رد: الفلوجة هيروشيما العراق الجديد - حرب الأجنة العار الأميركي الذي لايمحى
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]الآثار الكارثية لجريمة غزو العراق على البيئة
شبكة البصرة
د. عادل البياتي
لا تتمثل مشكلة العراق اليوم في ظل الإحتلال والغزو، في الدمار والخراب وتدمير بنيته التحتية وتهجير الملايين من افراده بل إن المشكلة الاخطر تأتي من التلوث البيئي الشديد نتيجة إستخدام الغزاة أسلحة محرمة دولياً، فضلا عن تلويث البيئة بالنفايات الخطرة والتي زادت نسبتها في العراق عن الحدود العالمية المسموح بها كثيراً وهو ماسيؤدي الى آثار صحية سلبية خطيرة ستستمر على مدى مئات السنين القادمة على أجيال العراق.
وهاهي تتكشف يومياً أسرار ومعلومات عن حجم الدمار والتخريب الذي لحق بيئة العراق، نتيجة جريمة الغزو الامريكي للعراق، وهذه الآثار التدميرية لن يقتصر مداها وضررها على البيئة العراقية فحسب، بل ستتأثر بيئة المنطقة عموما بفعل الآثار الكارثية للجريمة. فالامراض الفتاكة بدأت تنتشر بين الناس في المدن العراقية، وبالاخص المدن التي نالها قسط اكبر من اسلحة الفتك والدمار كالفلوجة والقائم وسامراء والبصرة وعموم مدن العراق من جراء الاسلحة المُحرّمة دوليا التي استخدمتها القوات الغازية، ورميها آلاف الأطنان من الفسفور الابيض واليورانيوم المُنضب والاسلحة المشعة، وهذه الأسلحة الفتاكة بدأت آثارها تظهر على أجيال من الولادات المشوهة، وإرتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان بين العراقيين وبخاصة الأطفال والنساء.
وقد اصدرت المنظمة الدولية للبيئة جملة تقارير تشير الى أن المدن العراقية قد تحوّلت الى (مكبّات) للنفايات الخطرة الناتجة عن الفعاليات الحربية لقوات الإحتلال، ونظراً للاهمال والظروف الحربية المسيطرة لا يمكن إزالة هذه النفايات وترحيلها وحتى لو تم ترحيلها فإن آثارها السلبية الخطيرة لا يمكن ازالتها وفي مقدمة هذه النفايات الخطرة الزئبق والرصاص والكادميون والزنك والنحاس وهي كلها معادن ذات تأثير سام على الأنسجة وتتسرب الى مياه الانهار فتلوثها وتحدث ضرراً كبيراً للكائنات الحية التي تعيش فيها. وكانت صحيفة "التايمز"البريطانية نشرت تقريرا عن شركات خاصة مهمتها إعادة تدوير النفايات تعمل داخل القواعد الأمريكية عمدت إلى خلطها بخردة العامة وتمريرها إلى التجار المحليين. وافاد التقرير ان القوات ستخلّف نحو 10 ملايين كيلوجراماً من النفايات الخطرة في العراق، كما تعمل حالياً للتخلص من 14500 طن من النفط والتربة الملوثة. واشار التقرير الى ان الجانب الاميركي يتخلص من المواد السامة التي يمتلكها من طريق طمرها في مواقع محلية بدلا من إرسالها إلى الولايات المتحدة، ما يشكل خرقاً واضحاً للقواعد التي أرستها وزارة الدفاع الأميركية. وهكذا يبدو أن الجيش الأمريكي حينما سيغادر العراق هذا الصيف، فلن يخلف ورائه سبعة أعوام من الحرب فحسب، بكل كميات هائلة من النفايات السامة هي مخلفات أكثر من 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشرت بكافة أنحاء العراق، إبان ذروة الحرب. ويبلغ عدد المخلفات السامة التي كشف عنها تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نحو 11 مليون رطل، تسببت بتفشي أمراض وأضرار بيئية خطيرة.
