التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,859
عدد  مرات الظهور : 162,360,925

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بحار وشطآن > قصائد كبار الشعراء العرب > الشعر الحديث > الشعر المعاصر > محمود درويش
محمود درويش خاص بقصائد شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 04 / 2008, 29 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


صمت من أجل غزة -الشاعر محمود درويش..!

الشاعر محمود درويش



</SPAN>

صمت من أجل غزة..!
تحيط خاصرتها بالألغام .. وتنفجر .. لا هو موت .. ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة فی إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة ، انه سلاح غـزة فی الدفاع عن بقائها وفی استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه .. مفتون بمغازلة الزمن .. إلا فی غـزة
لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء .. لأن غـزة جزيرة کلما انفجرت، وهی لا تکف عن الانفجار.
خدشت وجه العدو وکسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن. .
لأن الزمن فی غـزة شيء آخر .. لأن الزمن فی غـزة ليس عنصراً محايداً.
انه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. لکنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة.
الزمن هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولکنه يجعلهم رجالاً فی أول لقاء مع العدو .
ليس الزمن فی غـزة استرخاء ولکنه اقتحام الظهيرة المشتعلة، لأن القيم فی غـزة تختلف .. تختلف .. تختلف، القيمة الوحيدة للإنسان المحتل هی مدى مقاومته للاحتلال... هذه هی المنافسة الوحيدة هناك.
وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية .. لم تتعلمها من الکتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة،
ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد . لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذی لا يکون،
إلا من أجل الإعلان والصورة.
إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها.. انها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسکب دمها
وغزة لا تتقن الخطابة .. ليس لغزة حنجرة ..مسام جلدها هی التی تتکلم عرقاً ودماً وحرائق .
من هنا يکرهها العدو حتى القتل . ويخافها حتى الجريمة . ويسعى إلى إغراقها فی البحر او فی الصحراء او فی الدم. من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً . . لأن غزة هی الدرس الوحشي والنموذج المشرق للاعداء والاصدقاء على السواء .
ليست غزة أجمل المدن ..
ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض. .
وليست غزة أغنى المدن..
وليست أرقى المدن وليست أکبر المدن . ولکنها تعادل تاريخ أمة .. لأنها أشد قبحاً فی عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة . لأنها أشدنا قدرة على تعکير مزاج العدو وراحته ، لأنها کابوسه ، لأنها برتقال ملغوم ، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها کذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأکثرنا جدارة بالحب.
نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة ، أجمل ما فيها إنها خالية من الشعر، فی وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يترکنا نغنی .. وترکناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا ، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع.
ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنکرهها حين نکتشف أنها ليست أکثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم، وحين نتساءل : ما الذی جعلها أسطورة ؟
سنحطم کل مرايانا ونبکی لو کانت فينا کرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجیء إلينا غزة لا تحررنا ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصى سحرية ولا مکاتب فی العواصم، إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها فی وقت واحد وحين نلتقي بها – ذات حلم – ربما لن تعرفنا ، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبکاء على الديار.
صحيح ان لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة، ولکن سرها ليس لغزا : مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها )،، وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هی علاقة الجلد بالعظ . وليست علاقة المدرس بالطلبة.
لم تتحول المقاومة فی غزة إلى وظيفة و لم تتحول المقاومة فی غزة إلى مؤسسة.. لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد،، ولا يهمها کثيراً أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة إعلامية ، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها .
لا هی تريد .. ولا نحن نريد.. من هنا تکون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تکون کنزاً معنوياً واخلاقياً لا يقدر لکل العرب.
ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيء يشغلها ، لا شئ يدير قبضتها عن وجه العدو، لأشکال الحکم فی الدولة الفلسطينية التی سننشئها على الجانب الشرقی من القمر، أو على الجانب الغربی من المريخ حين يتم اکتشافه، إنها منکبة على الرفض.. الجوع والرفض والعطش والرفض التشرد والرفض التعذيب والرفض الحصار والرفض والموت والرفض.
قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون کل أشجارها)، قد يکسرون عظامها، قد يزرعون الدبابات فی أحشاء اطفالها ونسائها وقد يرمونها فی البحر أو الرمل أو الدم ولکنها لن تکرر الأکاذيب ولن تقول للغزاة: نعم
وستستمر فی الانفجار.. لا هو موت ولا هو انتحار ولکنه أسلوب غزة فی إعلان جدارتها بالحياة ...
وستستمر فی الانفجار.. لا هو موت ولا هو انتحار ولکنه أسلوب غزة فی إعلان جدارتها بالحياة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة الى الشاعر محمود درويش عبدالعزيز جويدة شعر التفعيلة 2 27 / 01 / 2013 35 : 05 PM
إلى محمود درويش .. الشاعر الإنسان رشيد الميموني كلـمــــــــات 5 29 / 08 / 2011 29 : 02 PM
مدينة الشاعر محمود درويش طلعت سقيرق جمهورية الأدباء العرب 25 19 / 10 / 2010 51 : 12 AM
الشاعر محمود درويش قاسم فرحات شخصيات لها بصمات 6 11 / 08 / 2008 31 : 02 AM
الانتظار / الشاعر محمود درويش قاسم فرحات محمود درويش 0 15 / 01 / 2008 25 : 01 AM


الساعة الآن 13 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|