مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
مهمة عسيرة
[align=justify]لست أدري ما الذي يعتريني يا طلعت
بين الممكن والمستحيل دائماً أقف مشلولة كلما أردت إعداد عدد في المجلة عنك أو كتابة دراسة أو حتى رسالة !!..
الكتابة عنك " كان " بصيغة الماضي .. يا إلهي ما أصعب هذه المهمة... أهرب منها كالتلميذ الكسول من يوم الامتحان.. أهرب ولو بكبسولة منوم أو كتاب تافه تغوم صفحاته أمام ناظري أو فتح شاشة التلفاز لأتسمر أمامها كالبلهاء .. لا أسمع ولا أرى ولا أفهم .. فقط أهرب!..
ما زلت أتسائل .. ما زلت أسألك :
لماذا رحلت؟!
لماذا رحلت وتركت خلفك كل الوجوه التي أحبتك تشرب طعم النار والدخان؟!!
لمن تركت الكتابة عن فلسطين ولفلسطين؟!
فلسطين لم تعد يا طلعت وما زالت تحتاج فكرك وقلمك ووجه حيفا ازداد حزناً ..
حبيبتك دمشق تغوص في الدماء وبيروت تائهة وبغداد مقطعة الأوصال والقدس ما زال كل يوم يغتصبها صهيون والمسجد الأقصى في محنة لا تطاق..
نحن لسنا بخير يا طلعت .. نحتاج قلمك أكثر من أي يوم مضى ..
الشمس تغرب في كل صباح وتغرق أشعتها في برك الدماء والوطن العربي يتفسخ وينهار ..
حتى وجوهنا لم تعد تشبهنا.. وجوهنا لا تعرفنا..
لو عاد الزمان .. لو عادت الحياة للحياة !!..
واصلي غاليتي .. لماذا توقفت .. يجب أن تستمر الكتابة .. وألا يجف الحبر على الورق ..
يسمعك .. يسمعك ويسمع كل حرف فلا تضني عليه بالحروف .. قولي له كيف أصبحنا غرباءً في أوطاننا ..
قولي له كيف تغيرت خريطة هذا الوطن .. أصبحنا أشلاءً متناثرة وقبوراً متزاحمة .. قولي له كيف أصبحت أصابع
اليد غريبة .. والكلمات قنابل موقوتة والأشعار كموج البحر تصعد ثم تهبط دون أن تحرك شيئاً على سطح الأرض ..
قولي له كيف أصبحنا أجساداً بلا أرواح .. أجساداً ليس لها أي عمل في هذه الحياة سوى الفرجة على الآخر
وهو يحترق .. وهو يغرق .. وهو يذبح .. وهو ينكل فيه حياً وميتاً .. قولي له ان أطفال فلسطين مشاريع للشهادة
والعالم ما يزال يتابع ما يجري هناك كأنه يتابع مباراة لكرة القدم ..
كان الله في عونك غاليتي الأستاذة هدى ولروحه الطاهرة ألف سلام
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: مهمة عسيرة
(ولي أن أدعي أن مصابي الأليم لم يترك لي نعمة في أنفاسي القادمة وحتى تفرغ وتنتهي غير نعمة الحديث والكتابة عنه...))
نعم صديقتي ، صدقت ِ إنها نعمة وليس نقمة، نعمة الكتابة عن .. من نحب!! لكنها .. فعل غير يسير وأشقُّ ما .. قد يطلب منا أو قد نطلبه من .. أنفسنا، وخاصة حين تكون الكتابة بفعل .. كان .. وغاب .. ومضى .. كلها أفعال تجعل الماضي ..قاسيا فظًّــا .
ولكن للفعل الحاضر ثأتير عجيب على الماضي .. يجعلنا ننسى ولو للحظات قساوة الماضي وجفائه ولكن للأسف الشديد بقساوة أشد مرارة وفجعا ..
نعم ، المرارة في ما يحدث وما يجري حولنا ، تجعلنا نحمد الله ، أن من رحل ومضى وابتعد ، قد ارتاح من .. حياة بلا حياة ، من حياة انعدمت فيها صفات الرحمة والشفقة وطغت عليها المصلحة الفردية فوق أي اعتبار ..
قد ارتاح من برك الدماء .. وجفاء القلوب .. وإعدام الضمير
قد ارتاح .. من غصة تقف في الحلق كل مرة .. والعالم .. كله في مستنقع دم .. وفوضى وإباحة تامة لكل شيء ولكل فعل ..
قد ارتاح .. من مرارة فقد الأحبة .. والخوف من كلمة الفقد التي تصبح كابوسا .. مرعبا .
هاهو الشاعر الأديب طلعت .. قد ارتاح وسيرتاح أكثر صديقتي ، حين تكتبين عنه ، فأنت الصديقة ، والأخت والوطن ، .. أنت الحبيبة الغالية ابنة الخال،
أنت دفء المواويل ، أنت.. عمر يصب النور في عمره ، بل أنت عمر من العمر ..
صباحُ الخير يا دفء المواويل ..
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
... ·
صباح الخير يا عمرا من العمر
صديقتي الأديبة هدى ، هاهو الشاعر طلعت يخاطبك ليؤكد ..
يا وجهي
ويا صمتي
وبحة صرختي ..
صوتي
أحنُّ لضحكة ٍ عذبهْ !!..
نعم ، هاهو الأديب الشاعر طلعت هنا .. حاضرابكلماته لك التي لا تموت .. وستبقى.
إذا ، صديقتي لا تبخلي على ابن العمة .. وعلينا ، بالكتابة ثم الكـــتابة ..
]
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: مهمة عسيرة
قلتُ لكِ غاليتي أستاذة هدى في أكثر من مكان أن الاستاذ طلعت
قد ارتاح ، والله قد ارتاح ، تصوري لو أنه كان يعيش في هذه الظروف
الصعبة والقاتلة والأحداث التي تجري في فلسطين عامة والأقصى
خاصة ، وفي حبيبته دمشق ، وفي بيروت وبغداد ، لكان مات ألف
مرة في الساعة ، كما نحن نموت الآن ، نحن نموت لكن لم يتوقف
القلب ، وما زلنا نعيش العذابات يوميا ، حتى بتنا نحسد من ماتوا
وأرتاحوا من رؤية كل ما يدور حولنا ،
اكتبي له غاليتي دائماً ولا تهربي لأي شيء ، فلربما تكون الكتابة
فيها راحة لكِ وحدثيه عن كل شيء فهو سيسمعكِ وأنتِ سترتاحين ،
دمتِ بألف خير حبيبتي .