درب الرجـــ
ــــوع
***************
نفختِ بالحلـــم المجنون نــــــايــــــاتي
فكمْ رقصـــتُ على درب الحمــــــاقاتِ
وقعتُ أجمــــــعُ أيّامـــــي محــــــطّمة
لعـــلّها تقــــــفُ الأيّـــــــام في ذاتـــي
نزفـتُ أغـنـيةً كالــدمــــع أسـكـــــبـها
و فـيَّ تقــــــطرُ أجـــــفان السمـــاواتِ
رأيـتُ خلـف تجـاعــــيدِ الكــلام يــــــداً
بـهـا تــُبعــــثرُ أنّـاتـــــي نـــــداءاتــي
صحوتُ فوق تـــراب الخوف مشــتعلاً
كأنّني لهـــــــبٌ في جــــــمرِ مأســاتي
هززتُ جذعَ دمي فاسْقطْ أيا ألـــــــمي
مع الرؤى مــطراً تنـــعشْ مســــافاتي
سأطلقُ القلبَ عصـــفوراً إلـــى سحُبي
فإنْ يُعشّـــــــشْ بها تمـــــطرْ نبوءاتي
أنـــا هـــنا ظمـــأ الأشــواق يقذفــــني
لكنْ برغمكَ يا منــــــفى الهوى آتـــي
أطرّز الأرض تحـــتي بالهـــــــيام ولا
ألقى سوى الشوك يُسقى من جراحاتي
عصـــا القصيـــدة ألقيـــها فأبصــرها
للحبّ ليلكةً تأوي فـــــــــــــــراشاتي
أجيء بـــين شـــفاه المـــاء متّــــــقدا
أصبّ نار جروحـــــــــي للجــــميلاتِ
أعودُ قلباً يكاد النبض يحــــــرقــــــني
إذا نظرتُ إلى غـــــــــــصن البداياتِ
أعودُ وجهً و لي ثغرٌ يمــــــــــــزّقني
بخنجر الصـــــــمتِ أو سكّين أبياتي
أعود طفلاً أرى للأمنـــــــــيات فـــماً
يُوزّعُ الحــــــــــــرف ضوءً للمجرّاتِ
أراكِ طـــــــــيناً بأنوائـــي أشكّــــــلهُ
عــــــينينِ ترعان في عشبِ المتاهاتِ
تُطاردان ذئــــــــــــاب الوقت بين غدٍ
يثــــــغو و أمسٍ تُغــــذّيه انحناءاتــي
تُفجّران بحار الكبـــــت في حــــــــجرٍ
و تحرقــــــــانِ بها ديـــجـورَ غابـاتي
لا زلتُ أعشقُ في عيـــــنـــــيكِ أمنية ً
حتى ذبـــــــــــلتُ و لمْ تذبلْ حـكاياتي
و أزهرتْ لغـــــةُ الأحداقِ تســــجنني
رحيقَ عشقٍ بأكـــــــــــمام الرســالاتِ
أغار ُ من كلماتــــي حين ألبســــــــها
تصيـــحُ بي وطــناً في جـوفِ مـــرآتي
و ترتويـــني جنـــوناً كلّمـــا نفــــــدتْ
ذكرى و جفّتْ ينـــــــــــابيع الطفولاتِ
فيا انسكاب الرؤى في رملِ ذاكـــــرتي
و يا شمـــــــوخ مـــــواويلي بواحاتي
إني انْكسرتُ على صدر الغيابِ و لـــمْ
تُكســـــــرْ جرارٌ بها عتّقتُ أصواتــي
تركتها لـــفؤوس الدهــر تكســــــرها
و تحطبُ العــــمر من دوح ابتساماتي
**************
الشاعر بغداد سايح
تلمسان - الجزائر