التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,219,608

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > موسوعة.كتّاب.وأدباء.فلسطين.... > الأقسام > غسان كنفاني
غسان كنفاني نفحات من كتابات الشهيد الأديب غسان كنفاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08 / 02 / 2010, 24 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

الهم الجماهيري في أدب غسان كنفاني / أحمد أبو مطر

[grade="ff0000 000000 008000 ff0000 000000"]الهم الجماهيري في ادب غسان كنفاني[/grade]
بقلم أحمد ابو مطر
شاعت في الاوساط الادبية والنقدية العربية مقولة مفادها ان الكتاب والنقاد العرب يكتبون عن المبدع العربي بعد وفاته باسلوب يخلو من الموضوعية يغلب عليه طابع المجاملة والتكريم لان النفسية العربية اعتادت على ان للميت حرمات معينة ينبغي مراعاتها والتقيد بواجباتها وانطلاقا من ذلك فان العديد من الكتاب العرب لم يُقَدّروا الا بعد مماتهم وبعضهم لم يلتفت له النقاد الا بعد الموت وفيما يتعلق بغسان كنفاني في ميدان النقد الادبي فحالته مختلفة فقد لفت انتباه النقاد في حياته وكتبت عنه الكثير من الدراسات والبحوث وكان قبل ذلك قد اعطى الحياة القصصية والروائية والعربية اعمالا جعلته بجدارة من العلامات المهمة في القصة والرواية العربيتين اما استشهاده المفجع فقد لفت انتباه النقاد والدارسين من جديد مما جعله ميدانا للكثير من الكتابات النقدية الجادة وكما هائلا من الوجدانيات.
ولما لاحظت ان اغلب كتابات تلك السنوات كانت وجدانيات وذكريات شخصية لغسان كنفاني وجدت ان تكريم غسان الحقيقي يكون في الكشف المستمر الدؤوب عن نواحي الابداع في اعماله من هذا المنطلق سوف اكرس هذه الدراسة للبحث في كيفية تعبير غسان عن الهموم الجماهيرية الفلسطينية وهي في الغالب هموم حياتية سببها المشكل الاساسي الذي نجم عن اغتصاب الوطن وتشريد شعبه في مناف متعددة عربية وغير عربية عبر دراساتي السابقة عن غسان كنفاني لفتت انتباهي امكانية التقسيم الزمني لنتاجه الروائي المواكب زمنيا لوضعية الحالة السياسية والاجتماعية لقضية الشعب الفلسطيني وفي هذا يكمن الحس الالتزامي المبكر عند غسان وقد اسهمت في ذلك السياسة المؤدلجة والموجهة التي اتقنها غسان وتربى في اجوائها الحزبية والتنظيمية فاملت عليه ان تكون كل قصة او رواية لها تخطيطها المسبق الذي يخدم هدفا جماهيريا لدى اوساط الشعب الفلسطيني وهذا يفسر عدم رضاه الكامل عن رواية (ما تبقى لكم) 1966 رغم الاطراء الكبير الذي ابداه نحوها النقاد واعتبارهم اباها من حيث الاسلوب والتقنية بالذات فتحا جديدا في مسار الرواية العربية.
كتب غسان عن هذه الرواية واستحسان النقاد لها يقول: " في الواقع رواية (ما تبقى لكم) هي قفزة من ناحية الشكل لكنها اثارت بنفس الوقت تساؤلات بالنسبة لي لمن اكتب انا؟ هذه الرواية قلة يستطيعون من قرائنا العرب ان يفهموها فهل انا اكتب من اجل ان يكتب احد النقاد في مجلة انني اكتب رواية جيدة؟ ام انا اكتب من اجل ان اصل للناس وان تكون هذه الرواية شكلا من اشكال الثقافة الموجودة في مجتمعنا والتي من واجب المثقف ان يتعامل فيها مع الناس" انطلاقا من امكانية التقسيم الزمني لنتاج غسان الروائي التي اشرت الى انها مواكبة زمنيا لوضعية الحالة السياسية والاجتماعية لقضية الشعب الفلسطيني يمكن تتبع الهموم الجماهيرية الفلسطينية في هذه الروايات:
رجال في الشمس 1963
ما تبقى لكم 1966
عائد الى حيفا 1969
ام سعد 1969
يبدأ الهم الجماهيري الفلسطيني بكافة تفرعاته وتلاوينه من مسألة الصراع الفلسطيني-الصهيوني التي نتج عنها من البداية ضياع الوطن وتشريد سكانه ليصبحوا لاجئين يتطلعون للعودة وتحرير الوطن التقط غسان الخيط الخفي في مسار هذا الصراع منعكسا على تعامل الجماهير معه سلبيا او ايجابيا فكانت رواياته الاربع السابقة تعبيرا عن الهموم الجماهيرية الفلسطينية بطريقة - واكبت تفاعل هذه الهموم مع مجرى الصراع وتعبيراتها الميدانية- تجعلك تعتقد ان غسان قد خطط مسبقا لهذه الروايات الاربع فجاءت تعبيرا متصلا متكاملا عن هذه الهموم الجماهيرية وهذا يعني - من رأيي- انها كانت مواكبة لحركة الشعب تسبقها مرة وتعبر عن المستجد والمتفاعل فيها مرة اخرى.
