[د. منذر أبوشعر]

المرأة ، هذا الكائن الساحر ، اختلفت ، منذ القدم البعيد ، نظرة (الأدب) ، بمختلف أشكاله ، إليها : فهي( شكل ) فاتن تُلهم فنا وإبداع خيال.
أو(صورة ) تُحفز الذهن على تذوق جمال إشراقات النفس .
فتباينت أنماط إضاءات النصوص واتجاهاتها،وطرق مفردات تعبيرها ، وانقسم معها ، بالتالي ،(شكل ) التعبير بكافة ألوانه: فكان (الفن ) الصريح (المكشوف ):جرأة إلى حد الوقاحة والاستفزاز، بل جرأة تنتهي إلى درجة (التقزز) في أحايين كثيرة ، وإن هربت منه نماذج غاية في الروعة ودقة التعبير:(ففي أدبنا القديم وصف امرؤ القيس ، في معلقته، فرط عارم شهوته .ووصف أبو النجم العجلي في رجزه عجزه الجنسي بأسلوب ساخر.وتبعه راشد بن إسحاق أبو كريمة متحدثا عن (أحوال )صفة رجولته في ديوان كامل. واستمر ذلك صريحا ، مغالى به ، في كثير من الأحيان ، على مدار العصور،ففُقدت غاية الشعر التي هي صورة رائق سحر أحاسيس).
وإلى جانب ذلك ، كان (الوصف) الهادئ الرقيق ، المثير لبوابات سامي الأشواق :( تحدث عنترة العبسي عن عبلة ، وجميل بن معمر العذري عن بثينة ، وتجرأ عمر بن أبي ربيعة فتكلم بأسلوب عذب عن عبثه وصبوته وفتوته . ثم جاء عمر بن الفارض فصنع من (المرأة ) و( العشق ) شيئا آخر، فعُرف الوجد والتوق وحب الله من خلال رائع فتنة سحر الوصف.
ثم مع الأيام ، صارت المرأة ، وطنا وهاجس أمة ومحرض ثورة و فضاءات جمال لاتنتهي وشغف قلب ).فاكتمل حاق الفن ونبل غايته: يقول الدكتور سامي الدهان ، في مقدمة شرح ديوان صريع الغواني مسلم بن الوليد الأنصاري (ت : 208 ):لا نرى في الحب صورة غير التي ذكرها أول آدمي عشق فسعى والتمس الأسباب ، فإذا اجتمع ، مال القلب إلى القلب، وامتزج الدمع بالدمع ، ومات الحديث ، وقام الهمس ، وذبلت العيون .بدأه امرؤ القيس ولم يُختم في الشعر العربي حتى الساعة . ولكن الفرق بين هؤلاء وهؤلاء من المحبين الصادقين أو الكاذبين ، أن بعضهم التمس المادة وبعضهم سعى إلى الروح ، والمرأة مادة وروح (ص م 42) .
نعم ، المرأة: حلم وواقع ، شكل كلي رائع في حضوره وتأثيره : وما أجمل كلام الراحل / الباقي في هدب العين طلعت سيقرق ، في لقاء معه :(في شعر الغزل ابتعدت عن تشيئ المرأة أوتفكيكها ،وكأنها آلة نحولها إلى قطع : عينان شفتان قدمان !هذا خطأ ، فهي أكبرمن ذلك بكثير .. الأنثى عالم رائع كامل .. التجزؤ يقتلها ، وأنا أريد لها الحياة ).
ونعم ثانية،وثالثة ، وعاشرة ،فرق كبير بين أن نكتب لسمو متعة النفس، وبين أن نتعمد (الاستفزاز ) بدعوى حرية الكلمة أو الأدب .وفرق أيضا أن نعتمد(ميوعة ) اللفظ و(تفاهة )العبارة ، بدعوى القرب من القارئ وكسبه بمبتذل اللفظ .
المرأة هي أمي وزوجتي وابنتي وأختي ورفيقة رحلة دربي ، بل هي وطن كبير يتسع لكافة الرموز وكافة الفضاءات ومطلق شفافية التأويل .

[ميساء البشيتي]

رائع
أبدعت أخي د. منذر
كلامك جميل جدا والمرأة تحتاج أن يقال في حقها الكثير
لكن مما هو صح وجميل وشفاف ورقيق
قيل كثيراً عن المرأة لكنه وبصدق لم يكن يعجبني لكن ما تفضلت به
وما قدمه لنا الأستاذ الغالي طلعت سقيرق عن المرأة فهو الشيء
الجميل الذي يستحق الذكر .. ألف شكر له ولك ودمت يألف خير أخي .

[د. منذر أبوشعر]

الآنسة ميساء البشيتي :
حقا سررت لأنني ، بشكل ما ، استطعت التكلم بلسان كل امرأة بصدق .
وكل الخير لك ، ونبقى مع جميل صحبة اللقاء .

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]بوركت د.منذر المرأة أكبر من مجرد وصف مبتذل و أحاسيسها أشمل من مجرد تفاصيل متعلقة بالجسد.
ويعيش الجميل والصادق ويخلد كأسماء الشعراء الذين ذكرت ويخبو ويخفت السطحي ومن يلعب على حبال الإثارة.
لك التقدير والتحية.[/align][/cell][/table1][/align]

[د. منذر أبوشعر]

الآنسة الودودة نصيرة تختوخ :
معك يصير للكلام بصيرة وذوقا آخر .
كل الشكر لك ، ودائما بصحبة اللقاء المثمر نبقى .