ويداي تنظِمُ ما يجولُ بخاطـري
وتصوغُ من درِّي القريضَ وتنثُرُ
والقلبُ يسعي بين نفسي راضيـاً
والروحُ تحمَدُ والحـروفُتُكَبِّـرُ
في عالمِ الإيمـانِ حلَّـقَ طائـراً
يحييِ المحبَّةَ في قلـوبٍ تُبصِـرُ
وأنا به في الأوَّليـنَ ولـم أكـن
في الآخريـنَ وبُردتـي تتبختـرُ
كالطائرِ الصَّداحِ إن حبسـوهُ أو
منعوهُ مـن طيرانـهِ .. يتفكَّـرُ
متوتِّـرٌ فـي نفسـهِ .. متألِّـقٌ
في صدقِـهِ .. وبدِينِـهِمُتحَـرَّرُ
يأبى انغلاقَ عيونِـهِ عـن حقِّـهِ
ويُناصرُ العدلَ الـذي لا يُنصـرُ
يأبىَ الشِّكايةَ للعِـدا وإذا اشتكـى
بزُجـاجِ شُبَّـاكِ الأحِبَّـةِينقُـرُ
ويصيحُ في النُّوَّامِ هيَّا استيقِظـوا
إنَّ العروبةَ في الـذُّرَى لاتُقبَـرُ
مابيـن أمجـادٍ لنـا وتَـوَحُّـدٍ
نحمي عروبتنَـا التـي لا تُقهَـرُ
قد هزَّني صوتُ النشيدِ حماسَـةً
فاهتزَّ من صدقِ الحماسةِ مِنبـرُ
فتجمَّعـت أسماعُنـا وتقابـلـت
لُغَةُ الطيور إليهِ حيـنَتحَيَّـروا
وجـدوهُ حَـرَّرَ نفسَـهُ بنشيـدِهِ
ما طارَ فوقَ الظالميـنَ ويسخَـرُ
قد عَيَّنَ القلمَ المُضيءَ على الدُّجى
جلاَّءَ كُـلِّ الصَّادئـاتِفيُظهِـرُ
هوَ مثلُ بيَّاعِ الثلوجِ على اللظـىَ
ويعافُ مالاً كاسِباً .. لا يخسَـرُ
كقوائمِ الحُرِّيَّـةِ المكسـورةِ الأر
كانِ والفتـحِ القديـمِ .. ويجبُـرُ
هو كالطيـوبِ إذا تولَّـى ناشِـقٌ
عنها .. يفوحُ برغمهـا ويُعَطِّـرُ
آياتُهُ سُننُ الوفاءِ .. وطبعُـهُ الـ
حيِّ الحياءُ .. وللدُّعـاءِمُكَـرِّرُ
ودماؤهُ غضبـىَ كـآلاتِ الأمـا
ني والخواطِرِ والرجـاءِ ويبـذُرُ
حسبي وحسبُكَ أنَّ في القوميَّةِ اجـ
تزنا السَّرابَ معَ الغبـارِونعبُـرُ
شكراً لمفتـرسِ الحقـوق فإنَّـهُ
قد بصَّرَ العُربانَ ما لميُبصِـروا
شكراً لِمنهَجَـةِ الضيـاع فإنَّهـا
قد أرجَعت فينا الأُصولَ وما دَروا
فأنِر معي المِصباحَ قبلَ صباحِنا
فالقولُ لا يكفي ظلامةَ مَنْ سروا
يا ليتما جازى فؤاديَ مَـن همـو
عرفوا الثمينَ فأكـرموهُ وكبَّـروا
لن يبرحَ القلمُ المقطِّرُ مـن دمـي
دوَّامةَ المجهولِ حتـى تظهـروا
خوفي عليكم في السمـاء محلِّـقٌ
من قال طيري حائرٌ هـو أحيَـرُ
ومتى رأيتم شمعتـي .. فلتُشمعـوا
من قال عني شاعرٌ .. هوأشعرُ
[/frame]