[محمد عبدالله]

عندما يغيب القمر
ناديت قلمي فلبي النداء ...حبوا أتاني علي استحياء
توسط يدي .. توسد أناملي .. منتظرا مداد الخواطر
أوراقي الفارغات ترتعد بردا ... ليغطيها بكلماته
و انحشرت الكلمات بقلمي .. و استعصت ولادتها علي الورق
و طالت ساعات ألام المخاض ... و لا صراخ لشيء..... وليد
أسدل الليل ستاره .. غطي الكون سكونه .. توسط السماء قمره
زاحمته النجوم ..ناظرات بين فروج السحب ..شاخصات للحيارى مثلي
و انتظرت طويلا .. لحظات المخاض ... و لا صراخ لشيء..... وليد
فأذن الديك معلنا غياب القمر ... مبشرا بمجيء الفجر .. ابن النهار
أبقت لصلاتي ..تاركا أوراقي ..فارغات .. مرتعدات .. منتظرات أيضا
و في طريقي ..داعبتني خواطري ..ها مستني... بالحديث للقمر :-
أيها الكوكب الساكن .. علياء السماء
كيف سطعت .. كيف تمايل منحناك نحو الغروب .. كيف تواريت شيئا فشيئا .. كيف تضاءلت .. و تمحورت حتى تغيبت
أيها القمر تشابهنا فيما بيننا .. وحيدا في السماء كنت
ووحيدا أنا في الأرض عشت .. كلانا تحرق شوقا .. ترقب أملا
لشيء جديد ... فما كان هو ... زياك الأمل ؟؟؟؟؟
كان حلمك للأرض ... إنارتها !!
كشف الظلام عنها ... توطين الأحلام فيها ... بناء الأماني عليها
نشر شعاعك بها ... غرس أشجار الليمون فيها ... و بذرة التغيير بها
رسمها بريشتك الذهبية ... مكسبا إياها نكهة قمرية ؟؟؟؟؟
نكهة يفيق بها السكارى ... و يهتدي بها الحيارى !
و لكن .......
سلكت طريقا غير ممهد .. بصحبة بعض شخوص لا تتجدد ..
فأفكارهم بليت .. تجمدت .. بل و ذابت بين ضفاف الزمن ؟
تهاوت أفكارهم .. تلاشت إبداعاتهم .. غابت عنهم شموسهم .
و غرقوا في بحور لا شاطئ لها ترسو عليه .و لا ضفاف تركن إليها
و ادعوا بهتا أنها بحور لحرية الرأي .. و جنة التعبير .
فكان لزاما عليك إن تدرك
أن بذرة التغير عندما نريد أن نلقى بها في الأرض فأنها لا تنبت ألا إذا
حرثها الحارث جيدا وجعل عاليها سافلها....
كذب الأقوال = كذب الأفعال كلاهما يهدف إلى تضليل العقول والعبث بالأهواء .. وخذلان الحق واستعلاء الباطل عليه...
إن الحقيقة بين الكاذب و الكاذب ..كالحبل بين الجاذب و الجاذب
كلاهما ينتهي الأمر به إلي ...... الانقطاع
أيها الكوكب الساكن علياء السماء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[خولة السعيد]

بين الجذب والارتقاء نحو القمر نجد هذه الخاطرة