق ازداد كثيراً في أيام صارت تنطلق بعيداً تبحث عن جوفٍ آخر لمعنى اللقاء ومعنى احتساء العبرة من جوف الكلمات حتى صار الحلم حلماً زاد الإدراك في يقينه كلما غاب لبضعة أيام وعاد يتلو عبارات لم نسمع بها قبلاً ولن نعرف منها إلا الابتسامات السريعة على محراب الذات وننزوي حقاً كما الأماني الغائبة في زاويةٍ صغيرة عرفناها حالاً وعرفنا منها معنى الغيبة الأخيرة لخشوعنا كلما أشرقت شمس وازداد عدد الدقائق في ممر الأيام ........
هي الثنايا الأولى التي ابتعدت كثيراً عن محيط الذات في فتورٍ خاص من نوعه أوقع كل الذي عرفناها بمعانٍ طال الألم أكثرها واعترف بها كثيراً لأنه أدمنها يوم سقطت الأيام عارية بعبارات قصيرة احتل فيها الحزن طرقاتها وثناياها إلى أن وصلت إلينا بشكلٍ آخر لم ندرك منها إلا ساعات قليلة تركناها غارقة بمآسيها وويلاتها وكل أبعاد الحلم القصير المبني على اعترافات الغيهب المجهول للمصير....
هكذا صار اليوم كدفتر غائبٍ تتشعب فيه الحروف الماضية والقصيرة إلى أمد لم يتم التعرف على محيطه كما لم تعرف سجاياه حتى هذه اللحظة فإدراك الحقيقة صارت من المستحيلات الأخرى التي لم يعرفها البشر لأن ظلهم القصير ابتعد مافيه الكفاية ليواجه الرب في لباس الحقيقة الزائفة وعريها الذي تغنى بالصمت الذي أخفى كل الأماني عن عالم الميلاد وأجراس الصمت لبشر أعادوا نشر أغانيهم ببوح خاص اتحد مع الضياع في سكرة تجلت كما ظلمة الليل في عتمه وكما انقضاء شهوة في خضم الريح عبثاً......
تظل الأحلام غارقة في ثبات حتى بعد كل مامضى لأنها عبثاً اختارت مصيراً محملاً بالفراغ .... يحتوي شهيقاً عميقاً من الفراغ المحطم بكل أبعاد الإنسان وخلوه المريض وسباته الذي تجرد من كل الحلم في دفاتر الأيام .... أما وصار الصبر وحيداً في زمن اختلطت فيه كل المعاني عابثة بكل الماضي واحتمالاته التي أفشلت لحظات اليوم وكل الاختصارات الحاضرة والذاهبة بعيداً حد التحاف المعنى لفوضى تركها الليل أمامنا حين أفلت للمرة الأولى من كافة المقاييس والزمر و راح الصبر يفتش عن زاوية أخرى في عالم وزمن آخرين لعله يصل يوماً ويجد الإنسان قد فاض بشيء مما عرفه في الماضي أو لربما اختلط مع معجزة من السماء تبعده عن كل زوايا الصمت وغرور المكان .....
متى ترسو الغربة في عالم صار الحلم للحلم فيه معنى آخر من جمال الأمنيات ومتى نمضي بعيداً تاركين هذا الزحف لكل الأشياء التي ضاعت في ساعة الميلاد ؟ربما كان الاستيقاظ باكراً هذه اللحظة بمعنى الزوال الذي صار قديماً يخفي عروقاً ممن صار الوصف لهم مجرد إيقاع جميل تكسوه العادة وتكسوه عبارات انتصروا فيها وعاشوا أيامهم متناسين عمق الماضي وجمال الله فينا ومتناسين أيضاً فوضى البحر الذي زرع فينا صبره ومضى وحيدا يذكر الليل أن للنهار بقية كما لعتمة الليل فينا بقايا.....
