الرقى الشرعية، ومن أفضلها العلاج بالقرآن الكريم، تستمد أصولها من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة. قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، و(من) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض.
فإنْ أحْسَنَ العليلُ التداوي بالقرآن، ووَضَعَه على دائه بصدق وإيمان ويقين، كان الشفاءُ التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية.
وفي حديث عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية (29 هجرية- 98 هجرية)، وإسناده صحيح ،أن أبا بكر الصديق (عبد الله بن أبي قحافة،ت: 13 هجرية)دخل على عائشة أم المؤمنين (ت:58 هجرية)وهي تشتكي وعندها امرأة ترقيها ،فقال لها: ارقيها بكتاب الله.
فالتداوي بالقرآن وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أربعة عشر صحابياً ،منهم:عبد الله بن مسعود (الهذلي،ت:32 هجرية)، وأبي بن كعب الأنصاري(ت:32 هجرية)،وعثمان بن عفان (ت:35 هجرية)، وعلي بن أبي طالب(ت:40 هجرية)،وأم المؤمنين عائشة (ت:58هجرية)، وعبد الله بن عباس(ت:68 هجرية) وأبوسعيد الخدري(سعد بن مالك،ت: 74 هجرية).
لكن اليوم استغل التداوي بالقرآن فأصبح تجارة للاستثمار وأكْل أموال الناس بالباطل، وارتكبت باسم الدين الأخطاء والجهالات، مما وجب تقنينه بآلية علمية محددة،تعود به إلى الثابت الصحيح من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وتنفي عنه صفة الوهم والخرافة والاحتيال والشعوذة.
وما أنَّ للعوامل النفسية كبيرَ الأثر في إحداث العلل العصبية ،وفي القضاء عليها أيضاً، وما يحدثه الانفعال من الأثر السيىء في سير الوظائف الفيزيولوجية الغريزية في أنحاء البدن ،مما يفضي إلى اضطراب وظائفها (فيمكن للقلق الحاد
الإخلال بالوظائف الغريزية والتظاهر بأعراض نفسية بدنية) كانت أهمية الرقى والعلاج بالقرآن الكريم.
والرقى المباحة في الإسلام،هي الرقى التي فيها طلب المعونة من الله وحده ، القادر على كل شيء، وعدم الاستعانة بغير الله.
وأجازعبد الله بن عمرو العاص (ت:63 هجرية) تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته (فكان عبد الله بن عمرو يكتب دعاء الفزع في النوم ،ويعلقه على عنق من لم يبلغ من أولاده)،وهو ظاهر ماروي عن السيدة عائشة (ت:58 هجرية) ،وهو ماقال به سيد التابعين سعيد بن المسيِّب القرشي (ت:94 هجرية) والإمام الباقر(محمد بن علي،ت: 114 هجرية الإمام الخامس عند الشيعة) وأحمد بن حنبل(ت:241 هجرية)، وكان ابن سيرين (محمد بن سيرين ،ت:110 هجرية) لايرى بأساً بالشيء من القرآن يعلقه الإنسان كبيراً أو صغيراً ،وهو الذي عليه الناس قديماً.
وأما الأحاديث التي تنهى عن الرقى،فإنما المراد بها الرقى التي هي من كلام الكفار،والرقى المجهولة التي بغيرالعربية، وما لا يُعرف معناه.
والعلاج بالرقى يكون بقراءة سور أوآيات معينة على الماء، أو أيِّ سائل طاهر كالزيت أو اللبن، ثم يُشرب هذا السائل.
أو يُكتب آياتٌ من القرآن الكريم والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالزعفران أو المداد ،في ورقة أو نحوها ،ثم توضع في الماء، ويُشرب منها، أو تصب على العضو المريض.