رجال في الشمس 1963
حتى عام 1963 كانت القضية الفلسطينية في الاوساط العربية والدولية مجرد قضية شعب من اللاجئين يحتاج الى العون المادي الذي يمكنه من العيش بانسانية الحد الادنى وقد ادت قسوة حياة اللاجئين الفلسطينيين الى توجه الفلسطيني الى البحث عن مقومات حياته مما جعل العمل السياسي يتراجع بشكل عام رغم نشاطات العديد من الخلايا الحزبية المنظمة في هذه الفترة التقط غسان لب المشكلة ليوجه انظار الجماهير نحو همها الرئيسي لان قسوة الحياة وشظفها نتيجة وليس سببا.
من هنا يصبح دوره - ككاتب ملتزم رائد- ان يدين محاولات الخلاص الفردي غير الملتحمة بالجماهير لان مصيرها الفشل الذريع والموت في صحراء لا حياة فيها لذلك جاءت روايته (رجال في الشمس) محاكمة نقدية لمجمل الظروف الخاصة التي ادت الى السكون والموت المعاش اذ كان الاستمرار في ذلك يعني الركض وراء الخلاص الفردي على حساب تراجع الحلم الاساسي المتمثل في تحرير الوطن الذي يحتاج الى جهد جماعي منظم.
في هذه الرواية ينتشل غسان الهم الجماهيري المتراجع وسط ذل الحياة اليومية ليضعه في الواجهة وليكون محط الاهتمام لان في استقطاب الطاقة البشرية حوله ادخال الصراع مع العدو الى ميدان الممارسة المؤدية الى حل المشكل الاساسي وفي الوقت ذاته تحويل الجهد الفردي المبذول في محاولات خلاص فردي الى جهد فردي يسهم في بلورة جهد جماعي يوصل الى الحلم الذي يطمح الجميع اليه ورغم تركيز الرواية على الجانب السلبي الذي ادى الى الهزيمة التي نتجت عنها هذه الظروف التي تعيشها شخوص الرواية الا انها اعطت الاشارة لتفجير هذه الظروف من الداخل لان الاستمرار فيها يعني اطالة عمر الهزيمة-الموت ويتم الموقف النقدي من خلال شخوصها الاربعة التي اختارها الكاتب من اجيال فلسطينية متعاقبة وكأنه يحملها كلها مسؤولية الهزيمة كأشخاص ورموز.
ابو قيس، اسعد، و مروان رموز لاجيال فلسطينية منها من عرف الوطن وشرد منه ومنها من ولد خارج الوطن وتشرد بسببه التقوا في البصرة بعد عذاب ومشقة يطمحون في الوصول تهريبا الى الكويت حيث يحلمون بالجنة والاستقرار باحثين عن خلاص فردي من حياة الذل والمهانة ومطاردة الانظمة ولكن كيف الوصول؟ تكمن عقدة الرواية في الاجابة على هذا السؤال اذ قصد غسان ان يجعل النهاية درامية مفجعة بشكل يفوق درامية وفجيعة حياة الفقر والجوع التي هربوا منها ورغم كثرة الذين يحترفون تهريب الاشخاص الى الكويت الا ان غسان وضع الاجيال الفلسطينية في قبضة محارب فلسطيني قديم تولى مهمة تهريبهم في خزان المياه الذي يقوده لحساب ثري كويتي لقد جمعتهم شهوة واحدة هم يريدون الوصول الى ما اعتقدوا انه الجنة الموعودة وهو يريد اللحاق بالحاج0رضا مصدر رزقه ووسيلته في جمع المال الذي اصبح طموحه الشخصي وكان واضحا ان (ابو الخيزران) لا يهمه من هذه الصفقة الا مبلغ المال الذي سيتقاضاه منهم اما مصيرهم فلم يدخل في حساباته بدليل انه في حواره معهم ومع نفسه لم يفكر فيما سيلاقونه داخل صهريج الماء المقفل وسط الصحراء الملتهبة وهم يغوصون في داخله وكأنه المقلاة.
