[د. محمد رأفت عثمان]

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : أن يرزقك الله عزوجل نعمـة التنعم بالنعمـة التي يسبغها عليك لهو أمر يستحق الشكر و الحمد , و كيف لا و أنت لا يمكنك أن تتنعم بنعمة أنعمها الله عليك ما لم يأذن الباري جل و علا بذلك , فإن أرادك أن تتنعم بها كان ما أراد , و إن لم يرد كنت كمن يحمل الماء و هو ظمآن , و كم من مسلم آتاه الله من النعم الكثير من دون أن يرزقه نعمـة التنعم بها , و كم من مُقِلٍ من النعم في نظر البشر قد رزقه الله نعمـة التنعم بها , و هو إذ ذاك قد ذاق من حلاوتها ما ذاق , فسارِع أخي المسلم لطلب هذه النعمة من ربك حتى تكون من سعداء الدارين .
أخي المسلم : إن هذه النعمة قد تكون هي نعمـة اللحظات الجميلة (السعادة) التي ذكرتها في مقال آخر , و قد تكون الوجه الآخر لها , أي أنك عندما تتنعم بنعمة التنعم فأنت تسلك الطريق للوصول لنعمة السعادة , أو ربما قد يكون عيشك في نعمـة التنعم بنعمة ما ما هو إلا تنعمك بنعمة السعادة , و مهما يكن , عليك أخي المسلم منذ الآن أن تراجع نعم الله عليك و أن تبدأ بالتنعم بها قبل فوات الأوان , و لا شك في أن من شروط التمتع بنعم الله عزوجل أن تكون شاكراً له , شكراً حقيقياً , بالعمل و القول , و النية و الإخلاص , عارفاً أن هذه النعم هي منه , و ليست من أحد سواه , متوجهاً إليه , غير غارق فيها و عازف عن بارئها .
اللهم لك الحمد حمد العارفين الذاكرين الشاكرين , التوابين الأوابين المستغفرين , النادمين المقبلين على الطاعات و المدبرين عن الآثام و المعاصي و السيئات , اللهم لك الحمد حمد المحبين المعظمين لك , و الراجين عفوك و عطائك و القرب منك يا أرحم الراحمين .

الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق - آخر تعديل 16 شباط 2016