وقد كشفت شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية البريطانية مؤخراً النقاب عن فضيحة جديدة تتعلق باستخدام القوات الأمريكية أسلحة محرمة دولية ضد المدنيين أثناء تنفيذها لعملية عسكرية ضخمة في مدينة الفلوجة 2004، وأوضح التقرير أن تحقيقا صحفيا أظهر تزايد عدد الأطفال الذين يُولدون مشوهين، فى إشارة إلى مدى تدهور الوضع الصحي الذي عاشته الفلوجة في أعقاب انتهاء العملية العسكرية الأمريكية. ونقلت عن جيف انجلهارت، وهو جندى فى فرقة المشاة الأمريكية الأولى بالعراق قوله: "أعرف أن الفوسفور الأبيض قد استخدم بالفعل وانا شاهدت جثثا محترقة، وأطفالا محترقين ونساء محترقات"، وأكد أن الفوسفور الأبيض يقتل بلا تمييز. ونقلت «سكاى نيوز» عن سكان الفلوجة رغبتهم فتح تحقيق مستقل حول الأضرار التى سببها استخدام الأسلحة الكيميائية، ومن بينها الفوسفور الأبيض.
ويقوم الصليب الأحمرالدولي حاليا باجراء التحقيق في تشوهات مواليد العراق إثر الإجراءات القضائية التي بدأتها عائلات عراقية ضد الوزارة بشأن دور الجيش البريطاني في الهجوم على الفلوجة واستخدام أسلحة كيماوية تسببت في تشوهات المواليد، حيث تزايدت أعداد المواليد المشوهة على مدار سبع سنوات منذ غزو العراق إثر استخدام القوات البريطانية والأميركية أسلحة ممنوعة دوليا. حيث يتهم أهالي الأطفال الحكومة البريطانية بخرق القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وعدم التدخل لمنعها، وبعث المحامون الذين يتابعون قضايا العائلات العراقية، برسائل إلى وزارة الدفاع البريطانية يطالبون فيها بالكشف عن دور الجيش البريطاني في الهجوم، والكشف عن وجود أسلحة ممنوعة.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد كشفت أن غازات الأعصاب هي السبب وراء ارتفاع نسبة الإصابات بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) لدى الأطفال في العراق، وذكرت الصحيفة أن معدلات اصابة اطفال محافظة البصرة، ثاني أكبر مدينة عراقية والميناء الوحيد ومركز الثروة النفطية، تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات السبع الأخيرة حسب تقديرات خبراء الصحة. وفي بحث متخصص نشر في مجلة الصحة العامة الأمريكية أشار إلى ان هناك 698 حالة سرطان دم بين الأطفال تحت 15 عاما في الفترة حتى عام 2007، وان عام 2006 سجل منها 211 حالة كلها في البصرة باقصى جنوب العراق. واستنتج البحث ان هناك زيادة نسبتها 8,5 في المئة في الاصابات بين كل مئة الف طفل خلال نفس الفترة، وهي تزيد عن ضعف نسبة الاصابات بسرطان الدم في الاتحاد الأوروبي. ووجد الباحثون ان 698 حالة إصابة باللوكيميا موثقة في المحافظة من بين الأطفال تحت سن 15 خلال المدة بين العام 2003 و 2007. وقد سجل اعلى عدد من الاصابات في العام 2006 حيث سجلت 211 إصابة. وتشير مصادر إلى أن ما استعمل على العراق من قذائف وإطلاق اليورانيوم المنضب خلال ستة أسابيع قارب 940,000 إطلاقه عيار 30 ملم و14,000 قذيفة مدفع ودبابة من مختلفة العيارات، وهو ما يقارب 300 طن.
وكان تقرير بثته cnn مؤخراً قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق. ويقول مسؤولون إن آثار الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 - إلى جانب عدم وجود ضوابط حكومية كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً. وتحدث مسؤولون عن تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب بالإضافة إلى انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية دون تخطيط. وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد استخدمت اليورانيوم المنضب كمكون أساسي في قذائف الدبابات الخارقة للدروع في حربي 1991 و2003.
