مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
خمس سنوات مرّت يا بهية عمري وروحي ووجهك الأحب والأغلى غائب عني..!
الدموع التي نواريها عن الأنظار.. اليقين والإدراك .. ولا تنسال على صفحات الوجه لهيب نصله يقطع شرايين القلب كل ألمٍ يفوق طاقة احتمالي تعود عقلي الباطن على رفض تصديقه .. هكذا ومنذ طفولتي الأولى عشت أحمي نفسي ..أنفصل عن الواقع لفترة طويلة ..! خمس سنوات انقضت وما زلت أهرب من جواب السؤال: هل ماتت أمّي ؟
منذ سنوات طويلة لم ننعم بالانترنت ولا المسنجر والواتساب وكانت فاتورة الهاتف تقصم ظهري لأفاجأ في نهاية الشهر بستمئة دولار وأحياناً أكثر ؛ وأنا بالكاد أبلّ ريقي ولا أرتوي..! كنت في كندا وكانت أمي في لبنان .. كانت المسافات لم تزل بعيدة .. كانت وكنت مثل كل الناس نستعين أحياناً بأشرطة نسجلها بأصواتنا ونرسلها مع المسافرين .. كانت الغربة موحشة مرعبة وانقطاعاً فعلياً، وكان لهيب الشوق لا يجد الماء الذي يروي منه بعض الظمأ ..! أرسلت لأمي شريطا بصوتي غنيت لها فيه قصيدة محمود درويش كما غناها مرسيل خليفة: (( أحنّ إلى خبز أمّي وقهوة أميّ ..... وأعشق عمري لأني إذا متّ أخجل من دمع أمي ...)) ولم يأتِ على خاطري حينها أنّ هذه القصيدة ستدخلها غيبوبة بحالة طوارئ إلى المستشفى من شدة الألم..!! هي أمّي .. عشقي الأول والأكبر .. من أخذت دور الأم والأب الذي رحل في طفولتي الأولى .. ومع هذا عرفَتْ دائماً وفي كل مرحلة من مراحل عمري كيف تكون صديقتي والأقرب من كل لداتي.. هي أجمل امرأة رأتها عيناي .. مجرد النظر إلى وجهها دائماً كان متعة وراحة .. ستّ الحبايب .. حين أكون بقربها لا أعرفني سوى ملكة متوجة .. تحت جناحيها لم تترك القدر يشعرني باليتم .. يتيمة القدر ربما لا لطيمة – ما أشدّ بلاغة اللغة العربية - فالإنسان بلا أم "لطيم "حتى وإن فارقته أمّه كبيراً ..
لأنها بهية عمري وروحي لم أشأ أن أصدّق انها رحلت وأن جسدها هذا الذي دفن في تراب غريب حقاً لم يعد ..! كان من الصعب أن أكتب لها ما دمت لا أقرّ برحيلها .. أو حتى فناء جسدها .. وكان يغيظني حد الغضب من يقول لي: (( لا تحزني فالجسد فقط هو الذي رحل.! )) ومن قال أن الجسد لا يعنيني فراقه وخسارته .. عيناها الأجمل التي كانت تنهمر منها الدموع لو أصابني خدش .. غمازات خديها التي كانت فرحتي وأماني.. لمسة من يديها التي كانت بلسم جراحي.. صوتها الشجي الحنون الذي كان يشعرني بالدفء ودعواته لي في جوف الليل؟ ؟!
كيف لا يعنيني جسدها وأنا أحمل جسداً منها كان وتكون وتشكل داخل جسدها .. جسدها الذي احتواني وحماني وربّاني وغذاني وعمل وتعب من أجلي وسهر على راحتي!!.. إنها أمي.. أمي أنا.. باب الجنة الذي كان مفتوحا بوجودها وأوصد برحيلها
مشتاقة أنا لذلك الجسد وأنفاسه .. مشتاقة أن أبكي على صدرها وأضع رأسي في حجرها وتمسح بيدها على شعري ووجهي فيغدو الصعب سهلاً والخوف أماناً والعالم أمناً والدنيا أم حنون .. قررت أن أبدأ الكتابة إلى أمي وقد غلبني الشوق وفاض بي طول الفراق رسائل إلى أمي هدى
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 17 / 01 / 2020 الساعة 31 : 10 PM.
