ذكريات القرن العشرون
أصبحت الأيام تتالى مثل دفتر الرسومات, أصبحت دفاتري ترائية, وأصبحت أنا من التراث, فعظامي أصبحت منجم ألماس, و دمي أصبح جرعة تاريخية , و وجهي فيه علامات أستفهام, وتجاعيد و أنهار , فمي أصبح مصنوع من حجارة الثوار, و عيوني شهدت على كوارث و مصائب الزمان, والقلب على سطحه نمت طحالب النسيان,
أصبح عمري مئة عام و العام يتلو العام, أنظر الى دفتر هاتفي أبحث على أسماء الأصدقاء, عن أسماء الأقارب , فتنزف على يداي دموع الأصدقاء , دموع الأقارب, ويبكي على صدري دفتر الهاتف , ويضمني ويقل لم يبقى من الأصدقاء سوى الأسماء, فأذهب عندها الى الحائط لأبكي فيذكرني الحائط بأيام الشباب, أيام عندما كنا صغار , أيام كنت أملك أصدقاء, ونلعب بجانب الحائط و نرتكي عليه فيزداد عندها البكاء, كل شيء في البيت مصنوع من الذكريات فتلك القلادة تذكرني بأمي , كان يومها منتصف الشتاء, يومها بكيت و ازداد الشتاء شتاء, وكانت القلادة حلم لأضعها على صدري فأشترت لي القلادة وضمتني , وكلما أرى القلادة أتذكر عيونها وفي عيونها تتنزل فيها الآيات,
وذاك القلم يذكرني بأبي فكان قد أهداني ذلك القلم في منتصف الصيف , يومها كان في عمله والعرق يزخ من وجهه شلالات, يومها أهداني القلم وهو يبكي و يقول لي ذاك القلم ورثة جدك فلا تضعها, و ما أصعب الأمانة التي تعطى و التي عندما أموت سيورثها الأحفاد, كل شيء مصنوع من الذكريات و يا قلب كم تبقى من الأيام لتحمل على سطحك الأهات , و أصبح عمري مئة عام................
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|