ومن المؤسف أن العراق اليوم يقف في مجال التلوث في المرتبة الاولى في العالم؟ بسبب المصائب والرزايا التي نالها العراق من الحروب فقد ضربت القوات الامريكية الدبابات العراقية بالقذائف المحملة بـ (اليورانيوم المستنزف) لاختراق دروع الدبابات فلوث اليورانيوم المستنزف حقول البصرة خاصة تلوث التمور العراقية بهذا اليورانيوم. كما تلوثت تربة وهواء مياه منطقة الخليج وبضمنها البصرة.
وكان التلوث الاكبر حصل بعد غزو العراق 2003 من خلال تلوث مناطق جنوب بغداد عنما سرق جناة أغبياء مقر ومخازن منظمة الطاقة النووية العراقية في الزعفرانية واستخدموا البراميل في حفظ المياه، وليس هناك من دراسة طبية في رصد ماحدث اذ لم يبق في العراق مؤسسات علمية لاستقراء ما حل في العراق من تلوثات هائلة على مدى السنوات السومن المؤسف ان حكومة المالكي لم تنتبه ولم تهتم بالأمر وكأن الأمر لايعنيها، لذلك لم نلمس أي تحرك من وزارة البيئة حتى صدور تقرير التايمز البريطانية الذي كشف الفضيحة، وكشف تستر المسؤولين العراقيين عن التدخل لحماية صحة المواطن العراقي وحماية البيئة العراقية. لابل ان فضيحة تقرير "الغارديان" البريطانية يوم الخميس الماضي من أن أن شركة "أوكتيل" البريطانية قدمت رشاوى لمسئولين عراقيين للاستمرار في شراء الوقود السام ويتغاضوا عن تأثير ذلك على صحة الأطفال. وإن هناك توقعات بتسليم مدير الشركة البريطانية بول جينينس الى الولايات المتحدة ليحاكم بتهمة تقديم رشاوى بملايين الدولارات لمسئولين عراقيين حتى يتغاضوا عن الآثار الخطيرة على صحة الاطفال العراقيين ويستمروا في شراء مواد سامة تبيعها، تستخدم في انتاج وقود السيارات. وأشارت الصحيفة إلى أن جينينس ومساعده دينس كيريسون صدرا اطنانا من الرصاص رباعي الايتيل الى العراق وهي مادة محظورة دوليا لكونها تصيب الاطفال بضرر في الدماغ. وكانت الشركة التي غيرت اسمها من "اوكتيل" الى "اينوسبيك" قد اقرت مؤخرا بان مسئولين فيها قدموا رشاوى بملايين الدولارات لمسئولين في العراق في سبيل زيادة الارباح للاستمرار في استخدام المادة المذكورة رغم عواقبها الصحية على الاطفال.
وتشير الدراسات الى ان استخدام الاسلحة المحرمة في العراق قد اثر في (أجنّة النساء) الحوامل اللواتي استنشقن الغبار حتى لو كان هذا الاستنشاق من بعد عشرات الكيلومترات من موقع الاطلاق.. وأفاد أحدث تقرير طبي صادر عن وزارة الصحة بأن نحواً من 64 ألف شخص أصيبوا بالسرطان خلال السنوات الخمس الماضية، وجاء في التقرير الذي أعد من قبل ستة من المتخصصين بأمراض السرطان أن "الإحصائيات المتوافرة في المحافظات العراقية، تؤكد إصابة 63 ألف و923 شخصاً بالسرطان خلال السنوات الخمس الماضية، منهم 32 ألف و281 من الذكور و31 ألف و552 من الإناث، تعرض أغلبهم الى الموت، ويشكل الأطفال والنساء المصابون النسبة الأكبر.
ترى متى سيحاكم المجرمون الحقيقيون المسؤولون عن إحداث هذه الكوارث البيئية في العراق؟ ومتى يعوّض الضحايا؟
شبكة البصرة
السبت 21 رجب 1431 / 3 تموز 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط[/align][/cell][/table1][/align]
|