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
الأديبة الغالية هدى الخطيب
حين تكتب الروح ، يتوارى الجسد محدقا فاغرا مندهشا ، ينتظر لحظات حتى يلتقط بعض أنفاسه!!
وقد يترك المجال للروح ... حتى ترد قائلة
أبدعت صديقتي ، تفوقت عن كل إبداع حين سجلت رسالتك الرائعة إلى الوالدة الفاضلة - رحمها الله - بمداد الحب والصدق والصفاء ، وهكذا يكون الإبداع الحقيقي المائز !
الرحمة لولدتك الفاضلة
شكرا لمدادك وحبا لروحك الجميلة الصادقة
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
الأديبة الغالية وابنة حيفاي القديرة , إن مصابك لا يختلف عن مصيبتي بفقد أمي أيضاً , وكلانا بكفة ميزان واحد , فلو وضعنا الأم بكفة , ووضعنا جمال الدنيا وزخارفها بكفة أخرى , لرجحت كفة الأم آلاف المرات عن غيرها , لأنها الرحمة , لأنها العطف , لأنها الجسد والروح , لأنها الدمعة التي تفيض شفقة على ابنتها أو ابنها لو أصابته شوكة ضعيفة , لأنها الأم ,لأنها نور الحياة تطل علينا من مشكاة الأمل كشروق الشمس التي تفرش أشعتها على القلوب الهادئة المطمئنة , بحنانها وعطفها بقلبها وعقلها , . رحم الله أمك وأمي , وأسكنهما الله جنة الفردوس , وأهدي أمك هذه القصيدة التي أهديتها إلى أمي وهي بين رمس قبرها فأقول:
أُمّاهُ إنكِ عزّتي وَوَقــــــــاري
بلْ أنتِ رُوحي حيثُ كانَ مَســـاري
وَكساكِ ربّي الطـُهرَ منقوشاً على
كفـّيكِ رِسْم القدسِ ِ والأسْوار ِ
ما كنتِ يا أمـّاهُ إلا ّ قصّة ً
ترْوي حِكاية َما جَنَتْ أسْفاري
ظلمٌ وتشريدٌ ودمعةُ ُلاجئ ٍ
طافتْ فـَيافي عالمَ الأمْصار ِ
ولقدْ فقدنا ما يشوق تـُراثـُنا
كالثوبِ والمنديلِ ِ والزّ ُنـّار ِ
وفقدْتُ هـَمسَكِ مثلَ دفئكِ بلسَما
كانتْ تـُسامرني وتؤنسُ داري
وفقدْتُ سُـبـْحتـَكِ التي أرنو لها
شُحِنتْ بطيبِ اليدّ منْ عطـّار ِ
أوَ لمْ يكُ (الطابون ) أو نار القـِرى
جود اليدينِ ِ لكلِّ طاو ٍ ساري
كمْ كـُنتِ تشْتاقين تقبيل الوِرى
كالبنت والأبناء والشُّــطُّّـار ِ
أمّاهُ هاتي ما لديكِ من الرضا
ليضيءَ ليلي مثلَ ضوءِ نهــــاري
هلْ كانَ غـْيرُكِ شافياَ لمصائبي
أمْ كانَ غيرُك مَنْ يشــــــدّ إزاري
منْ كانَ يحْمي غـَضّ جسْمي مِنْ لظى
حرّ النـّهار وقـِـرّةِ الإعصـــــــار ِ
مـُدّي يديكِ لكيْ أقبّلَ عـِطـْرَها
منْ عَسْجدِ الكفين كانَ فخــاري
ما كـُنتِ يا أمّاهُ إلاّ نغمةًً ً
تشْدو إليّ بأحسن الأشــــــــعار ِ
أينَ الطريقُ لنبع ِ عطفكِ قدْ سَجا
لأكونَ عندكِ أوّلَ الأطـْيـــــــــار ِ
هل أنتِ في سفر ٍ يطولُ إلى المَدى
أمْ أنتِ بين َ الرّ مْسِ ِ والأزهار
يا ربِّ إنْ تـَرِِني بشَاشَة َوجْهها
أرجو بـِفضلكَ أن تكونَ جـــواري
أنا بضْعةٌ مـِنْها وإنّ حنـَانـَها
يلـِجُ الفؤادَ برقـّةِ الأنـــْـــــــــوار ِ
أبكيكِ يا أمـّاهُ حـَسْرةَ عاشق ٍ
فقدَ الحبيبَ وتاهَ في الأقطار ِ
يا ربِّ أكرمْ دارَها ومقرّها
واجعلْ ثـَراها باهرَ الأنوار ِ
يا بسمة ً في القلبِ يا أملَ اللقا
في الخـُلدِ أنتِ بجنّــــــــة الأبـْرار
غالب أحمد الغول
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
كلمات ينطق كل حرف منها بالوفاء وبالحب والحنين ..
