التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,857
عدد  مرات الظهور : 162,351,924

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > أدباء وشخصيات تحت المجهر > أدباء أعرفهم
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 07 / 2010, 39 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
د.حسن حميد
قاص وأديب

 الصورة الرمزية د.حسن حميد
 




د.حسن حميد is on a distinguished road

Post الشاعر محمد حمدان -عتبة للقول - د.حسن حميد

عتبة للقول - حسن حميد
ما يثّبتُ المرء على قناعاته، في عالم موار زئبقي، هو وجود كائنات بشرية لم تخترقها علة الزئبقة والتحولات؛ كائنات قرنت سلوكها برؤاها، فصار السلوك مرآة للرؤى، كما صارت الرؤى مرآة للسلوك.. هذه الكائنات أعدُّها شواهد على صوابية ما يقال عن موضوعية الأضحية في تاريخ المجتمعات والمعتقدات في آن معاً، فالأضحية لا ذنب لها كيما تزهق روحها من أجل غايات آتية من خارج حياضها، ومن خارج منطق الأشياء، إذْ ما ذنب فتاة جميلة ترمى للنهر في موسم اجتماعٍ لعلة جمالها وطهرها، ما ذنبها وقد طويت أحلامها دفعة واحدة.. أظن أن لا ذنب لها سوى أنها معلولة بعلة الفداء والتضحية.. تلك الكائنات هي ملح الأرض.‏
أمدُّ بهذا الكلام عتبةً صغيرة كي أتحدث عن شاعر عرفته من سيرته قبل أن أقرأ له، وقبل أن ألتقيه أيضاً.. هذا الشاعر هو محمد حمدان الذي أرى فيه كائناً اجتماعياً يمشي وفق رؤاه وإن لم تتحقق، ووفق ما يمليه قلبه وعقله عليه وإن أخفقا، فقد باكر الدنيا شاباً نحيلاً طويلاً ليس في صدره سوى الوطنية، والحماسة القومية ليذكر بهما نحو المأمول المرتجى.. أنى كانت المخاطر، وأنى كانت الصعوبات..‏
هذان الأقنومان، الوطنية والقومية..، هما من جعل محمد حمدان في بداية شبابه يهجر التدريس، ويدع حياة المدينة، وأناقة المدن ومتطلباتها، ويدير ظهره لكل ذلك الاعتبار وتلك الأهمية اللذين حاز عليهما كرجل علم وإدارة في مدينة كبيرة لها موقعها ومكانتها في المجتمع والتاريخ، أعني مدينة حلب، يدير ظهره فجأة.. ليماشي حلمه، وليواكب رؤاه.. وصولاً إلى مقر الفدائيين وقواعدهم قرب نهر الأردن، نهر الشريعة، في منفسح راح يضيق بأحلام هؤلاء الشبان العرب الذين لم تفارق مخيلتهم صور المشروع القومي، والتحرر الوطني.. فقد رأوا، وكانوا على صواب، أن فلسطين عتبة تفضي إلى أحد أمرين: إما الهزيمة المطلقة والموات الشنيع. وإما الانتصار الباذخ، والعودة إلى الأمجاد علماً، واجتماعاً، وحضوراً، وحضارة.‏
لكن الظروف، كما يعرف الجميع، كانت أقوى من عزيمة هؤلاء الشبان، فقُطعت الطرق، وبُددت الأحلام، وتداعت الأشياء على نحو مأسوي لم يكن منتظراً أبداً.. ما بقي من تلك الوطنية وتلك الحماسة هو الرؤى، والحلم، والفناء الجزئي، لهذا حين عاد محمد حمدان الشاب من تجربته الفدائية ما عاد مهزوماً، وإنما عاد خائب الرجاء والأمل، يده لا تقبض إلا على حلمه ورؤاه.. كان، كغيره من الخلص، على قناعة بأن التجارب تخفق، وتندحر، وتُهزم.. ولكن على الأحلام والقناعات أن تثبت وتتصلب كي لاتلين أو تذوب في حمى اللامبالاة، والاستهلاكية، واليأس.‏
محمد حمدان آنذاك في ذهابه إلى الفدائية مع نفر غير قليل من المعلمين والمدرسين والمثقفين.. كان سلوكه شبيهاً وسلوك شباب أسبارطة الذين استجابوا لنداءات الروح والعقل المطالبة بالدفاع عن القيم، والوطنية، والقادم من الأيام.. لذلك هجروا الأمكنة الظليلة، والدروب المؤنسة، أو مشوا إلى الوحشة القابلة.‏
.. بلى، ما أحلى ذلك الذهاب، وما أزهاه، وما أوقعه في نفوسنا آنذاك.. نحن الأطفال أبناء المدارس الفلسطينية والسورية معاً.. حين كنا نعلق أحلامنا على مشاجب غياب هؤلاء الأساتذة.. الذين كانوا بحارة لا أجمل منهم ولا أعز حين ودعوا رغد الحياة وصفوها، وتركوا المدارس، والبيوت، والحبيبات تلويحات الأيدي الراجفة.. فهم ـ وبسبب قناعتهم ـ يذهبون في ذهابهم المشتهى نحو ايثاكا المحلومة.‏
تلك كانت هي صورة محمد حمدان مع صورة أساتذة ومثقفين كبار غادروا الجامعات،والمدارس، والمخيمات، والمدن.. غادروا كل شيء هجراً، واتبعوا إيقاع قلوبهم الضاجة بالحنين لزمان بهي يتبدى على مرمى فعلٍ، أو حلمٍ، أو أنّةٍ خرساء.‏
هذه الصورة لا أستطيع محوها، مهما حاولت، لأنني أحفظها نقشاً على باب قلبي؛ ومحمد حمدان هو إحدى الأضاحي التي أُفلتت من طقس الأضحية بسبب بون المسافة ما بين الواقع والأحلام وبون المسافة ما بين الفعل والمحاكاة.‏
.. هذه الصورة كنت احفظها، وتلك السيرة كنت أعرفها.. لذلك حين التقيت، قبل نحو عشرين عاماً، بقصيدة أولى لمحمد حمدان تطل على الناس من إحدى دوريات اتحاد الكتاب العرب... فيها أنفاس ذلك الفدائي الذي لم يغادر بعد عشه الحذر بين أجمات قصب نهر الأردن، ورأيت فيها وقفته المشدودة ظهراً وبصراً نحو الحلم الداني الذي يجاور الضفة الأخرى من النهر اللجوج بصخبه ونداءاته.. وحزنه العميم، وأحسست بكبرياء الذئب الجريح الذي لا يزال يتحسس موضع طعنة الأمس التي صار جرحها نبعة أسى. وأدركت كم كان ذلك الاجتماع البري، مؤاخاة، مع طيور النهر ونباتاته.. ساحراً يملأ القصيدة بالمعاني الكبار..‏
تلك القصيدة هي التي أنبأتني بعودة الطائر من بلاد المغرب العربي، حيث قضى هناك ردحاً من عمره، كي لا تخنقه في مكانه الحميم أنسام أرض الجليل، وهواء بحر يافا، كي لا تبدده رنة الحزن في أجراس كنائس الناصرة.. وحيرة الزمن الحرون.‏
عاد محمد حمدان إلى ضفته الحزينة شاهداً ليروي مكنونات صدره، ويبدي مخاوفه، ويماشي قلقه.. وقد رأى أن الأحلام أمعنت في غيابها الممض الأليم.‏
عاد إلى التخوم كيما يساهر قصائده التي راحت تتوالد كائنات لا هواء لها سوى صباحات البلاد، ولا مرايا لها سوى ما يتشهاها القلب...‏
عاد إلى التخوم لكي يوحّد رؤيتنا إلى كائن واحد مشطور إلى نصفين: نصف من لحم ودم اسمه محمد حمدان، ونصف من أرق وتشوفات اسمه قصيده.‏

