التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,856
عدد  مرات الظهور : 162,346,225

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > الجمهوريات العامة > هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية)
هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) هيئة المثقفين العرب والأخبار الثقافية + صالون أدبي ومساحة إضافية للحوارات والنقاشات الأدبية تعتمد على المواضيع الأدبية والثقافية لا على الضيوف - مساحة نناقش فيها كل ما يتعلق بالأدب والثقافة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10 / 05 / 2009, 26 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


معمر القذافي الجديد

[align=justify]من المحاسن القليلة الجديدة للزعيم الليبي معمر القذافي اقتناعه التام بانعدام جدوى الإستمرار في الهتاف للفكرة القومية أو بالأحرى الشعار القومي الملطخ بدماء كل الشعوب العربية. فاقتراحه لمشروعي الوحدة الإفريقية و احياء الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا أثبت أن الكولونيل فهم جيدا الدرس العراقي و من قبله المآل الكئيب للقومية في سوريا و مصر. أفترض أن الكولونيل تأكد من حقيقة يحاول كثيرون اخفائها أو التحايل عليها، الحقيقة تقول إن التيار القومي كان فقط جزءا من الفترة الشيوعية السابقة التي اتسم بها التاريخ العالمي المعاصر و لم يكن نتيجة لحراك عربي جماهيري. و بعيدا عن السرد التاريخي فإن الذين قاموا بثورة يوليو عسكريون و ليسوا مواطنين مدنيين و هذا ما يفسر نشوء أنظمة الحزب الوحيد الدكتاتوري و بنفس الآن الوطني في كل البلدان التي مسها نسيم أو شواظ ثورة الضباط الأحرار. كما تشتهر الأحزاب القومية بوجود خوف متبادل فيما بينها، كلها تعمل من أجل نفس الهدف لكنها غير مستعدة مطلقا لخسارة الريادة الفئوية. و قد حكى صدام حسين عن المضايقات التي شملت البعثيين في مصر أيام عبد الناصر. كانت أحزابا مفرداتها الأساسية الإستفراد و الإحتواء و العاطفة قبل أي إصلاحات سياسية أو اجتماعية.

في الواقع، كنت أتوقع هذه الإستفاقة من جانب القذافي، فهو آخر من تبقى من الذين كانوا يطلقون على أنفسهم و التنظيمات التي ينتمون إليها العرب التقدميون. الأفكار التي أتى بها العقيد تبقى دليلا وحيدا و غير كاف، الدليل الملموس الذي يكشف بوضوح عن خلع الفكر القومي العربي ضمن أولويات النظام الليبي الذي يختصره شخص الزعيم الشعبي، هو الإيمان العميق بالشرعية الدولية!!! و الدفاع العملي عن استقلالها عن السياسة الأمريكية. خلال القمة العربية في دمشق، وجه القذافي نقدا احيائيا إلى القادة العرب، و ذكرهم بحدث اغتيال الرئيس صدام حسين و الرمز الفلسطيني ياسر عرفات. في هذه الذكرى استهدف القذافي الإدارة الأمريكية، لكنه قبل ساعات انتقد إيران على عدم مرونتها مع الطروحات التي قدمها المجتمع الأورو-أمريكي أي المجتمع الدولي. لقد أظهر القذافي في هذا المثال و غيره من الأمثلة العديدة المشابهة له، أنه انخرط في لعبة التجاذبات السياسية الدولية أي في لعبة تناقضات المصالح الإمبريالية و هو الزعيم الذي امتطى الثورة ليصل الى السلطة في ليبيا، لم يكن الوحيد الذي أججها طبعا، رافقه كثيرون، لكنه تعلم من عبد الناصر و بومدين و صدام أن يتغذى بالرفاق قبل أن يتعشوا به. و بتنفيذه لهذه الحكمة القومية التقليدية ينجو من مصير الرئيس أحمد بن بلة الذي ساهم في إشعال الثورة الجزائرية و بعد تأسيس الجمهورية الجزائرية و بلوغه الرئاسة، لم يحتج طرده إلا إلى دهاء رفاق العمل الوطني. أعتقد أن الرئيس بن بلة يشعر بمرارة هذا الخطأ، فلو قلد عبد الناصر و حافظ الأسد و صدام و غيرهم من ممثلي القومية العروبية، فاستأصل كل الرفاق لبقي في الحكم سنين مديدة و لحصل في كل انتخابات رئاسية يخوضها على نسبة 99 بالمائة…ربما كان بن بلة رجلا شريفا بحث عبثا عن أرضية متينة لبناء ديمقراطية سليمة. الفشل لا ينتقص من القيمة السياسية لمساره، فلطالما نادى الزعماء بأهداف سال لها لعاب الشعوب دون أن يفكروا للحظة أنهم قادرون على تحقيقها