شخصية ابو الخيزران هنا رمز للقيادة اللامسؤولة التي اضاعت الوطن سابقا وما زالت تتاجر بشعبه وصولا الى مصالحها الذاتية انها شخصية ترمز الى كل من يتحمل مسؤولية الضياع الذي عاشه ويعيشه الفلسطيني وقد كان موحيا ان جعله غسان رجلا فقد رجولته عام 1948 وما يزال يتنطح للقيادة والمسؤولية كما قصد غسان في نهاية لرواية بعد ان القى ابة الخيزران بالجث الثلاثة فوق اكمام القمامة ان جعله يعود اليها ليستولي على ما في جيوب اصحابها من دنانير وما على معاصمهم من ساعات فالمصلحة الشخصية هي الهدف رغم فداحة الموقف الماساوي قيادة هزيلة عاجزة محطمة نفسيا وجسديا تقودهم الى رحلة الموت في جوف خزان ملتهب كانوا يطمحون الى الاستقرار فاستقروا في جوف الارض هربوا من الارض الى الارض ولكن من ارض الوطن الى ارض صحراوية فيها الموت "كان الفرار موتا" ان من يفر من الارض يجد الموت الا انه هنا موت سلبي لم يتقدم باصحابه خطوة واحدة نحو الوطن ولكنه طرح التساؤل الذي سيضيء الطريق امام الذين يفروا لكنهم ما زالوا صامتين.
هل كان الهم الجماهيري الحقيقي في تلك الفترة التغلب على صعوبة الحياة وفقرها؟ اذا كان هذا الغرض قد اصبح مشكلة الفلسطيني الا ان ذلك - كما قلنا- كان نتيجة وليس سببا لان الهم الجماهيري الكامن في الوجدان والمخيلة هو كيفية تحقيق العودة الى الوطن لان في هذا ازالة للنتيجة التي يعانون منها لذلك فاهمية رواية (رجال في الشمس) تكمن في قدرة غسان على التقاط الخفي في هذا الهم الجماهيري من خلال النهاية الروائية التساؤل؟ لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ و انعدام المنطق في هذه النهاية كون هذا التساؤل جاء على لسان (ابو الخيزران) الذي قادهم للموت يبدو تساؤله هذا نوعا من العزاء النفسي له شخصيا ومثيرا للهم الجماهيري لدى المجموع لان التساؤل يقول للمجموع: لماذا تقبلون الموت بسكوت وبدون مواجهة؟ ما دام الموت هو المحق بكم فلماذا تحجمون عن المواجهة؟
ما دام الموت هو المحدق بالمرء يصبح من العبث استقباله دون حركة او صراخ او احتجاج او مواجهة فاما النجاح في ذلك او الموت بشرف وكرامة هنا الهم الجماهيري الفلسطيني الحقيقي وتساؤل غسان على لسان ابو الخيزران يعري مرحلة السكوت التي عاشها الفلسطيني آنذاك يستقبل الموت قانعا وكأنه قدره الذي لا مفر منه.
ما تبقى لكم 1966
تساؤل غسان كنفاني السابق عام 1963 كان منطقيا يواكب المرحلة التي عاشها الفلسطيني وفي عام 1966 يتبلور الهم الجماهيري الى فعل ممارس فقد كف الفلسطينيون عن استقبال الموت بقناعة وسكون وبدأت الطلائع الحزبية الثورية تصارع العدو وتواجهه في حدود امكانياتها المتواضعة لذا فان رواية (ما تبقى لكم) تبدأ من حيث انتهت (رجال في الشمس) او انها جاءت تحمل الجواب على التساؤل السابق لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ في هذه الرواية الخطوة الاولى نحو ذلك حيث الهروب بالاتجاه نحو الام-الارض يحمل صاحبه على مواجهة العدو بعد ان كان محاطا بالخسائر من كل الجهات وبعد ان اصبح بامكانه ان يفوت على خصمه ان يجعله ربحا يضاف الى ما سبق ان حققه هنا بداية الفعل الفلسطيني المدفوع بحافز الهم الجماهيري الكامن في الوجدان ورغم ان هذا الفعل كان ما يزال على مستوى فردي الا انه كان بداية ضرورية للحلول في البحر الجماهيري كي يولد الفعل الشعبي كان لا بد من البداية الطليعية وكي يولد 0حامد) كان لا بد من قتل زكريا رمزا للتخاذل والاستسلام والخيانة حامد في غزة محاط من كل جهة بحساب كله خسائر امه بعيدة عنه في الاردن واخته مريم حملته عارا كبيرا بحملها سفاحا من الخائن زكريا النتن كما كان يسميه مما اضطره ان يزوجها منه خوفا من الفضيحة.