وعن ابن عباس(عبد الله بن عباس،ت:68 هجرية) قال: إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب: بسم الله ،لا إله إلا الله، الحليم الكريم ،سبحان رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين:(كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) ،(كأنهم يوم يرونها لم يلبثو إلا عشية أو ضحاها). يُكتب ذلك في ماء نظيف فتُسقى منه.
وزاد وكيع بن الجراح الرؤاسي(ت:197 هجرية): تسقى ويرش ما دون سرتها.
وقال عبد الله بن الأمام أحمد بن حنبل(ت:290 هجرية): رأيت أبي يكتب للمرأة في جام أو شيء نظيف.
وقال ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم،ت: 728 هجرية) : ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيء من كتاب الله وذكْره، بالمداد المباح ،يُغسل ويُسقى منه المريض كما نص على ذلك الإمام أحمد وغيره.
والرقى يمكن أن تكون بأي آية من القرآن الكريم، وأكملها الفاتحة والمعوذات لما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله والاستعانة به والتوكل عليه
،ومافي المعوذتين من الاستعاذة من كل مكروه وعظيم الشأن في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها.
ومن أسباب فشل المعالجة بالرقى، حين فشلها، إهمال المريض الدواء المادي ،المعروف فائدته لمرضه.ففي ذلك الفشل تأديب من الله للمهمل.
فإهمال المريض للدواء،يعني تركه الأخذ بالأسباب ،فكأنه يعترض على الحكمة الإلهية في خلق الأدوية المادية التي هي سبب للشفاء، فتؤدبه القدرة الإلهية بخيبة رقيته.
فالإسلام ما أجاز الرقى لتحل محل الدواء المادي، كما ثبت من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وسلوكه في صحته ومرضه،لكن كي تكون دعماً نفسياً لبلوغ المريض أفضل النتائج العلاجية. فيكون بين العبد وربه صلة دائمة تقوي
يقينه وتملأ قلبه طمأنينة، فلا يعتريه يأس وقنوط ،ولا تضجره المصائب والأمراض، ولذلك جعل نبي الله صلى الله عليه وسلم "الدعاء مخ العبادة".
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: الدواء والرقية
مساء الخير أخي الفاضل الدكتور منذر ,,, وأراني مضطرًا للسؤال التالي :
عن الرقية قبل ظهور الإسلام ,, فهي كانت من الإنجيل ,وقبلها من التوراة ,, وبالنسبة لمن نطلق عليهم اسم الوثنيين كانت الرقية من أليشتات الفيدا ,وأسفار البراهمة ,
ووووووكانت تصل إلى ذات التأثير , والنتيجة , فهل السر بالرقية ,, أم المرقى ؟؟؟
وماذا عن حضارات المايا , والأستيك , والبورجينو و والتام تام , والزولو , وعن عجائبية البوشمان , والرجل الديك ,,وعن بعض الديانات الوضعية الحديثة , وطلاسمها ونقوشها ؟
وماذا عن المشرف والمستنير , عند دونالد هابارد , وكولن ولسن ؟
ولقد شاهدت برنامجا على الجزيرة من مصر عن الرقية ,,, فالقبطي يقول للشيطان اطلع يااحمد ,,, والمسلم يقول للشيطان اطلع ياجرجس ,وبالحالتين الضرب على رأس المعالج بالشبشب والأحذية
وماذا عن الهنود , وعساك قرأت الرامايانا , والمهابهاراتا ,,,والشاهنامة ,وبدائع الزهور في وقائع الدهور , وماذا عن الفراعنة , وعن السوريين القدماء , وماذا عن المرسي أبو العباس , والسيدي خالد , والباز عبد القادر , والجيلانية والنقشبندية , والشاذلية , والبكتاشية , والرفاعية , والمولوية ووووووووووودموع العذراء من الزيت , وخروج الماء من بعض أضرحة المسلمين ...وألف سؤال وسؤال ,,,
أعتذر إن أثقلت عليك ,, لكنني بحاجة إلى فكركم النير أخي ,, وبصراحة مطلقة لن نعود إلى الخلف ...وكفانا تاريخا ,,,معظمنا لايثق بربعه ....
