مهرجان موازين بالرباط2009 موت واختلال موازين
حملة دعائية ضخمة سبقت افتتاح مهرجان موازين بالرباط هذه السنة.
تعريف بماهية المهرجان ومن سيحضره من مطربين وتغطية و تذكير يومي بمن سيحيون الحفل و بشكل تفاعل الجمهور.
الرباط صارت في قلب الموسيقى العالمية و الموسيقى العالمية صارت في قلب الرباط عبارات كثيرة مشابهة لهذه ترددت و بدت العاصمة المغربية تفتح أحضانها ليمتزج البوب و الجاز و الراي و الإيقاع الشعبي المغربي مع اللحن المشرقي في نسق متكامل.
مراقب للأوضاع من بعيد مثلي يخال المجتمع المغربي مجتمعا سعيدا خالي البال من الهموم و المشاكل المستعصي حلها.
وإلا فما كل هذه الجحافل التي تحج من كل ربوع المملكة لحضور المهرجان من مختلف الأعمار والطبقات، أتراه يرقص طربا من يصارع من أجل البقاء و لقمة العيش؟؟
الحقيقة والأرقام تقول غير ذلك ، تكاد كل القطاعات في المغرب تعاني وتحتاج للتعافي: الصحة التعليم ، الإدارات، الرياضة،الفلاحة ..أينما وضع المرء إصبعه سيجد تقرحا و ألما ومايستدعي الإسعاف و العلاج لكن حين يحل مهرجان كموازين فالموازين تبدو معكوسة و مقلوبة و يظهر التشبث الغريب بأذناب الثقافة وشوائب الاحتفال والهرج و المرج.
هؤلاء المغاربة الذين خرجوا في مسيرات مليونية للاحتجاج على العدوان على غزة يتقاسمون نفس المغرب مع من إنتظروا بشغف إطلالة كايلي مينوغ على خشبة المسرح لتشعل ليلتهم صخبا.
هم أيضا يحملون نفس جنسية ذلك المواطن الذي كتب للعالم أن يراه وهو يعترف و يقر بأن محل سكناه هو مرحاض عمومي وكذلك نفس جنسية هؤلاء الأطفال الذين تلفظهم بيوت إلى الشوارع ليشموا خرقا برائحة تخدر عقولهم وتفتك بقواهم الذهنية.
القنوات الإعلامية هللت و ابتهلت و فرحت بالشاب الجزائري الشهير وهو يقهقه كعادته دون سبب واضح وماعاد من شبابه غير الإسم ، أظهرته مع صرخات الجمهور المباركة له وهو يلبس العلم االمغربي وكأن خلافات البلدين تذوب و تنصهر مع النغمات وواقع الحال يقول أن البلدين ودبلوماسيا لازالا متباعدين وأن خلافاتهما لازالت متشابكة معقدة وما الثناء على الموسيقى بأنها تقرب وتوحد إلا عملة من عملات التسويق والإتجار بمشاعر بسيطة ساذجة .
كل هذا وكان الأمر سينقضي ويمر ونتعود على عيش التناقضات و غرابة الموازين لولا الخاتمة التعيسة:
11 شخصا لقوا حتفهم: خمس نساءٍ و أربع رجالٍ و طفلين ،و 40جريحا استقبلتهم المستشفيات إثر تدافع أثناء الحفل الختامي الذي جمع سبعين ألف شخص70000 جاءوا للاستمتاع بالموازين لتذكرهم الموت بالميزان الحق .
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|