أختي الأديبة هدى .. رحم الله والدتك وأسكنها فسيح جنانه وألهمك الصبر والسلوان على فراقها .
في انتظار هطول آخر من غيث قلمك البهي الشفاف ، تقبلي مودتي وتقديري .
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول
الأديبة الغالية وابنة حيفاي القديرة , إن مصابك لا يختلف عن مصيبتي بفقد أمي أيضاً , وكلانا بكفة ميزان واحد , فلو وضعنا الأم بكفة , ووضعنا جمال الدنيا وزخارفها بكفة أخرى , لرجحت كفة الأم آلاف المرات عن غيرها , لأنها الرحمة , لأنها العطف , لأنها الجسد والروح , لأنها الدمعة التي تفيض شفقة على ابنتها أو ابنها لو أصابته شوكة ضعيفة , لأنها الأم ,لأنها نور الحياة تطل علينا من مشكاة الأمل كشروق الشمس التي تفرش أشعتها على القلوب الهادئة المطمئنة , بحنانها وعطفها بقلبها وعقلها , . رحم الله أمك وأمي , وأسكنهما الله جنة الفردوس , وأهدي أمك هذه القصيدة التي أهديتها إلى أمي وهي بين رمس قبرها فأقول:
أُمّاهُ إنكِ عزّتي وَوَقــــــــاري
بلْ أنتِ رُوحي حيثُ كانَ مَســـاري
وَكساكِ ربّي الطـُهرَ منقوشاً على
كفـّيكِ رِسْم القدسِ ِ والأسْوار ِ
ما كنتِ يا أمـّاهُ إلا ّ قصّة ً
ترْوي حِكاية َما جَنَتْ أسْفاري
ظلمٌ وتشريدٌ ودمعةُ ُلاجئ ٍ
طافتْ فـَيافي عالمَ الأمْصار ِ
ولقدْ فقدنا ما يشوق تـُراثـُنا
كالثوبِ والمنديلِ ِ والزّ ُنـّار ِ
وفقدْتُ هـَمسَكِ مثلَ دفئكِ بلسَما
كانتْ تـُسامرني وتؤنسُ داري
وفقدْتُ سُـبـْحتـَكِ التي أرنو لها
شُحِنتْ بطيبِ اليدّ منْ عطـّار ِ
أوَ لمْ يكُ (الطابون ) أو نار القـِرى
جود اليدينِ ِ لكلِّ طاو ٍ ساري
كمْ كـُنتِ تشْتاقين تقبيل الوِرى
كالبنت والأبناء والشُّــطُّّـار ِ
أمّاهُ هاتي ما لديكِ من الرضا
ليضيءَ ليلي مثلَ ضوءِ نهــــاري
هلْ كانَ غـْيرُكِ شافياَ لمصائبي
أمْ كانَ غيرُك مَنْ يشــــــدّ إزاري
منْ كانَ يحْمي غـَضّ جسْمي مِنْ لظى