للقذافي استفاقة أخرى تتراءى في وعيه بالتخلف الفكري الذي يتخبط فيه المشرق العربي. كتب الآداب و العلوم التي كانت تصل بلدان المغرب العربي من العراق و سوريا رسمت صورة مزيفة عن حقيقة المجتمعات الشرقية على المستوى الثقافي. زيف هذه الصورة أو مبالغتها في تأليق الواقع المشرقي على الأقل يرجع إلى سبب رئيسي يكمن في إعطائها أكثر مما تستحقه، فلم تكن سوى مساعدات شرقية لحركة التعريب بالمغرب العربي و التي كانت الجزائر و المغرب و تونس بحاجة ماسة إليها لمواجهة البقايا الثقافية الإستعمارية و بخاصة اللغة. نفس المعارف التي تضمنتها الكتب العربية كانت فرنسا تدرسها للمغاربيين، الفرق فقط كان اللغة و هو ما سعت الكتب الشرقية وقتئذ الى محوه في محاولة تمهيدية للتكامل القومي منيت بإخفاق جسيم. إثر انهيار نظام صدام حسين تعرت حقيقة المشرق العربي، شعوب لا تزال تحاصرها الأوهام و الترهات الظلامية، شعوب لا تمنح لإنسانيتها أي معنى و هذا ما يظهر لنا عند متابعة تصرفات الشيعة في مناسباتهم الدينية بالعراق و لبنان و غيرهما، لطم و تمثيل بالأجساد حتى أن الأمهات و الآباء يشركون قسرا الأطفال في هذه الطقوس التي لا يمكن أن توصف إلا بالمتخلفة. و الأكثر خطورة من هذه المظاهر المروعة أنها ألحقت تشوها سافرا بالعقيدة الإسلامية، تشوه اكتسح كل جهود التنوير التي بذلتها الأنظمة الوطنية طوال عقود من الزمان، ففي العراق احتاج التخلف و الظلام لخمس سنوات فقط ليحتل الواقع الثقافي على غرار احتلال ايران و أمريكا للواقعين الإقتصادي و السياسي.

عندما عاين الكولونيل الليبي كل هذه الأعاجيب المرعبة سارع الى تطبيق المثل المغربي اللي خاف نجا و هو مثل شعبي آمن به الحسن الثاني منذ 1962 ضمن حدث جسد لذلك التجاوب النادر و أحيانا المستحيل بين الحاكم و المحكومين في العالم العربي. [/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفاة أكبر معمر فلسطيني في بلدة إذنا غرب الخليل بوران شما فلسطين في القلب ( منوع) 2 31 / 08 / 2012 39 : 01 AM
تعليقات من مصر على خطاب القذافي !! ناهد شما أمثال - دبابيس- طرائف 2 21 / 04 / 2011 26 : 01 AM
إرحل معمر أيها الشريرُ زاهية بنت البحر الشعر العمودي 14 13 / 03 / 2011 26 : 03 AM
النص الجديد = الانسان الجديد ماهر محمد نصر دراسات أدبية 1 14 / 02 / 2010 20 : 08 PM
النفق الرابع / هذا يكفي لعمر فوق عمري طلعت سقيرق عواء الذئب الماوي 2 02 / 12 / 2008 02 : 08 PM


الساعة الآن 34 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|