رد: حين نعتاد الكوارث وتموت فينا المروءة/ قضية مفتوحة للنقاش بين الأعضاء
" حين نعتاد الكوارث وتموت فينا المروءة "
المروءة هي من الشيم العربية الأصيلة التي اتصف بها العرب , وهذه الشيم والقيم الأخلاقية متأصلة الجذور وتتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل , وإن أصبحت في يومنا هذا تتراجع بتغير الأزمان والأشخاص .
والمروءة كلمة مأخوذة من " المرء" وهو الإنسان , فهل فقدنا إنسانيتنا ؟؟
ربما لأنه مرت على الأمة العربية كوارث كثيرة , وبسبب ضعفها وتفرقها وتقسيمها لدويلات صغيرة أصبحت ذليلة وخائفة , ولا أحد يحترم آدميتها أو حقوقها في العيش بحرية وكرامة . على العكس ما كان عليه القادة والثوار في تاريخنا العربي , فقد لاقوا من العذاب والهوان الكثير ولكنهم ثاروا ثورات متتالية وقاوموا الاحتلال بأشكاله .
هذا من ناحية الحكومات , أما من ناحية الأفراد , فإن انتفاء المشاعر الوطنية والقومية لدى البعض , وإلهاء البعض الآخر بالركض وراء لقمة العيش ووراء توافه الأمور , جعلتهم لا يفكرون لا في فلسطين ولا العراق ولا حتى المسجد الأقصى .
فإن ما حدث في فلسطين بشكل عام وغزة مؤخرا بشكل خاص وحصارها , ما هو إلا عارٌ على جبين الحكومات العربية الذين لا دين لهم , ولا قلوب إنسانية ,
والتاريخ لن يرحم , وسيسجل ويروي كل ما حدث وسيقتص من الخونة وحكومات الخزي والعار .
الله لأمة فلسطين , الله لشعبنا في غزة , والموت والعار للمنافقين أشباه الرجال.
وللأسف فإني أرى المروءة والشهامة والمواقف المشرفة في مواقف الآخرين, فمثلاً الصهاينة لم يعتادوا أن يقابلهم أحد من العرب في محفل
رسمي بمثل تلك اللغة المشبعة بمعاني العزة والأنفة التي فضحتها غضبة أردوغان , فهذه الغضبة ما لم يقارنها فعل يناسبها فسوف تبقى مجرد ذكرى جميلة تشبه ذكرى حذاء منتظر الزيدي .
للأسف فالصهاينة ومن وراءهم لم يعتادوا منا سوى الاستجداء والركض وراء الفتات , وأذكر هنا مثالاً على ذلك : عندما قام الصهاينة عام 1968
بحرق المسجد الأقصى , بكت غولدا مائير في اليوم الأول من حريق المسجد وضحكت جداً في اليوم الثاني , وعندما سألوها لماذا بكيتِ ثم ضحكتِ , قالت بكيت في اليوم الأول خوفا من أن تهجم علينا الجيوش العربية هجمة واحدة
بعد حريق المسجد الأقصى , أما في اليوم الثاني فضحكت جداً لأني لم أسمع منهم سوى الاستنكار والشجب . يحق لكِ ياغولدا مائير أن تضحكي على هذه الأمة الخائفة الذليلة .
نعم أستاذة هدى : نحن وللأسف في وضع جاهلي مرعب , ولكن كيف لنا الخروج من هذا المأزق الخطير , ونحن في مرحلة ضياع المسجد الأقصى
وضياع الأرض والعرض .
المسجد الأقصى ليس لفلسطين والفلسطينيين , هو أولى القبلتين وثالث الحرمين , هو يهم أكثر من مليار مسلم , فأين أمة الإسلام , وأين أمة العرب
هبي ياأمة الإسلام , هبي ياأمة العرب لإنقاذ الأقصى , قبل أن يأتي الوقت الذي لا ينفع معه الندم , وسيحاسبنا رب العالمين على هذا التقصير .
|