محبتي أخي الفاضل
حسن إبراهيم سمعون
أمير حُسْن الكلام أخي الشاعرحسن سمعون:
أخذكَ الحماس ،فرحلتَ بعيداً بعيداً..فجلتَ في ثقافات شعوب وألمحتَ إلى عادات وأحوال فأفدتنا من تجوالك فوائد عدة، قد يغفل عنها الكثيرون.
لكن ياصاحبي الحبيب: (الخبر الصحيح) غير (الأسطورة والوهم). والزيف لايُزال بزيف آخر، و(الاعتقاد):خصوصية يحاسب عليها رب العباد، وموقفنا من سيل تراكم الآراء والمعتقدات والعبادات ،لا يتعدى موقف المتأمل ،يسمع ويرى،ثم يعود إلى أساسيات قواعده فيقارن ويوازي ويختار (حراً ) بلا أسر عرف ،أو اعتياد مسبق.
وهي قاعدة سهلة/ صعبة،تحتاج جهداً ،لكنه جهد الاكتشاف والمعرفة، وذاك مكمن روعتها.
ومن بابة تعميم الفائدة، سأستعرض معك الأسماء التي وردت بمداخلتك:
1 الفيدا: هو الكتاب المقدس عند طائفة الهندوس في الهند، ويقولون إنه موجود منذ أكثر من 2500 سنة، ويشرح قصة الخلق من المستوى غير الظاهر إلى المستوى المادي. فالفيدا هي قانون الوجود ،والإنسان هو التعبير الطبيعي لها.أي أن الكتاب يصور مدارج ارتقاء الحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي.
2 البراهمة: هم الهندوس، وكتابهم الفيدا.
3 المايا: هم سكان أميركا الوسطى الأصليون،لهم حضارتهم المعروفة، يؤمنون أن البشر يُخلقون ويفنون في دورات تزيد عن خمسة آلاف عام، وعندهم أن أول سلالة بشرية ظهرت على الأرض كانت قبل 3114 ق.م فنهاية العالم باعتقادهم وجب أن تكون 2012 م وتحديداً في 20 ديسمبر.
4 الأزتيك: هم شعب المكسيك.
5 التام التام: (لم أعرف مدلولها). وعلمي أنها أداة موسيقية كالطبل ،تستعمل كأداة تواصل بين القبائل في إفريقية.
6 الزولو: قبائل إفريقية عاش معظمها في جنوب إفريقية ، يعتقدون أن الله شخص طاعن في السن اسمه(انكولنكولو).
7 البوشمان: قبائل بدائية تعيش في صحراء كالاهاري الإفريقية ،ما بين باتسوانا وناميبيا وجنوب أنغولا.ووُصفوا بالقصر الفاحش.
8 الرامايانا والمهابهاراتا :ملحمة الهندوس، تحكي سيرة حياة رامات آد ،وتكاد تكون نصاً مقدساً.
9 الشاهنامة: ملحمة الثقافة الفارسية، تأليف: أبي القاسم أحمد الفردوسي 324 هجرية- 416 هجرية صاغها في ستين ألف بيت حوت أهم الأساطير الفارسية القديمة.
10 بدائع الزهور في وقائع الدهور: لابن إياس محمد بن أحمد الحنفي المصري(ت:930 هجرية/ 1524 م) المعاصر للأحداث الأخيرة من حكم السلاطين الشراكسة بمصر.وكتابه فيه من النقول العجائب والغرائب.
11 المرسي أبو العباس أحمد بن حسن(616 هجرية- 686 هجرية) أصله من مدينة مرسية الأندلسية، واستقر بحي كوم الدكة في الإسكندرية. تولى مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة مؤسسها أبي الحسن الشاذلي سنة 656 هجرية, وكان عمره 40 عاماًً، وكان أعرف بأزقة السماء أكثر مما يعرف من أزقة الأسكندرية.