يولد الحنين كما البشر بعري اللحظة الممتدة من بقاع الألم إلى انتهاء التراب في التراب ويبقى الحنين ممدداً يلتحف معنى الذات بكل فضاءات الحلم المعذب إلى أن يصطفي الإنسان لحظة ذكرى تطل من جانبه المقسوم إلى تدارك أخير لصيغة الألم حتى ينسحب الحنين بكل تواضع تاركاً خلفه معظم اللحظات القائمة على احتمالات ضيقة ومسارات هي أبعد ماتكون عن نهاية العذاب الممزوج مقدماً بلون التراب لكنه اليوم يختلف بصيغة الانتماء إلى نقيض تلك الإشراقة المطلة مع الفجر والتي كانت تحمل زرقةً خاصة تحتوي ماحدث سابقاً وما ستؤول إليه ساعات اللقاء في اليوم الآخر لمعنى الذات الخاضعة لكل المسافات التي عرفت ظلام الليل وأسهمه المنطلقة إلى جوف الإنسان حتى يلامس للمرة الأولى كيانه الذي يمتد من حلم يقلب الذاكرة بعيداً إلى ضوءٍ أشد تكاثراً في عيون الغائبين....
كما السحاب تطل لوحات عتيقة من محيط الذات ... تروي أحداق الليل والنهار وكل لحظات الضعف الخاصة بالروح التي راحت تغتسل بعيداً عن محيط الإنسان وهي تحمل شروداً أطلقنا عليه اليوم ذاك النبض الخارق الذي يفتعل مضمون الانقلاب السريع على الذاكرة ويحمل شيب الأمنية وفتورها الذي ابتعد بنا كثيرا يتدافع بعبرات اللقاء البعيد وتشتد في برزخ العقل الذي مضى وحل مكانه نبضٌ أراق الوجع كثيراً .... فهو اليوم يلامس صحوة الآخر ويلامس كل اعتقاد أخير لجوف السعادة المنتهية في لحظة أضحت غريبة بالفعل عن واقعٍ مهزوم تتراكم فيه كل الأوقات الخالية ومصير الفراغ ....
تبقى الذات معلقة بعيداً في دوران أعاد كل احتراق الماضي في زحف المستقبل ..... تستغيث بواقعها الذي ارتد كثيراً إلى بقاع ماعرفها يوم استدار إلى نفسه يعلن غفوة صماء تحتفل بالحزن كثيراً وتسلب من الأيام اعترافاتها الأولى قبل أن تنحني مجدداً في خلوةٍ تحتوي اعترافات الحلم للمستقبل بقدوم الأشياء الأخرى لدفاتر الذات .... ويبقى المضي إليها في دافع التغني بالحياة ذاك الشيء الخاضع لبقايا الوقت فينا ولبقايا الأشياء القادمة التي ماتزال في غيهب لانعرف امتداداته في عالم الميلاد ... ربما يمتد يوماً حين نجد الذات أخيراً معلقة ً على حائط الاعتراف ... تغتسل من زيفها الذي عاش وتغلغل في كل زاوية ومكان.... وربما أبحر فيها الإنسان يدرك أشياؤه الجديدة.... يستقبل فجر الليل بعيداً كل البعد عن ساحة الاحتمالات........


رامي وسوف

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رامي وسوف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 / 04 / 2010, 06 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: في غياهب الذات

اخي الكريم استاذ رامي زسوف

بعد التحية

"" كما السحاب تطل لوحات عتيقة من محيط الذات """

الله الله ما أجمل هذه الصورة وما ابهاها

خاطرة رائعة بل مدهشة

شكرا لك ودمت مبدعا دائما

توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عدالة البشر !! د. رجاء بنحيدا كلـمــــــــات 2 09 / 03 / 2015 30 : 12 AM
عدالة (ق.ق.ج) زياد صيدم القصة القصيرة جداً 4 28 / 08 / 2012 08 : 09 PM
عدالة زِنَار 7- 8 خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 2 21 / 04 / 2008 28 : 09 PM
عدالة زِنّار 5 - 6 خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 2 21 / 04 / 2008 23 : 09 PM
عدالة زِنّار -4 خيري حمدان ملف القصة / خيري حمدان 2 21 / 04 / 2008 21 : 09 PM


الساعة الآن 07 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|