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.حسن حميد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 07 / 2012, 25 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: الشاعر محمد حمدان -عتبة للقول - د.حسن حميد

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]سيرة فلسطينية تجمع بين الشعر والتضحية من أجل الوطن..الاغتراب والأمل في العودة.
شكرا لتعريفك بالشاعر محمد حمدان بهذه الطريقة المميزة.
تقديري لك أستاذ حسن حميد.[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد حمدان, أدباء أعرفهم, الشاعر, د.حسن حميد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قول حكيم عربي في رسولنا محمد قبل البعثه - منقول رياض محمد سليم حلايقه الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 1 24 / 04 / 2022 52 : 03 PM
الشاعر البلغاري بيتكو براتينوف ترجمة وتقديم: خيري حمدان خيري حمدان من الشعر العالمي 7 31 / 03 / 2018 39 : 05 PM
الشاعر الإسرائيلي يوناتان يهدي التّميمي قصيدة!! محمد الصالح الجزائري إسرائيليات 8 24 / 01 / 2018 30 : 09 PM
((( مائة سنة تمر على رحيل الشاعر محند أو محند ))) بقلم محمد عاطف بريكي عادل سلطاني مكتبة نور الأدب 0 22 / 06 / 2012 46 : 01 PM
مساجلة بين الشاعر جمال حمدان زيادة و محمد عبد الحفيظ شهاب الدين د. محمد عبد الحفيظ شهاب الدين المساجلات الشعرية 2 23 / 06 / 2008 38 : 06 PM


الساعة الآن 48 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|