12 السيدي خالد: خالد بن الوليد المخزومي سيف الله المسلول، ت: 21 هجرية،وقبره في جامع خالد في حمص، وهو خطأ تاريخي تواطأ عليه الناس، والصحيح أن قبره في البقيع في المدينة المنورة.
13 الباز عبد القادر: هو عبد القادر الكيلاني 470 هجرية- 561 هجرية باز الله الأشهب ،تاج العارفين. ضريحه في مسجده في باب الشيخ من جهة الرصافة من بغداد، ويسمى بالحضرة القادرية.
14 البكتاشية : طريقة صوفية شيعية ،نسبة إلى محمد بن إبراهيم أنا ،الشهير بالحاج بكتاش ت: 1336 هجرية. وتقع التكية البكتاشية في النجف الأشرف في الجهة الغربية من السور الخارجي للصحن الشريف.
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: الدواء والرقية
نعم أخي الفاضل , وأشكرك على التوسع بتعريف ,, ماذكرت , ولكن الغاية من سؤالي واستعراض ماتقدم ,, هل السر بالرقية أم المرقى ؟؟فكل ملة مماتقدم ذكرهم لها رقيات خاصة , منها كتابة كالحجب , , ومنها مادية كشرب الماء المقدس المقروء عليه , ومنها قراءة للتأثير عن بعد وقد تشمل هذه الرقيات التأثير على الحيوان , والمزروعات ..
صحيح بأن الاعتقاد خصوصية يحاسب عليها رب العالمين ,, لكن السؤال بالنسبة للمعتقِد , فالشامان ( الرجل الخارق ) مثلا يدعي بمقدرة الشفاء عن بعد , وربما يُشفى من يعتقد به ...
وللأمس القريب أعرف أشخاصًا بمنطقتنا ,, تماثلوا للشفاء لأنهم شربوا من ماء المزار الفلاني ...أو حصلوا على خلعة منه ..( طبعًا كما تعلم أخي التأثير النفسي السيكولوجي على الحالة البيولوجية ) وثمة سؤال آخر ً ,,هل فعلا ثمة رقى لها تأثير مطلق على من يؤمن بها , ومن لايؤمن بها على حد سواء..,,, وغلاظتي للتحرش بك وللإفادة من فكركم النير أخي ,, وعلى مذهب الدمشقيين ( نهز الورد لنستاف العبير )..محبتي
أمير حُسْن الكلام أخي الشاعرحسن سمعون:
ما زلتَ تذهب بعيداً، وأجاهد أن أصل إليك، وتناسيتَ أنني(ختيار) لا أستطيع الركض معك !
وقصتي معك ليست لتحليل آليات (الرقية) وأثرها، بل غايتي البحث عن صدق الخبر في ميزان النقد المجرد، مع التأكيد أن للرقية دور هام في آلية الدواء لكنها لا تنسخه وتلغيه.
وما أبغيه هو معرفة الرقية (الشرعية) التي تقف بوجه الشعوذة والدجل والخرافات المتراكبة على مر الأيام.
أمَّا قولنا فهل ينفع الدجل في الشفاء، وهل للوهم دور فيه ؟ فذاك شأن آخر لا علاقة له في البحث (فللقناعات والبيئة والثقافة دور أكبر فيه).