زكريا هذا يمثل لدى حامد (مجرد لطخة مصادفة في مكان غير مناسب) انه النتن الذي خان قضيته بوشاية على (سالم) قائد المقاومة عام 1956 عند دخول اليهود قطاع غزة حيث سقط سالم برصاصهم وعيون الجميع تتجه نحو زكريا تتهمه بالخيانة قسوة هذه المواقف على نفسية حامد تجعله يقرر الهروب ابتعادا عن جو الخيانة الذي يحيط به من كل ناحية زكريا بخيانته لسالم ومريم بخيانتها لشرفها مع خائن باع القضية بخيانته لسالم وتسليمه للعدو ان اصرار حامد على الخلاص من الماضي يضعه امام الخطوة الاولى نحو الفعل وبعكس شخوص 0رجال في الشمس) فهو لا يفر نحو الاتجاه الخاطئ - وذلك للخلاف في همومها الفردية انما نحو امه- الارض وهنا تصبح الصحراء على عكس ما كانت عليه في (رجال في الشمس) هنا تصبح ائنا حيا تتمدد وتتنفس وتمتلئ بالحيوية والحركة تتضامن مع الذي يدق بخطواته الواثقة على صدرها اذ لا مفر امامه من تقبيلها والالتحام بها رغم ما تحمله من رعب ويقوده هروبه في الاتجاه الصحيح الى اول مواجهة مع جندي من جنود العدو وكان قبل ذلك بلحظات قد طرح ساعته على الارض وفجأة بدت لي الساعة غير ذات نفع حيث لا اهمية هنا الا للعتمة والضوء؟
وفي هذا العالم الممتد الى الابد من السواد القاتم تبدو الساعة مجرد قيد حديدي يفرز رعبا وترقبا مشوبا وفي اللحظة التالية فككتها بهدوء واطرحتها وسمعت تخبط بصوت مخنوق في الارض بطرحه الساعة على الارض يتخلص نهائيا من سجن الماضي وحصاره ويبتدئ عمليا خطواته نحو الحياة-الفعل ويقود هذا الى الاصطدام بالجندي الصهيوني فيأسره وهو مسلح باحساس جديد غريب فبعد حسابه لنسبية الامور ادرك انه ... " ... قبل دقائق كان كل شيء في هذا الكون ضدي تماما وكانت الامور كلها في غزة وفي الاردن تعمل لغير صالحي وكنت اقف هنا هنا بالضبط في رقعة محاطة بالخسائر من كل جانب فتعال اقول لك شيئا مهما ليس لدي ما اخسره الان ولذلك فقد فاتت عليك فرصة ان تجعلني ربحا .." حامد يطرح هنا بعيدا عن حساب الخسائر فقد سيطر على خصمه وفي الوقت ذاته وعبر تداخل الزمن وتشابكه تخطو مريم خطواتها الاولى نحو تحويل همومها الفردية الخاصة في المسار ذاته كي تتخلص من ماضيها الذي يحاصرها في شخص زكريا فتتقدم - عبر دقات الساعة- على طعن زكريا بسكين المطبخ في عانته معلنة بذلك دخولها مع حامد في ذات الوقت دائرة الفعل.
