الخاطرة الخامسة و العشرون // ما صدق الله من أحب الشهرة
الخاطرة الخامسة و العشرون
ما صدق الله من أحب الشهرة
كم اجتهد المخلصون في إخفاء أحوالهم عن الخلق,وريح الصدق تنم عليهم.كم يقول لسان الصادق :لا لا وحاله ينادي :نعم نعم.ولسان الكاذب يقول:نعم نعم,وحاله ينادي:لا لا .
كم اجتهد الإمام أحمد كي لا يذكر وأبى الله إلا أن يشهره ويقرن الإمامة باسمه على ألسنة الناس شاءوا أو أبوا,وكان في زمانه من يعطي الأموال لمن ينادي باسمه في الأسواق ليشتهر فما ذكر بعد ذلك ولا عرف.
...مازال الصادقون يكرهون الشهرة ويتباعدون عن أسبابها,ويحبون التواري ويجتهدون على حصوله.وقال بعضهم: ما صدق الله من أحب الشهرة.وكان أبوأيوب السختياني يقول: ما صدق عبد إلا أحب أن لا يشعر بمكانه,فطوبى لمن أخمل الله ذكره.
تواريت عن ظهري بظل جناحه /// فعيني ترى دهري وليس يراني
فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت /// وأين مكاني ما عرفن مكاني
كم من بين حال هؤلاء الصادقين وبين من يسعون في الظهور بكل طريق,باستجلاب القلوب وزخرف القول,فإذا حقت الحقائق تبين الخالص من البهرج.
قال ابن مسعود : كونوا ينابيع العلم مصابيح الظلام جدد القلوب خلقان الثيياب,تعرفون في أهل السماء وتخفون على أهل الأرض.
فاللهم أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واكتبنا عندك في الصادقين آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|