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
تحياتي لك دكتور منذر وجزاك الله خيراً
بالتأكيد أنا معك تماماً في كل ما تفضلت به ، فنحن نؤمن ونثق بالرقية الشرعية من آيات القرآن الكريم ولا نخلط بينها وبين الشعوذة ، فكل ما حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، نأخذه ونؤمن به، والقرآن الكريم هو معجزة الإسلام المستمرة، ومعجزته هو إعجاز بكل المقاييس
واسمح لي أن أجيب الأخ العزيز الأستاذ حسن فيما ذهب إليه
آيات القرآن الكريم فيها شفاء للناس لكونها كلام الله المنزل على نبيه الكريم وبركة كلمات واجب الوجود لا شك هنا ببركتها، أما الإنجيل فهو ما سجله الرسل ( تلاميذه ) عن المسيح عليه السلام وسيرته / هل نستطيع نحن الادعاء برقية مأخوذة من السنة النبوية على لسان الصحابة؟
أما التوراة الحالية كلنا نعرف أن الأسفار الأصلية منها ضائعة والموجودة حالياً معظمها مأخوذ عن أساطير بلاد الشام وثبت هذا حين العثور على ما تعارف عليه علماء الآثار باسم : " التوراة السوري " والذي بدت أسفار التوراة منسوخة عنه.
القرآن الكريم يتميز بأنه كتاب الله الذي أنزله على قلب سيدنا محمد ، ونحن نؤمن أشد الإيمان به لأننا نصدق الصادق الأمين ونتبعه وعقلياً نصدق كل ما فيه من معجزات ما زالت تثبتها الأيام مما لا يجعل مجالاً للشك أن مصدرها واجب الوجود، وسأورد هنا آيات إعجاز ثلاثة عن الشمس، وبعد بسم الله الرحمن الرحيم :
قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].
وقال عز وجل: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2].
وقال سبحانه: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
التفسير اللغوي:
"والشمس تجري لمستقر لها" أي لمكان لا تجاوزه وقتاً ومحلاً.
وقيل لأجلٍ قُدِّر لها.
فهم المفسرين:
أشار علماء التفسير كالرازي والطبري والقرطبي استنباطاً من الآيات القرآنية أن الشمس كالأرض وغيرها من الكواكب، هي في حالة حركة وسَبْحٍ دائمة في مدار خاص بها.
مقدمة تاريخية:
استطاع الصينيون والبابليون أن يتنبؤوا بالكسوف والخسوف ثم ازداد الاهتمام بعلم الفلك في عهد اليونان، فقرر طالس وأرسطو وبطليموس أن الأرض ثابتة، وهي مركز الكون، والشمس وكل الكواكب تدور حولها في كون كروي مغلق.
وفي بداية القرن الثالث قبل الميلاد جاء "أريستاركوس" (Aristarchus) بنظرية أخرى، فقد قال بدوران الأرض حول الشمس، ولكنه اعتبر الشمس جرماً ثابتاً في الفضاء، ورفض الناس هذه النظرية وحكموا على مؤيديها بالزندقة وأنزلوا بهم أشد العقاب وبقي الأمر على تلك الحال حتى انتهت العصور الوسطى.
في عام 1543 نشر العالم البولوني "كوبرنيكوس" (Copernicus) كتابه عن الفلك والكواكب وأرسى في كتابه نظرية دوران الأرض حول الشمس، ولكنه اعتبر أيضاً أن الشمس ثابتة كسلفه أريستاركوس.
ثم بدأت تتحول هذه النظرية إلى حقيقة بعد اختراع التلسكوب وبدأ العلماء يميلون إلى هذه النظرية تدريجياً إلى أن استطاع العالم الفلكي الإيطالي "غاليليو" (Galileo) أن يصل إلى هذه الحقيقة عبر مشاهداته الدائمة وتعقّبه لحركة الكواكب والنجوم وكان ذلك في القرن السابع عشر، وفي القرن نفسه توصّل "كابلر" (Kepler) العالم الفلكي الألماني إلى أن الكواكب لا تدور حول الأرض فحسب بل تسبح في مدارات خاصة بها إهليجية الشكل حول مركز هو الشمس.