حرّ النـّهار وقـِـرّةِ الإعصـــــــار ِ
مـُدّي يديكِ لكيْ أقبّلَ عـِطـْرَها
منْ عَسْجدِ الكفين كانَ فخــاري
ما كـُنتِ يا أمّاهُ إلاّ نغمةًً ً
تشْدو إليّ بأحسن الأشــــــــعار ِ
أينَ الطريقُ لنبع ِ عطفكِ قدْ سَجا
لأكونَ عندكِ أوّلَ الأطـْيـــــــــار ِ
هل أنتِ في سفر ٍ يطولُ إلى المَدى
أمْ أنتِ بين َ الرّ مْسِ ِ والأزهار
يا ربِّ إنْ تـَرِِني بشَاشَة َوجْهها
أرجو بـِفضلكَ أن تكونَ جـــواري
أنا بضْعةٌ مـِنْها وإنّ حنـَانـَها
يلـِجُ الفؤادَ برقـّةِ الأنـــْـــــــــوار ِ
أبكيكِ يا أمـّاهُ حـَسْرةَ عاشق ٍ
فقدَ الحبيبَ وتاهَ في الأقطار ِ
يا ربِّ أكرمْ دارَها ومقرّها
واجعلْ ثـَراها باهرَ الأنوار ِ
يا بسمة ً في القلبِ يا أملَ اللقا
في الخـُلدِ أنتِ بجنّــــــــة الأبـْرار
غالب أحمد الغول
الشاعر الفلسطيني غالب
قصيدة رائعة
الرحمة لوالدتك ولجميع المسلمين
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
كلمات أثارت في نفسي الشجن ، وفي عيني الدمع الغزير .. حقا الناس تقول هكذا لكنهم لا يدركون تلك اللحظة التي تفترق فيها الأجساد عن الأجساد بما احتوت من أرواح إلا حين تتجسد لهم التجربة ، لكنهم يفتشون عن أقصى كلمات المواساة لنا ، ظنا منهم أن بها نستريح ، لكن أبي رحمه الله قال لي يوما ممثلا بلحظة ورود ذكرى إنسان عزيز أفقدنا رحيله صحبته ، أنه بمجرد ذكر اسمه أو تذكره يأتي بصورته وهيئته مجسدا أمام أعيننا وكأنه حاضرا حيا فينا لم يستطيع الموت محو هيئته وملامحه من دواخلنا أبدا ، أي أننا نستطيع إحياؤه فينا ما حيينا حتى يجمعنا الله مرة أخرى بلا فراق ، وذلك الأمل الذي يمكننا أن نعيش عليه كشربة ماء نصبر بها على ظمأ الفراق ..أعانك الله وأعاننا على الصبر حتى نعود إن شاء الله ونلتقي .. لك كل التحية والتقدير على ذلك الوفاء الهادر كالشلال ..
