مِنْ غَزّة 
 
 
 
==============
 
 
سألتُها :
 
 
مِنْ أينَ يا سَمْراءُ
 
 
في وَجْهِكِ هذا المَجْدُ
 
 
والإباءُ
 
 
والعِزّهْ ؟!
 
 
أجابَني مِنْ وَجْهِها
 
 
أنفٌ أشَمٌّ
 
 
قَدْ عَلَتْهُ الكِبْرياءُ :
 
 
إنّني مِنْ غَزّهْ ..
 
 
مِنْ غَزّةٍ ، أرضِ الرّباطِ
 
 
حيثُ صارَ الموتُ ماءَها
 
 
وصارَ الصّبرُ
 
 
خُبْزا
 
 
مِنْ غَزّةٍ
 
 
حيثُ يُعَطّرُ الثّرى
 
 
في كلّ يومٍ
 
 
ألفُ جُثّهْ
 
 
مِن غزّةٍ 
 
 
حيثُ الدّواءُ ، والغِذاءُ
 
 
عَزّا
 
 
وأتخِمَتْ بُطونُكمْ أنتمْ
 
 
بما طابَ 
 
 
وما لَذّ ! 
 
 
من غزةٍ 
 
 
حيثُ النّداءُ 
 
 
هَزّ صَخْرَ الأرض 
 
 
لكنْ قلبُكُمْ
 
 
ما اهتزّ !
 
 
من غزّةَ 
 
 
حيثُ بَكى من منظرِ الأشلاءِ 
 
 
كُفّارٌ 
 
 
وأعداءُ
 
 
ولمْ نسمعْ لكُمْ 
 
 
ركزا !
 
 
أحْيَتْ بيَ السّمراءُ 
 
 
حينَ انتسَبَتْ
 
 
كَرامتي
 
 
فصاحَ من نفسي الحَياءُ :
 
 
قُمْ بنا الآنَ
 
 
إلى غزّهْ ..