هل قلت لك كل عام وأنت بخير؟
مر كثير من الوقت لم نكتب فيه لبعضنا البعض في سلسلة نبضاتنا الدافئة
مرت أيام وأسابيع وأشهر كل ساعة فيها دهر، وأنت تكتب فيها على مرآة روحي فصولا من رواية الفراق والهجر وأكتب لك بدمع العيون وحرقة الأنفاس ولهيب الدم في شراييني عن مرارة الحرمان منك ولوعة الرحيل...
واليوم...
اليوم شعرت بحاجة ماسّة لنبضاتنا، عيد ميلادك مر يقولون أنك غائب عنه وأن قلبك فيه لا ينبض، مع أنه ما زال ينبض في صدورنا وروحك تنبض نبضاتها الخالدة في أنوار ملكوت الله في هذا الكون الفسيح
تنبض في إبداعاتك من شعرك ونثرك وفكرك وتميزك الآسر..
أحس بك يا طلعت وأحس بوجودك ربما أكثر من أي وقت مضى في حلي وترحالي...
وكما تعلمت منك في زمن وجودك الفيزيائي أتعلم منك اليوم ما لم أكن أعرفه أو أنتبه له..
أتعلم منك الوحي..
وحيُ الروح وأقسم لو سُئلت يا غالي، أقسم أني أشعر بوحي روحك لروحي في كل ما أقف أمامه حائرة مبعثرة...
اليوم يا غالي في عيد ميلادك وبعد موت عام أخذ جسدك بعيداً وولادة عام آخر تعود فيه لي بروحك تملأ روحي، أعود...
أعود لأكتب لك، فالكتابة لك بالنسبة لي قضية حياة، فأنا لا أستطيع الاستمرار إن فصلت عالمي عن عالمك وإن توقفت عن الكتابة لك سيتوقف نبضي..
طلعت يا أغلى الناس والأصدقاء والأهل..
أعود إليك اليوم وأعود لنبضاتنا الدافئة في شارع العمر وفي رحاب هذا الكون الفسيح وأؤمن يا غالي أن كل كلمة ستصلك وأنك تحب أن أتابع الكتابة لك...
أعود بشوق وأطلب من روحك الصفح والغفران..
أطلب من روحك الصفح والغفران لأني توقفت عن الكتابة لك...
أضغط على أزرار الكيبورد التي ما كانت بين يدي يوماً إلا في سبيل التواصل معك والكتابة لك ومعك..
كم تشوقت أن أكتب لك وأنزف كلمات ما تشكلت في نفسي إلا من أجلك..
فهل تقبل بعودتي يا صديقي؟
هدى الخطيب
===========================