تحيتي .مودتي
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول
الأديبة الغالية وابنة حيفاي القديرة , إن مصابك لا يختلف عن مصيبتي بفقد أمي أيضاً , وكلانا بكفة ميزان واحد , فلو وضعنا الأم بكفة , ووضعنا جمال الدنيا وزخارفها بكفة أخرى , لرجحت كفة الأم آلاف المرات عن غيرها , لأنها الرحمة , لأنها العطف , لأنها الجسد والروح , لأنها الدمعة التي تفيض شفقة على ابنتها أو ابنها لو أصابته شوكة ضعيفة , لأنها الأم ,لأنها نور الحياة تطل علينا من مشكاة الأمل كشروق الشمس التي تفرش أشعتها على القلوب الهادئة المطمئنة , بحنانها وعطفها بقلبها وعقلها , . رحم الله أمك وأمي , وأسكنهما الله جنة الفردوس , وأهدي أمك هذه القصيدة التي أهديتها إلى أمي وهي بين رمس قبرها فأقول:
أُمّاهُ إنكِ عزّتي وَوَقــــــــاري
بلْ أنتِ رُوحي حيثُ كانَ مَســـاري
وَكساكِ ربّي الطـُهرَ منقوشاً على
كفـّيكِ رِسْم القدسِ ِ والأسْوار ِ
ما كنتِ يا أمـّاهُ إلا ّ قصّة ً
ترْوي حِكاية َما جَنَتْ أسْفاري
ظلمٌ وتشريدٌ ودمعةُ ُلاجئ ٍ
طافتْ فـَيافي عالمَ الأمْصار ِ
ولقدْ فقدنا ما يشوق تـُراثـُنا
كالثوبِ والمنديلِ ِ والزّ ُنـّار ِ
وفقدْتُ هـَمسَكِ مثلَ دفئكِ بلسَما
كانتْ تـُسامرني وتؤنسُ داري
وفقدْتُ سُـبـْحتـَكِ التي أرنو لها
شُحِنتْ بطيبِ اليدّ منْ عطـّار ِ
أوَ لمْ يكُ (الطابون ) أو نار القـِرى
جود اليدينِ ِ لكلِّ طاو ٍ ساري
كمْ كـُنتِ تشْتاقين تقبيل الوِرى
كالبنت والأبناء والشُّــطُّّـار ِ
أمّاهُ هاتي ما لديكِ من الرضا
ليضيءَ ليلي مثلَ ضوءِ نهــــاري
هلْ كانَ غـْيرُكِ شافياَ لمصائبي
أمْ كانَ غيرُك مَنْ يشــــــدّ إزاري
منْ كانَ يحْمي غـَضّ جسْمي مِنْ لظى
حرّ النـّهار وقـِـرّةِ الإعصـــــــار ِ
مـُدّي يديكِ لكيْ أقبّلَ عـِطـْرَها
منْ عَسْجدِ الكفين كانَ فخــاري
ما كـُنتِ يا أمّاهُ إلاّ نغمةًً ً
تشْدو إليّ بأحسن الأشــــــــعار ِ
أينَ الطريقُ لنبع ِ عطفكِ قدْ سَجا
لأكونَ عندكِ أوّلَ الأطـْيـــــــــار ِ
هل أنتِ في سفر ٍ يطولُ إلى المَدى
أمْ أنتِ بين َ الرّ مْسِ ِ والأزهار
يا ربِّ إنْ تـَرِِني بشَاشَة َوجْهها
أرجو بـِفضلكَ أن تكونَ جـــواري
أنا بضْعةٌ مـِنْها وإنّ حنـَانـَها
يلـِجُ الفؤادَ برقـّةِ الأنـــْـــــــــوار ِ
أبكيكِ يا أمـّاهُ حـَسْرةَ عاشق ٍ
فقدَ الحبيبَ وتاهَ في الأقطار ِ
يا ربِّ أكرمْ دارَها ومقرّها
واجعلْ ثـَراها باهرَ الأنوار ِ
يا بسمة ً في القلبِ يا أملَ اللقا
في الخـُلدِ أنتِ بجنّــــــــة الأبـْرار
غالب أحمد الغول
وقد جسدت بالشعر أ/ غالب كل ما صاغت أ/ هدى من مشاعر وحروف
فجعلتما منها جوهرة حب وعشق أبدي نفيثة ، ثمينة لا يخال لغني ولا فقير عدم إمتلاكها رغم بهاظة ثمنها ، الذي لا تقدر على إنفاقه إلا القلوب الرائعة ..
فشكرا لك أ/غالب
وشكرا مرة أخرى أ/هدى
لكما منى كل التحية والتقدير ..
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: بمداد الروح لبهية عمري - سلسلة من الرسائل إلى أمي – هدى الخطيب
رحم الله أمك أستاذة هدى.. وأسكنها جنانه مع الوالد.
كلمات بجمالها مؤثرة ومحزنة.. كلمات صادقة من يقرأها يحس أن الحب الحقيقي يسري في دمه أما ثم أما ثم أما قبل أي شيء وبعد أي شيء...