[ناهد شما]

معدة الدراسة: البطالة والتهميش يجبرانهن على العودة إلى الجريمة... درس طرق إيواء وتوظيف السجينات «المرفوضات من أسرهن»

الرياض - فاطمة العصيمي الحياة - 31/03/09//

تعكف اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وذويهم على إعداد دراسة بحثية شاملة على عينة من السجينات السعوديات في سجون منطقة الرياض في مختلف الجرائم والمحكوميات، لتسليط الضوء على السجينات اللاتي ترفضهن أسرهن رفضاً تاماً ولا يتم الاعتراف بهن ولا يجدن قبولاً من المجتمع.
وأكدت معدة الدراسة رئيسة القسم النسائي في اللجنة وفاء شماء في حديثها لـ «الحياة» أن الكثير من السجينات بعد قضاء محكومياتهن لا يجدن قبولاً من أزواجهن وأسرهن ورفض أبنائهن، «وهناك حالات عدة كان مصيرها الطلاق».
وقالت إن السجينات يعانين من صعوبات في سبل البحث عن عمل وتأمين وظائف تساعدهن على الاندماج والتكيف في المجتمع وتأمين مصدر للدخل، خصوصاً بعد فقدانهن للحياة الاجتماعية الطبيعية.
وأضافت: «البطالة والتهميش اللذان يواجهان السجينات تجبرهن على العودة إلى ممارسة الجريمة بشكل مضاعف نتيجة الإحباط والرفض من القطاعات الوظيفية التي تعارض أن يكون إحدى منسوباتها لها سابقة في السجن».
وأشارت إلى أن فريقاً بحثياً يضم عدداً من اختصاصيات علم النفس والمجتمع، إضافة إلى أكاديميات من الهيئة الاستشارية لرعاية السجناء التي وجه بتشكيلها أخيراً وزير الشؤون الاجتماعية، إلى جانب مشــاركة من كلـــية الخـــدمـــة الاجـــتماعية.
وتسعى الدراسة إلى التركيز على استثمار طاقات السجينات عبر الاتجاه إلى سوق العمل وعدم الركون إلى الفراغ وإكمال دراستهن، كما تركز على الصعوبات التي تواجه اللجنة كمشكلة السكن للسجينة بعد رفضها من ذويها.
وذكرت شماء إلى أنهم في اللجنة يبحثون عن سكن فردي إضافة إلى دراسة حالات السجينات اللاتي تم فصلهن من وظائفهن السابقة، لافتة إلى أن اللجنة تقوم بتوفير فرص وظيفية وإيجاد بديل، على رغم صعوبة اقتناع أصحاب العمل بتوظيف سجينة نتيجة لنظرة المجتمع وصعوبة إدماجها مرة أخرى.
ونوهت إلى أن بعض السجينات يقضين فترة الحمل والولادة خصوصاً صاحبات المحكوميات الطويلة وبعد الإنجاب ترفض إلحاق طفلها بدار الحضانة وتفضل السجينة أن يبقى الطفل معها ويتربى داخل العنابر، وأشارت شماء إلى أن بقاء الطفل في هذه البيئة يؤثر في بنائه ونفسيته، ومن الأفضل أن ينشأ بعيداً عن العنابر التي تضم فئات اقترفوا أكثر من جريمة وجنحة ولا بد ألا يسلم لها إلا بعد تأهيلها.
وتسعى الدراسة إلى إدراج السجينات ضمن الأسر المنتجة أو العمل بشكل فردي وذاتي وإنشاء مشاريع صغيرة، مشيرة إلى وجود حالة جديدة تعمـــل اللجــنة على إيجاد ســكن لــها بــعد تخــلي ذويها عنــها.