التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,394,073

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31 / 08 / 2009, 55 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة يوسف عبد الرحيم
أديبة وقاصّة

 الصورة الرمزية فاطمة يوسف عبد الرحيم
 





فاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these parts

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

:sm5: قصة قصيرة ((علاء وعمليات الطرح)) تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم

علاء وعمليات الطرح


علاء صبيّ في ربيعه الرابع ، هادئ كنسمة فجر ، يدندن في حنايا البيت عبارات طفولية ، أرسلته أمه إلى إحدى رياض الأطفال بنصف الأجر تقريبا نظرا لظرروف عائلته المتردية ،عسى عبث الطفولة ،يدبّ في حركاته ويزيدة نشاطا . اعتلى الفرح أسارير وجهه عندما شاهد ألعاب الروضة ، وطفق يلهو بها بفرح طفوليّ عارم ، أحبت المعلمة سكينته الحانية وترنيمة البراءة عاى وجهه الجميل .


في الأسبوع الأول تعلّم العد من واحد إلي عشرة ، وكان منتشيا بهذا الإنجاز الرائع وظل يردده كلمّا استكان إلى وحدته، حتى تمكن من مهارة العد ، فأخذ يمعن في الوجوه ويعد، بابا واحد ، ماما اثنان ، يوسف ثلاثة ، وائل اربعة ، هشام خمسة ، ناصر ستة ، زياد سبعة ، وأنا ثمانية، ويطير فرحا إلي أمه: أماه : نحن سبعة ، وأنا ثمانية ، ويطلق ضحكة فرح معززا قدراته الجديدة ، وبلثغة محببة ليعلو صوته قائلا : " يا ثلام ثح " }يا سلام صح{ ، وضحكت أمه من طريقة أدائه لهذه العبارة، قائلة: ماذا تعني( ياثلام ثح ) أجاب: "هكذا تقول المعلمة عندمأ تكون الإجابة" ثحيحة" .

من خلال عبارات علاء العفوية أشرقت نفسها بالسعادة اذ أصبح لديها الآن عائلة كبيرة بعد أن كانت وحيدة يتيمة الأبوين من بقايا أسرة قضي عليها في مذبحة دير ياسين ، واستنفرت ذاكرة معفرة بعذابات اليتم والقهر، ثم استسلمت برضى قائلة : "الحمد لله " ،عوضني الله بأكثر مما كنت أحلم.

تحولت المعلمة إلى تعليم عمليات الجمع بعد العد ، علاء لم يفهم الجمع ، فكان يقبع في زاوية الصف بهدوء ، يرقب دفقات التفاعل الصفي أو يستسلم الى الأحلام في غفوة على المقعد الدراسي ، عندما بدأت المعلمة بتعليم عمليات الطرح تنبه علاء لها وفهمها إ نها عملية سهلة إذ أنها تبدأ بالعد إلى عشرة ثم نخبئ واحدا ونعود للعد من جديد فتكون النتيجة صحيحة ، اعتلت نشوة النجاح أسارير وجهه وحكى لأمة حكاية الطرح : "نعدّ ثم نخبئ ثم نعد ثانية فتكون النتيجة صحيحة ، ياثلام ثح" .

في أمسية كئيبة ارتطم صوت يوسف في جنبات البيت وبنبرة مأساوية معلنا لأمه : "إن جنود الاحتلال أغلقوا بقالة أبي وشمّعوها وعلى أثرها أصيب والدي بذبحة صدرية فمات" . صرخت وشقت الثوب ثم احتضنت آخر العنقود في حجرها ، نظر إلى وجها الباكي : "أماه" وبدأ العد ، واحد اثنان ثم خبأ والده وقال بأسىً : "صرنا سبعة" ، فازدادت في العويل والانتحاب ، ومسح دمعة يُتم كسيرة لو حملتها غيمة لأمطرت، وتوالت الأحداث في حالة غليان.

في يوم جلس علاء على حافة النافذة وراء القضبان الحديدية ، فإذا بالحشود تتوافد حول المنزل متدافعة وعلى الأكتاف يحملون شيئاً ملوناً: أحمر أخضر أبيض أسود ، دقق النظر في الوجه : إنه يوسف عرفه ابتسم بحزن الذاكرة لا تستوعب الموقف ،لكن عبارة "الشهيد حبيب الله" التي تكررت على مسمعه,أفهمته طرحاً آخر،وبدأ العد، ثم قال : "صرنا ستة". ومسح دمعةً حسيرةً لو تزلت لأخصبت الأرض شقائق نعمان التي توشّي المدى بحُمرةٍ قانيةٍ .

