رد: إعترافات أنثى...
اعترافات شاعرة
تعودنا ان تكون العترافات دائما لصيقة بالكتابة النثرية والمذكرات الشخصية مثلنا فعل ميخائيل نعيمة فى كتابه " الربعون" او ما فعل العقاد فى كتابه " انا العقاد" او ما فعل طه حسين فى كتابه الشهير " الأيام" وهذه الاعترافات معنية بسرد السيرة الذاتية بما تحمل من ملامح انسانية كونية أو ملامح للذات المعترفة قد تدهش المتلقى او توجعه , ولكننا حين نكون أمام اعترافات شعرية فا لأمر مختلف تماما فليس القصيدة هنا مجرد سرد درامى ذاتى وإنما هى بوح كونى لأنثى تسكب ذاتها على ناصية الشعر وتجرد الذات الشاعرة من نفسها لتضعها على قارعة الروح فتكتب الروح هنا القصيدة لا الذات , واذا كان العنوان مخاتلا فى كونه يخدعنا بسياقة التركيبى " اعترافات أنثى" فان الخداع هنا يدفعنا الى شبكة الجمال السحرى فى النص الذى يبوح بوحا شفيفا فى ايقاع هادئ وجميل يناسب تلك الحالة التى تقف عندها الروح الشاعرة التى تمنت أن تحيا حياة الحب وجهزت القلب لذلك فهى تبدا من حيث يجب ان تنتهى " واقر امام الدنيا انى انثى قد احرقها صمت الاوقات الاحمق بين كهوف الاشجان " وهى بذلك تدخلنا فى التجربة مباشرة وتثير قلق الأسئلة لماذا احرقها صمت الاوقات الاحمق؟ وماذ فعلت تجاه ذلك؟ هنا ياتى متن النص مجيبا على الأسئلة الكونية والتى ترصد حركة الروح داخل الكون بما لم تكن تريد فانطلت تبوح بمعاناتها وعذابتها داخل بوتقة القصيدة وهى بذلك تختزل المسافة بين الروح والنص من خلال قالب درامى شعرى كتب عبر النوعية فاستخدمت اسلوب الحكى الشعرى " لونت الحاضر بالذهب ,ونحت البسمة فى شفتى,على القى نفسى بعد السفر الدنف,على اجد الاوتار لألحانى,وأقر بانى تلك الانثى المغتربة"هنا يتكئ الخطاب الشعرى على توظيف الفعل الماضى توظيف يعمق معنى الاغتراب ويوهج السرد الخالق للخيط الدرامى فى النص بما يشبه شخصيات " كافكا" التى تلقى فى زوايا العالم وتطرح معاناتها فى حالات البوح الانسانى ومن ثم فالروح الشاعر تشعر بالغربة فى الوطن وبين الناس وفى من تفرض فيهم المودة والحب
وكانت الشاعرة موفقة بامتياز فى اختيار بحر المتدراك بما له من موسيقى هادئة تلائم هذا الشجن الروحى الجميل والقافية المكسورة عمقت ايضا معنى غربة الروح وما يلفها من شجن
تحية اليك ايتها الشاعرة العبقرية ونتتظر المزيد من هذا الشعر الذهبى
لك كل محبتى وتقديرى
|