|
|
||||||||
 |
 |
|||||||
|
||||||||
|
||||||||
|
22 / 09 / 2012, 42 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [1] |
|
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
|
حب العزيز
حب العزيز
جلسنا على مقعدين متقابلين لاول مرة منذ تقابلنا وتعارفنا واصبحنا خطيبين هذه المرة لم نجلس متجاورين منذ ان بدات تخرج معى من سنتين حيث كنت الف زراعى حول خصرها اداعبها وازغزغ باصابعى فى ضلوعها فتندفع الى قلبى واضمها فتبتسم وتضحك وتعبث باصابعها فى اصابعى وذلك فى جميع لقائتنا السابقة والتى كانت شبه يومية وفى مواعيد واحدة هى عقب خروجى من العمل تذهب الى اماكن متعددة وبقدر ما يمكننا نجعلها متجددة من رحلات وسهرات بل وحضرنا بعض الحفلات لبعض المطربين والمطربات وبالرغم من رفض امها لى ونكدها الدائم عليها وعلى كانت تصر على ان تلقانى وتاكد يوميا لى على انها تحبنى وتهوانى ولذا كنت اتعمد ادخال السرورفى نفسها وانسيها الهم الذى تلاقيه فى بيتها واشعرها بانى لا اعانى وبكلام امها لا ابالى كنا نتجاذب النكات والقفشات لنملئ الوقت بالابتسامات ونضفى على المكان البهجة كنا نتخاطف ما بايدينا بايدينا من قراطيس التسالى مثل اللب والفول السودانى والترمس وحب العزيز والبطاطا والدرة المشوية وكان ما نثيره من حركة وغلبة دائما يلفت نظر من حولنا لنا فكانوا عادة يتعرفون علينا ويسعدون بنا ويرافون لحالنا ويدعون لنا اما هذا اللقاء فكان مختلف حتى هذا المساء كان ايضا مختلف كنا فبه اشبه بالغرباء جالسين بالقرب من حافة النهر وكان ضوء المصابيح خافت وكان لون ماء النيل اسمر باهت وهو يمشى بجوار اقدامنا بطئ فيه خيال مصباح من بعيد يضئ كانت شاردة ونظراتها مترددة وتقاطيع وجهها مضطربة واطراف اصابعها بارده وابتسامتها المعهودة غائبة وبالطبع ضحكاتها العالية مفتقدة ساهمة ومتالمة توقعت ان تكون تعرضت لمضايقات اسرية ضخمة وهى قادمة بسبب علاقتها بى كان هددوها بطريقة مؤلمة بالتخلى عنها او بطردها من البيت ان لم تقطع علاقتها بى وجال بخاطرى موشحات امها النكد وردحها على وهات فى صفتى وفى نعتى اللى ما حيلتو واللى ما ديلتو والى اخر ما تتوقعه الاذان من الفاط عفا عليها الزمان بسبب انى موظف ومليش شغلة تانبة سمعت ذلك منها اكثر من مرة ولذا لم اذهب الى بيتهم بعد الخطوبة الا مرة عقب سماعى لردح امها لكى افسخ الخطوبة والشبكة الا ان تمسك خطيبتى بى هو الذى جعلنى اتحمل رفض امها حاولت ان اخرجها من هذا الجو الكئيب فبحثت فى ذاكرتى عن خبر جديد او شئ عجيب فى ما قراءته فى الصحف اليومية او فى نشرات الاخبار او البرامج العادية فلم اجد سوى تكرار لموضوع الاستثمار وان الدولة تشجع الاستثمار فرجعت اذكرها ببعض ذكرياتنا يوم ان اصرت على ركوب الفلوكه وعندما حاولت التجديف سقط منها المجداف فانكبت عليه لامساكه فانزلقت من على راسها البروكة فضحكت وضحكت ولم امسك نفسى حتى انقلب بنا القارب فغرقنا فى الضحك وغرقنا فى الماء وهى تمسك بعنقى وانا امسك بحبل المرسى واشد فى الحبل وهى على ظهرى تسير من يومها حرمت الذهاب للكوافير ويوم ان دخلنا محل للكفتة والكباب وكان المحل كبير وعليه زحام كتير وكان الجرسون ابتعد عنا وغاب ولما نادت عليه ثم بعد ذلك استعجلته باحضار الطلبات ولما لم يرد عليها ظنت انه لم يعبرها وقفت وزعقت له واشاحت بيدها فى وجهه فطاشت واطاحت بصنية السلطات على راسى فاخذت بعناق الجرسون وهى توجه له انواعا من السباب وكادت تكيل له اللكمات والضربات لولا ان حملتها وانا اجرى بها الى خارج المحل وانا غرقان فى الضحك على حالى وهى تمسح الطحينة من على وجهى وماء السلطة وقطع من الطماطم دخل عبى وانا غيران منه وعمال اهرش فى جسمى وجاء الجرسون يجرى بكل الطلبات الكفتة والكباب وجميع السلطات وحاول رد الفلوس الا انها نظرت له فاخذ حق الطلبات والسلطات واعطاها الباقى ووضعته فى جيبى ثم جعلت تضحك وتنخرط فى الضحك لما رات الجرسون يضع وجهه فى عبه ويضحك وهو يمشى ذكرتها بهذه المواقف لكى اخرجها من هذا الوجوم الا ان هذه المحاولات باءت بالفشل لم يتغير وجهها ولم تبتسم ولم افقد الامل وقلت لها ح اقول لك فزورة صغيورة ان عرفت تحليها ح اعطيك حاجه حلوة تحلى بيها ايشى ايشى كل ما ينباس يقلع اللباس ايه هوه مش عارفه هه الترمس طب خذى شوية ترمس بس كليهم بدون تكشير علشان لاتبوسيه ولا يخلع لباسه علشان انا