عند عودته من الروضة وقف مذهولاً على عتبة الباب من حدة الصراع الدائر بين وائل وأمه يتجاذبان بينهما حقيبة سفر ، لن تهاجر، بل سأهاجر، لن أتسول في هذا الوطن ، لن أموت جوعاً ، ثم يردد بتوسل : "أماه أرجوك ، دعيني أرحل ، سأرسل إليك أموالاً كثيرةً ، الباخرة ستقلع ، هاتي الحقيبة". وانتزعها بقوة وانطلق باتجاه الباب مودعاً ، وطبع على خد علاء قبلات حميمة وطوى إلى المجهول. افترشت أم يوسف الأرض وبدأت بالنواح،وعلى العتبة أدرك علاء أن الحقيبة طرح آخر فبدأ بالعد ,وأسرع باتجاه أمه قائلا :"صرنا خمسة". فانتهرته قائلة:"اصمت لا أريد سماع حكاية طرحك"
وأطل الشتاء بقسوة برده وائتلاف العائلة متربعةً حول طبلية العشاء ، والبيت مسكون بالوحشة والأسى ،ولا يُسمع سوى صوت رذاذ كانون يرشق زجاج النافذة ،ورائحة الرطوبة تملأ المكان والصخب قادم من كهوف الأفواه الجائعة ، وضجيج الملاعق يعزف لحن العشاء ، وإذ بطرقات مدويّة عاتية لئيمة تخلع الباب، وتدلف إلى البيت زمرلاةمن جنود الاحتلال ليستلبوا هشاما وناصرا ويعتقلاهما لأنهما من فتيان الانتفاضة ،وككل مرة تصيح وتولول ويتجمهر حولها الجيران ، ويجترون عبارات التعزية والتصبير
هذه المرة كانت عملية الطّرح أصعب بالنسبة لقدراته العقلية ، لأنهما اثنان ، لكنّه قسّم العملية إلى مرحلتين ووصل إلى النتيجة " أماه صرنا ثلاثة"، ثم ّألقى رأسه خائرا في حضنها ،يغالب موجات الا نكسار والوحدة ساهما كزورق تتقاذفه الأمواج ، لا يفهم الطرح البغيض الذي يجري حوله ،ليته تعلم الجمع قد تكون له إضاءات محببة في حياته .
وانطفأت إشراقه البراءة والمرح من على قسمات وجهه الطفوليّ، وحلّت الكآبة بثقلها على الروح اليتيمة ، وحقد على عمليات الطرح التي تزداد سهولة وقهرا ، ومرت الشهور ولم يكن يٌدخل الفرح إلى قلبه سوى لعبه مع أخيه المقارب له في السّن زياد ، وفي يوم اعتلت صفرة مقيتة وجه زياد لم تمهله سوى أيام ،إذ أتلفت جرثومة السّحايا دماغة الصغيرثم جّرته إلى حفرة الموت ،صرخ علاء ومزّق صراخه غلاف الحزن المسيطر على حناياالمنزل الكئيب ، ومسح دمعة حزن لو تركها لصارت إعصارا عاتيا مدمرا ،ونظر إلى أصابع يده من تحت الغطاء بحرقة متمتما :صرنا اثنين .
أطلقت المسكينة تنهيدة وجيعة وحدقت بحقد دفين في أرجاء المنزل ،تريد عمل شيء تفرغ من خلاله شحنة القهر المسكونة في أعماقها السحيقة وركّزت بصيرتها حول سكّين المطبخ المغروسة في مشكّ الأواني ، وتذكرت جندي الحراسة الإسرائيليّ الذي يقف على مدخل الحيّ، فقامت مسرعة إليها وربطتها إلى ساقها وحملت أشياءها التي تبيعها على رأسها ، وهمّت بالخروج إلاّ أن علاء شدّ طرف ثوبها باكيا" أماه أتتركينني وحيدا" نظرت إليه بإشفاق:" بإذن الله سأعود , وانتظرها حتى قبيل الغروب، ولكنّها لم تعد،وجلس وجلا من شيء ما عند حافة النافذة مراقبا أفول الشمس الأخير لبيته.
وصلت إلى المكان جرافة كبيرة خالها ملعقة الغول التي تلتهم كلّ شيء كما كانت تحكي له أمه في حكايا المساء ، ثمّ دقق النّظر ، أنها جرّافة ،وإذ بالجندي يقول له :" أخرج ولد ". ردّ بغصة :" أمي ليست في البيت"، انتهره قائلا : " أخرج إلى أمك الملعونة المتكومة هناك كجيفة " لم يفهم شيئا ، وخرج حافيا مهرولا متعثرا ماسحا دمعه بطرف كمه .
وجلس على حافة الطريق المواجهة للمنزل وابتلعت" ملعقة الغول " الجرافة كلّ شيء وتركت البيت كومة من الحجارة وأثرا بعد عين، انسحبت بهدوء، أسرع علاء متسلقا حجارة البيت المهدوم واعتلى أكبر حجر فيها , سمع النّسوة تقول :" مسكينة أم يوسف قتلت بعد أن أقدمت على طعن جنديّ". جرى دمعه بغزارة مطر سماء متلبدة بالغيوم ,القتل طرح، ثمّّ رفع أصبعيه عالياثمّ خبّأ أحدهما :" أنا بث".وانفلت إلى قطعة خبز رماها صهيونيّ على الأرض،أخذ يلتهمها ، ويسير في الشوارع على غير هدىً ،وبعد أيام شوهد متكوما على الأرض جثة هامدة ، بعد أن أصيب بطلق ناريّ في رأسه ، وأصابع يده الخمسة مخبأة في باطن كفه ، وغارسا أصبعيّ يده اليسرى اللّذين يمثلان علامة النصر في الرمال ، مستسلما لرقدة الموت الرحيم وبسمة ساخرة على شفتيه تقول :"يا سّلام وين الصح ".

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فاطمة يوسف عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 01 / 2014, 01 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: قصة قصيرة ((علاء وعمليات الطرح)) تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم

..وهذه القصة أيضا نُشرت قبل سنة ونيّف من التحاقي بالمنتدى..لي عودة للقراءة والتعقيب إن شاء الله..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة ’’ البركان ‘‘ تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 7 11 / 02 / 2014 19 : 01 AM
(( إنه لا ينتظر أحد )) قصة قصيرة تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 09 / 10 / 2012 47 : 06 PM
(( دعوة للتسامح )) تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم -عمان/ الأردن فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 10 11 / 09 / 2010 55 : 12 PM
(( لحظات مجنونة)) قصة قصيرة تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 14 28 / 04 / 2010 22 : 02 PM
لقاء قصة قصيرة تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم فاطمة يوسف عبد الرحيم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 11 16 / 12 / 2009 20 : 02 AM


الساعة الآن 52 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|