الغراب والصقر
غـرابٌ حـَطَّ في رُبعٍ سحيقٍ
يــظـــنُّ ببومــةٍ نِــعــمَ الصــديــقُ
فَحيـاهــــا، أجــابت في دهــــــاءٍ
هي الغـــربـانُ ليسَ لهــا شقيقُ
سـوادُ الليلِ مــدَّ لهــا جنـــاحـــا
وفي عمقِ السكونِ لها نعيقُ
إذا قُبــِلَ الغــــرابُ رفيق دربٍ
فـــــــإنَّ الصبح في ليلي غريقُ
يَـــفـــيـــقُ الـليـلُ ثــم يـَــــلــيـــهِ ليلٌ
وفـــــوقَ الليلِ لـــــيـــلٌ لا يـــفــــيـــقُ
أجبني يـــا غـــرابُ أجـاب حــزناً
شربتُ مــــن المذلةِ ما يضيقُ
بَـــريـــقُ الكـبـــرِ لـيـس لنا ركــابــاً
أغرَّ البومَ في العينِ البريقُ؟
أرى صقـــــــرا يُحيــطُ بــه جــــلالٌ
ألا يــــا صقــرُ يسبقكَ الرحيقُ
سقـــــاك اللهُ غـــيـــثـــــا هــــــل لِبــومٍ
بأن يعلو عليَّ و بيْ يضيقُ
أتـيـتُ لــه فغـضَّ الطَّـرفَ عني
لأنــــي فــي ســــــوادٍ لا يــلــــيـــقُ
تعالى الصقرُ فوق الكلِّ حتى
ترى الخيلاء يتبعها الشهيقُ
ومـــــــدّ جـــــنــــاحـــــــهُ في كـــــبـــريــاءٍ
مليكٌ والــذرى عـــرشٌ عـــــريقُ
أنــــا ملكُ الذرى والكـــــل دوني
وسفـحـكـمــا وشـــؤمُكما لصيقُ
فَــــرقَّ البــــــوم للغــــــربـــــانِ طـوعـاً
أمـــــام الخـــطـــبِ يتحـــدُ الرقيقُ
شعر: خالد حجار
فلسطين