وللأمثال قصة أيضا
يعد كتاب ' مجمع الأمثال ' للميداني وكتاب ' المستقصي في أمثال العرب " للزمخشري من أهم الكتب الجامعة للأمثال العربية ، والتي تربط كل مثل بذكر قصته التي نشأ منها .
فالمثل يرتبط بحادثة معينة قد تكون حقيقية أو تم اختراعها من طرف القصاص والرواة ، فتحوز إعجاب الطبقة الشعبية عبر الأجيال فيتم ترديدها ، ولا شك أن جملة المثل تسري بين الناس لسر تمتلكه حدده ابن عبد ربه في عقده الفريد قائلا " هي وشي الكلام وجوهر اللفظ وحلي المعاني، التي تخيرتها العرب وقدمتها العجم، ونطق بها في زمان وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة ، لم يسر شيء مسيرها ، ولا عم عمومها حتى قيل أسير من مثل" .
في حين ركز أحمد أمين على بلاغة المثل ودلالته الاجتماعية : " الأمثال نوع من أنواع الأدب يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ، ولطف التشبيه وجودة الكناية ، ... ومزية الأمثال أنها تنبع من كل طبقات الشعب .. وأمثال الأمة مصدر هام جداً للمؤرخ الأخلاقي والاجتماعي، يستطيع كل منهما أن يعرف كثيرا من أخلاق الأمة وعاداتها وعقليتها ونظرتها إلى الحياة لأن الأمثال عادة وليدة البيئة التي نشأت عنها " .
والتساؤل الذي بادرنا ونحن نردد هذه الأمثلة ، من ألفها ؟! أهو شخص واحد بعينه،أم شاركت الجماعة في تأليفها ؟
يقال أن المثل مر بعدة مراحل ، في البدء يكون المؤلف واحدا وبعدها تشاركه الجماعة في تأليفه ولا يحظى بالذيوع والانتشار إلا بعد مروره بالتحوير حتى ينال موافقة شعبية واسعة .. فهو أدب شعبي جماعي قد يستمر بين ألسنة وقد يبقى مدفونا بين دفتي كتاب مهجور .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|