في ساحة الآغورا
وقف بريزيدانوس عربنوس يخطب في ساحة الآغورا و يزرع بين الجملة و الجملة وعدا أخضر.
قاطعه سقراط سائلا: ياسيد بريزيدانوس عربنوس قد مضى من عمرك خمسون عاما أو أكثر أو ربما أقل لكن كل من يستمعون الآن و حتى الغائبين ممن استمعوا سابقا لم يشهدوا أمجادا على يديك فهل يلزمك عمر آخر أم شعب آخر أم أن في الأمور أمور تغيب عن الإدراك؟
ابتسم بريزيدانوس عربنوس بهدوء وشرع في رد عجيب بدأه بالحديث عن السباق مع الزمن و عن التحديات و عن إنجاب الأبناء الذين تستمر مع حياتهم مسيرة الآباء.
في غمرة حديثه المتشعب تذكر سقراط صوت زوجته الحاد وشجارها و أنها أرسلته ليشتري لها خضروات لإعداد الغذاء و لم يعتذر عن انصرافه قبل أن يكمل بريزيدانوس عربنوس حديثه خاصة وأن هذا الأخير كان توقف فجأة ليسأل ديوجين عن سبب حمله للمصباح في عز النهار و ينبهه لإمكانية تسببه في حريق.
رد ديوجين : أنا أبحث عن الإنسان، الإنسان الذي لم تتآكل إنسانيته، لم تصل إلى النصف أو الثلث أو الربع أو توشك على الانعدام كما في حالتك.
واصل ديوجين سيره غير آبه و الناس يفسحون له الطريق .
كان زيوس حينها يدخل الآغورا متحولا إلى تيس بقرون منتصبة ولحية، تقدم نحو الجموع الملتفة حول الخطيب ،حاول الإنصات و تأمل الحضور.
بعد فترة وجيزة همس : ' سيكتب عنك التاريخ يا بريزيدانوس عربنوس أشياءا مخزية أنت وهؤلاء الجبناء من حولك المستسلمين لوعودك الخرقاء '.
انتبه رجل للتيس بجواره فسأل الواقف على شماله إن كان التيس له وكان أحضره بنية بيعه فأجاب المعني بالأمر بالتأكيد محاولا أن يشد على جيد زيوس.
نطحه زيوس بشدة و هرب.
لم يسمع أحد لزيوس صوتا لكنه حين ارتفع للسماء قهقه طويلا بعد أن صرح : 'هناك أمور لا تتقنها إلا الحيوانات '.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|