في الحب
في الحُب
سؤالٌ لطالما تعثرتُ في الإجابة عليه رغم بساطته …
لماذا نحب ؟؟!!..
لماذا يرتجف هذا القلب كعصفور ضل طريقه في شتاء بارد ؟؟
لماذا تسكن الرعشةُ أصابعنا كلما تضافرتْ جهود ( السلام ) و التحية ؟؟
و تلك الكلماتُ التي قضينا ليلة الأمس نعيد ترتيبها .. نزين زواياها و نفرشها بعطر الهمس و البوح .. كيف تتبعثر حروفها الندية لتبدو إيماءة بسيطة و ابتسامة تختلط ألوانها .. هي كل ما تنجزه شفاهنا في لحظةِ لقاء نصلّي من أجلها زمنا !!!….
نعيش قصص الحب بكل فصولها … من لحظة النظرة الأولى إلى فلكِ الدمع الحارق.. و في كليهما بريقٌ لا يبرح العيون .. و جرحٌ نبارك نزيفه
نرضى بليالٍ يمزقنا القمر الشاهد على أرقنا و يبعثرنا سواد الليل على أجنحة الخوف و الوحدة.. كلما غاب صوتُ من نحب عن إدراك أسماعنا و انزوى وجهه في حاشية الذاكرة
نكتب خواطرنا في دفاتر المراهقة .. و أشعارَنا في كتبنا الجامعية و رسائلنا على هواتفنا الجوالةِ كفيضِ أحاسيسنا المترامية الأطراف ما بين حلم لم يكتمل , و أملٍ يقتاتُ على ما تيسر من أحلام اليقظة و روح
الكلمات
و نصدقُ الحب *******
نصدقُ أنّ وجه من نحب هو الدنيا بجهاتها الأربعة ….
هو حالةُ الطقسِ كلما كان مشمساً و دافئاً ….
هو الليلةُ عند اكتمالِ دورةِ القمر ….
نصدقُ الحب *******
حتى إذا بلل الدمع سؤالَ المخدة ….
و استوطنَ اللونُ الأصفر مزارعَ الوجنة ….
نصدقُ الحب *******
حين يصفعنا صوتٌ يأتي من سحيق الغياب .. و يصير تاريخُنا حفنةً من ضجيج و سراب ….
فلمادا بعدها نحب ؟؟!!….
لعلي لا أدرك جازمةً إجابة واحدةً يتفق عليها الجميع ……. لكنني في هذه المحطة من حياتي أرى أننا نفتشُ عن الحب بكل تناقضاتهِ و أسرارهِ .. لأننا نكتشف أنفسنا في تجارب الحب.. نكتشفُ الجانب المضيء لأرواحنا .. نلامس حقيقةَ أعماقنا في أروع تجلياتها ما بين الغيرةِ و اللهفة , ما بين الهجوم و الدفاع , ما بين الرحيل أو البقاء
نحب …….. لنصير أقربَ إلى أنفسنا نحنُ .. لنصيرَ أكبر بمفهومِ الإنسانية و أعمق بمفهوم البحر….. كلُ اللآلئ في عوالمنا لا يحركها ماءٌ راكدٌ و لا قصةٌ عابرة, فيأتي الحب في جنونه و تطرفه تارةً وفي وقاره و كماله تارةً أخرى يحرض مرايا الروح لتعكس صور أعماقنا الشهيه
نحن نبحث عن كل ما يجعلنا أجمل و يجعل الحياة من حولنا أخف وطأة و لذلك كلما أحببنا نرى وجوهنا أكثر إشراقاً و توردا .. نسمع رفيفَ أرواحنا , نعطرُ جراحنا بضوء الياسمين و نعيدُ صياغةَ أنفسنا كما نشتهي
ربما تتغير الوجوه و تتبدلُ الأسماء ..
فلا قصةٌ واحدة تدونُ تاريخ الحب
و لا جرحٌ واحدٌ يكفي لنزف القصائد
و لا لقاء هاربٌ من التقويم يُغير أزمنة العشق
نعيش كل قصة حب كأنها الأولى و الأخيرة ثم نعيش حالة أخرى من الحب و فصلاً جديداً في الرقص على إيقاع مشاعرنا الصارخة….. هي ذاتُ الآآآآآه من أعماق الرئة تنذر بعاصفة قادمة و سماء بنفسجيةِ الظلال
هو الحب الذي يفاجئنا بكل احتمالاتِ الطيْف .. يفتحُ آفاقَ الدهشة على كنوز لم نكتشفها بعد.
هي دعوةٌ للحب .. هي دعوةٌ للحياة
مع كل الحب
رزان أياسو
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|