كتاب من شيخ الإسلام للوقوف في وجه النفوذ الإيراني في العراق
باب الفتوى
دائرة المشيخة الإسلامية
قلم المراسلات
125 إلى مقام الصدارة السامي
معروض الداعي؛
جاء في الكتاب الوارد من ولاية بغداد المعروض على المنظور العالي، وأبلغت رئاسة كتابة المابين الهمايوني الجليلة بصدور الإرادة السنية لحضرة صاحب مقام الخلافة بالموافقة على القيام بمقتضى ما جاء فيها أن كافة سكان بلدة سامراء الكائنة بولاية بغداد هم من أهل السنة والجماعة، لكن الإمامين على الهادي والحسن العسكري رضي الله عنهما مدفونان هناك، لذلك فإن أكثر من بداخل القصبة هم من الزوار والرواد الإيرانيين، بالإضافة إلى أن الميرزا حسن الشيرازي وهو من أكبر مجتهدي إيران وحوالي خمسمائة من الآخوند ( الشيوخ) يقيمون فيها، وأنه في مواجهة ذلك لابد من تعيين مفت من أهل العلم والفضيلة ومطلع على الأمور السياسية، براتب لا يقل عن ألف وخمسمائة قرش، وطلبت الولاية في كتابها إجراء اللازم على أن يتم دفع الراتب المذكور مما يزيد من المخصص للأوقاف من واردات الركاز. ونظرا لصدور الموافقة الهمايونية على تعيين ثمانية من المدرسين للقيام بتعليم العشائر والقبائل في أقضية دليم وخراسان ومندلي وكوت العمارة وسامراء وعانه والكاظمية وفي ناحية السفانية بداخل الولاية المذكورة أمور دينهم، وإعطاء كل واحد منهم راتبا قدره ثمانمائة قرش من الرسوم المذكورة كذلك، فإنه في هذه الحالة لم يبق أي داع لتعيين مدرس آخر في سامراء على النحو المبين، ووفقا لمذكرة الصدارة السامية الواردة برقم مائتين وأربعة وعشرين وتاريخ 25 جمادى الآخرة سنة 1310 المبلغة للإرادة السنية بالموافقة على اختيار مفت من أهل الفضل والكمال ذي خبرة بالشئون السياسية ويجيد اللغة وإرساله إلى هناك براتب قدره ألف وخمسمائة قرش، على أن يدفع له مبلغ ثمانمائة قرش كان مقررا إعطاؤه لذلك المدرس، وما تبقى منه يدفع من رسوم الركاز. وقد عرضنا هذه الوظيفة على بعض الذوات المتصفين بهذه الصفات لكنهم اعتذروا بسبب بعد المسافة وضآلة الراتب، وعلى اثر ذلك أوصينا الولاية المشار إليها بالإبلاغ عما إذا كان هناك واحد مناسب ومقتدر من بين العلماء المحليين لهذا المنصب، فأجابت بأن الشيخ سعيد أفندي من علماء بغداد ومن أهل الفضل والكمال وله القدرة على القيام بهذا الأمر المهم وأنها حصلت على موافقته، لكنه أوضح بأن اشتغاله بأمور الإفتاء يمنعه من القيام بوظيفة التدريس، وأنه يجب في هذه الحالة تعيينه بصفة مدرس، وقد رفعنا إلى مقامكم السامي لفا الجواب الوارد من الولاية المشار إليها بشأن تعيين الشيخ سعيد أفندي الموما إليه لوظيفة مدرس سامراء براتب ألف وخمسمائة قرش، والأمر لحضرة ولي الأمر في الإبلاغ بإجراء مقتضى ما جاء فيه.
في 26 ربيع الآخر سنة 1311 و24 تشرين الأول سنة 1309 ( 5 نوفمبر 1893)
شيخ الإسلام
محمد جمال الدين
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|