الهم الجماهيري في رواية (ما تبقى لكم) وان اتخذ الطابع الفردي الخاص الا انه هم متصل بالقضية الاساسية وقاد اليها عبر مواجهة حامد مع العدو الصهيوني وهند حدود المواجهة بين مريم وزكريا ايضا يكون هذا الهم قد عبر عن نفسه بالصوت العالي واجرى حساباته الخاصة والعامة بدقة متناهية وقد كان لا بد من اتخاذ هذا الموقف لان الامور كافة لم تعد تحتمل التاجيل والتسويف .. " .. ما تبقى لها ... ما تبقى لكم ... ما تبقى لي حساب البقايا حساب الخسارة حساب الموت نفق مسدود من طرفيه كله مؤجل كله مؤجل" وهكذا فان الرواية بتشخيصها لهموم الجماهير تريد ان تعلم صراحة " انه عند المواجهة يتحول حساب الخسائر بالنسبة للفلسطيني الى حساب ارباح ... يصبح الزمن رفيق الفدائي بعد ان كان خصم اللاجئ.
الحلول في بحر الجماهير
في عام 1966 كتب غسان كنفاني روايته (عائد الى حيفا) و"ام سعد" ورغم اختلاف موضوعيهما واسلوبيهما الا انهما ضمن البحث عن تعبيرات غسان عن هموم الجماهير انهما يقدمان تنويعات محددة في الاطار ذاته في رواية 0ما تبقى لكم) -1966- حسمت المواقف كافة لصالح المواجهة كحل لهموم الجماهير ومآزقها ولما كانت المواجهة ما زالت فريدة يعود غسان للموقف ذاته في (عائد الى حيفا) -1969- اي بعد ثلاث سنوات ليؤصل الموقف فكريا بحيث يجعله غير قابل للنقاش والجدل اذ لم يعد مجال للشك في ان (المواجهة-الصراع) الحل الوحيد لهموم الجماهير المتطلعة الى ىمال وتطلعات عندما ذهب سعيد مع زوجته صفية الى حيفا عبر بوابة مندلبوم كان يشعر بالاحباط والاسى والهزيمة لانه كان يدرك في اعماقه هول الفاجعة فهو يعود الى حيفا بعد ان وجد الاحتلال فلسطين كلها بدلا من ان يزور حيفا المحررة كما كان يأمل قبل سفره رفض بشدة فكرة التحاق ابنه خالد بالفدائيين وكان يطمح مع صفية دون اتفاق مسبق ان يعثرا على (خلدون) الطفل الذي تركاه خلفهما عام 1948 خلدون - دوف فيما بعد- شكل صدمة عاطفية لوالده اوصلته الى تأكيد قناعات فكرية كانت نهزوزة لديه خلدون-دوف عندما عرف انه من ابوين عربيين وها هما امامه بلحمهما ودمهما لم يتغير موقفه وظل على ولائه لما تربى فيه وعرف له بانه (وطن اليهود) واصل قناعته بقوله " ان الانسان هو في نهاية الامر قضية" خلدون-دوف يرى ذلك في حين ان سعيد يرفض التحاق خالد بالفدائيين من اجل القضية التي في حلها يمكن حل كافة همومه الخاصة والعامة نتيجة لهذه الصدفة وما تبعها من قناعات جديدة يتمنى سعيد لو انه سمح لخالد بالاتحاق بالفدائيين لانه ادرك ان (دوف هو عارنا ولكن خالد هو شرفنا الباقي) لذلك تتغير لهجته مع دوف واليهودية مريام فيكون جوابه لهما قبل خروجه من بيته السابق " تستطيعان البقاء مؤقتا في بيتنا فذلك تحتاج الى تسويته الحرب"!
بعد تأسيس المواقف السابقة وتأصيل القناعات الخاصة بها تجيء رواية (ام سعد) -1969- والعمل الثوري الفلسطيني قد سجل نموا ملحوظا في المواجهة والصراع مع العدو الصهيوني وانخراط قطاعات اوسع من الشعب في هذا الصراع فقد نما الوعي بان الهموم الجماهيرية - خاصة وعامة- تجد ميدان حلها وتحولها الى الصراع الايجابي الواسع.
في هذا الصراع لم يعد مجال للبطولة الفردية فتجيء (ام سعد) نموذجا للشعب وليس افتعالا ولا تعسفا اذا قلنا ان هذه الرواية حلقة مكملة للرواية السابقة (ما تبقى لكم).
في هذه الرواية كنا في الطليعة التي تعلن التمرد على ما يحيطها من حصار وموت وهنا في (ام سعد) تسري عدوى التمرد - الفعل الى الجماهير فنصبح امام الشعب كله وقد سار وراء هذه الطليعة مدركا ان المواجهة هي قدره وانه ضمن كافة الحسابات لم يعد هناك ما يخسره و رغم البطولة المفردة لهذه الرواية الا ان (ام سعد) تكتسب في الرواية الملامح الجماعية فلم تعد ام سعد الفرد انما الشعب باكمله.