باغير من الترمس جعلت افرغ قرطاس الترمس فى يدها وانا اكلمها وهى لا تود امساك الترمس فى يدها وجعلته ينساب على حجرها واستمريت اكلمها بزمتك مش الترمس شكل الذهب القرطاس بربع جنيه ناكله وقشره اللى زى الذهب بنرميه وندوس عليه لم ترد على ولم اسمع منها كلام او تعليق شددت يدها وفردت اصابعها ووضعت فيها الترمس وواصلت كلامى معها بسرعة كلى الترمس علشان نحلى بعده بحب العزيز الا انها ظلت صامته ونظراتها للارض جامده وهى تفرك باصابعها حبات الترمس بعصبية شديده والحبات تتساقط من بين يديها ما بين الماء والشاطئ تائهه قلت لها ايه فيه ايه اتكلمى فغلبتها الدموع وجعلت تبكى وتنتحب فقلت لها اهدئى وقولى ايه الموضوع فتكلمت وهى تغالب البكاء وتتلعثم كلمات تعد على الاصابع اثارت فى الحيرة وقلبت فى المواجع وكاننى لم اسمعها قلت لها تعيد ما قالته فاعادت نفس الكلمات التى ظلت تتردد وتدوى فى اذناى وكان حروفها تنهال على راسى حتى كادت تزهلنى وتفقدنى وعيى واسقطتنى من على مقعدى الى حيث قشر الترمس وفرافيت حباته على حافة المية وانا امسك بعفش الشاطئ واحدق فى صورتى فى الميه ولا اكاد اصدق وقفت متضايق من شدة الغيظ والغضب من السبب اكاد اختنق من المسؤول اكاد احترق رميت ما بقى من ترمس وقلت لها هيا بنا كانت لازالت تبكى وقبل ان يرتفع نحيبها ويصل الى الصراخ قلت لها هيا بنا لا شئ بايدينا هذه هو الواقع لن تستطيعى التراجع ومهما بلغت حججى لن املك ان ادافع عنى او عنك او عن حلم كنا ننسجه برمش العين وانامل الاصابع مشينا عدة امتار قليلة حتى كشك السجائر اشتريت منه اتنين صاقع اى مياه غازية وعلبة سجائر واشعلت سيجارة واوقفت سيارة اجرة وركبت معها اوصلها الى بيتها فى شبرا سلمت على بحرارة واطبقت بيديها على يدى بقوة وهى تضع فيها شئ عرفته ودموعها على خدها تسيل وقالت كل شئ قسمة ونصيب مع السلامة قلت لن املك توديعك غدا بالمطار مع الف سلامة يا ازهار دخلت حجرتى ووضعت الدبلتين متجاورتين فى درج المكتب وجلست على الوسادة بعد ان عملت لنفسى كباية قهوة سادة واغلقت الباب ولكى اتحاشى حرق الاعصاب وكنت اشعلت سيجارة ثانية بعود الثقاب اخذت احدث نفسى بصوت مرتفع لا فيه تانيب ولا عتاب انما فى اختصار وبايجاز وبلا اى تعصب او انحياز راى امها فاز وحكمت المباراة لم يكن يعجبها حالى على الاطلاق بل كانت تفضل على لابنتها اى صنيعى او حرفى ولو حلاق فلما يخطبها مستثمر من الخليج تقدر ثروته بعشرات الملايين قدم لها شبكة سوليتير والماظ وما يقرب من كيلو ذهب عيار واحد وعشرين وعقد العقد والدخلة فى فندق خمسة نجوم خلال يومين كل هذا حدث فى يومين مش زى حلاتى خلال سنتين لم اقدم سوى الدبلتين ويدوب شوية اللب والترمس والفول السودانى وحب العزيز اما الحب والاشواق فلا سعر لها فى البنكنوت ليس له ثمن كقشر الترمس بينداس اطفات السيجارة وتذكرت اننى نسيت اسالها عن بلد زوجها من اى امارة من امارات الخليج من قطر ولا من الكويت ولا من البحرين ولا الامارات قلت لافرق بينهم كلهم مليونيرات وكلهم مستثمرين وتذكرت الحملة الاعلامية لتشجيع الاستثمار فى الازاعة والصحافة والتليفزيون كيف نجحت نجاح باهر لدرجة انه لم يبقى اى من المشروعات بدون استثمار حتى الاستثمارفى شراء الزوجات وكان قرطاس حب العزيز نسيته فى جيبى اخرجت منه بعض الحبات ووضعتها فى فمى واستلقيت على ظهرى وانا امضغها وانا اردد بصوتى طعم ولزيز يا حب العزيز كلماتى وبقلمى محمد جادالله محمد الفحل نور الأدب (تعليقات الفيسبوك) |
|
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| العزيز |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لمحة عن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه | رياض محمد سليم حلايقه | مرافئ الروح في رحاب الإيمان | 4 | 31 / 05 / 2020 06 : 06 AM |
| وفاة الفنان المصري: محمود عبد العزيز | Arouba Shankan | جمهورية كلّ العرب | 2 | 14 / 11 / 2016 18 : 01 AM |
| عمر بن عبد العزيز | فيصل بن الشريف الاحمداني | رجال ونساء في تاريخنا | 1 | 01 / 04 / 2012 13 : 04 PM |
| ابني العزيز | ربى البعلي | نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك | 3 | 03 / 03 / 2009 54 : 01 PM |
| امرأة العزيز | حسين خلف موسى | شخصيات إسلامية مشرقة و قصص هادفة | 0 | 01 / 01 / 2008 33 : 01 PM |
الساعة الآن 09 : 10 PM
 |