الهموم الجماهيرية التي قمعت طوال السنين الماضية تجد المتنفس الحقيقي في حلولها في بحر الجماهير حيث تصل الى الحد الاقصى من قدرتها على التعبير عن تلك الهموم من خلال التحانها في الكفاح المسلج لان هذه الجماهير تمثل كما يقول غسان في التقديم الطبقة "التي تقف الان تحت سقف البؤس الواطي في الصف العالي من المعركة وتظل تدفع اكثر من الجميع" ان احساس الطبقة التي تمثلها ام سعد بمرارة الهزيمة لا يعاد له احساس فهي الطبقة التي يقع على كاهلها العبء كله وفي الوقت ذاته الذل كله ان الاحساس الجماهيري لديها جعلها تعرف ان خلاصها في الكفاح المسلح الذي يمثله الفدائيون (خيمة عن خيمة تفرق) وهذا يؤدي الى تحولات واضحة في السلوك اليومي للشخوص من جراء تأثير الوضع الاجتماعي الطارئ بتنوعاته المختلفة "ام سعد" الام الفلسطينية- الجماهير التي تتوحد مع الارض ومن اجلها تحمل همومها وآلامها وتسهم في تحقيق تطلعاتها ولا تكف عن البذل ولا تتعب من العطاء والتضحية هذه المرأة تلد الاولاد فيصيروا فدائيين هي تخلف وفلسطين تأخذ في هذه الرواية يأخذ البطل الفلسطيني شكله الجماعي الذي يناسب المرحلة الثورية التي يعيشها وفيها نعيش الوضع الثوري بابعاده الجماعية وبها تبلغ الرواية الفلسطينية قمة واقعيتها الاشتراكية حيث الانحياز العلني للانسان الكادح الذي يبني غده المشرق تمردا على واقع يسوده القمع والاستغلال ويصادر العدو المحتل حقه في العيش على ارض وطنه.
كانت روايات غسان كنفاني الاربع تواكب في رصدها لهموم الجماهير الفلسطينية حركة الشعب الفلسطيني التاريخية واذا اقتصرت هذه الدراسة على رصد الهموم ذات الطابع العام المتعلق اساسا بالقضية الوطنية وتناميها حتى حلولها في بحر الجماهير الساعية نحو الكفاح المسلح كحل لهذه الهموم ومتعلقاتها ونتائجها فان هذه الروايات ومجموعاته القصصية تعبيرات اخرى عن هموم جماهيرية تتعلق بمتغيرات الحياة اليومية الصغيرة وبرصدها نكون امام كاتب كان يعيش الجماهير حياة وكتابة وهذه النواحي موضوع دراسة اخرى.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 07 / 2010, 04 : 04 AM   رقم المشاركة : [2]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

رد: الهم الجماهيري في أدب غسان كنفاني / أحمد أبو مطر

سيظل الثامن من تموز من كل عام ذكرى خالدة و أليمة..
حين نجح المجرمون بقتلك و فشلوا في تغييبك.
ستبقى قمراً وهاجاً رغم الظلمة الحالكة.
ستظل حروفك أملاً و شمساً تسطع في فضاء الحرية.
في جنات الخلد يا غسـان.
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد أبو مطر, أدب المقاومة, الهم الجماهيري في ادب غسان كنفاني, غسان كنفاني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الذكرى 38 لأستشهاد غسان كنفاني/ بقلم عصام اليماني. عبدالله الخطيب غسان كنفاني 2 27 / 03 / 2014 51 : 10 PM
بومة غسان كنفاني آدم يونس غسان كنفاني 2 08 / 07 / 2010 26 : 04 AM
ما كتب عن غسان كنفاني ميساء البشيتي غسان كنفاني 4 08 / 07 / 2010 05 : 04 AM
الأم في رواية " أم سعد " للأديب غسان كنفاني / رحاب فارس الخطيب عبدالله الخطيب غسان كنفاني 1 08 / 07 / 2010 03 : 04 AM
قصص غسان كنفاني حسام صالح مكتبة نور الأدب 1 25 / 04 / 2010 47 : 08 PM


الساعة الآن 01 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|