وبقي الأمر على ما هو عليه إلى أن كشف العالم الإنكليزي "ريتشارد كارينغتون" (Richard Carrington) في منتصف القرن التاسع عشر أن الشمس تدور حول نفسها خلال فترة زمنية قدرها بثمانية وعشرين يوماً وست ساعات وثلاث وأربعين دقيقة وذلك من خلال تتبّعه للبقع السوداء التي اكتشفها في الشمس كما جاء في وكالة الفضاء الأميركية . ويعتقد العلماء الآن أن الشمس قد قطعت نصف مدة حياتها، وأنها ستتحول تدريجياً إلى نجم منطفىء بعد خمس مليارات سنة، بعد أن تبرد طاقتها وتتكثف الغازات فيها.
حقائق علمية:
- كشف العالم الفلكي "كابلر" أن الشمس وتوابعها من الكواكب تسبح في مدارات خاصة بها وفق نظام دقيق.
- كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس تدور حول نفسها.
- أن الشمس سينطفىء نورها عندما ينتهي وقودها وطاقتها حيث تدخل حينئذ عالم النجوم الأقزام ثم تموت.
التفسير العلمي:
يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الشمس في حالة جريان مستمر حتى تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حيث كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة وهذا مصداق قوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2]، فما هو التفسير العلمي لحركة الشمس؟
إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7 × 10 17 كلم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}؟
إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفىء، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ} [الأعراف: 187].
المراجع العلمية:
ذكرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن الشمس تدور بنفس اتجاه دوران الأرض و"دوران كارنغتون" سمي نسبة للعالِم "ريتشارد كارنغتون"، العالم الفلكي الذي كان أول من لاحظ دوران البقع الشمسية مرة كل 27.28 يوماً.
وتقول الموسوعة الأميركية أن مجرتنا -مجرة درب التبانة- تحتوي حوالي 100 بليون نجم، ;كل هذه النجوم تدور مع الغاز والغبار الكوني الذي بينها حول مركز المجرة، تبعد الشمس عن مركز المجرة مليارات الكيلومترات 2.7×10 17 (1.7×10 17) وتجري حوله بسرعة 220كلم/ثانية (140 ميل/الثانية)، وتستغرق حوالي 250 مليون سنة لتكمل دورة كاملة، وقد أكملت 18 دورة فقط خلال عمرها البالغ 4.6 مليارات سنة.
وذكرت أيضا وكالة الفضاء الأميركية (ناسا): " الذي يظهر أن الشمس قد كانت نشطة منذ 4.6 بليون سنة وأنه عندها الطاقة الكافية لتكمل خمسة بليون سنة أخرى من الآن".
وأيضا تقول : "يقدر للشمس انتهاؤها كنجم قزم".
وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآيات القرآنية الكريمة هو تقريرها بأن الشمس في حالة جريان وسَبْحٍ في الكون، هذا ما كشف عنه علم الفلك الحديث بعد قرون من نزول القرآن الكريم.
وما أردت قوله من هذا العرض عن آية الشمس ، أن بركة القرآن الكريم واضحة لأي عقل يدرس هذه الآيات العظيمة ما دام مصدرها واجب الوجود فمن المنطقي ما جاء به نبينا عن بركة كلمات الله سبحانه والرقية الشرعية من آيات الله سبحانه
---------
سؤالك للدكتور منذر، أستاذ حسن لماذا كان يستفيد بعض الناس من الشعوذات من جهة ولماذا كانوا يستفيدون من الرقى في ديانات أخرى ؟؟
العامل النفسي معروف في بعض الأمراض، ويقر الأطباء أن بعض الأمراض الخطيرة لا ينجو صاحبها مهما فعل الأطباء إن لم تكن لدى المريض رغبة بالحياة وعدم الاستسلام، فما بالنا بالأمراض ذات المنشأ النفسي؟!
الإيحاء بالمرض وتغذية عامل الوهم والإيحاء بالشفاء وتغذية عامل الثقة بالشفاء
هناك طرفة تروى عن المشعوذين:
سيدة شعرت بأن زوجها لم يعد يحبها ، فذهبت إلى أحد المشعوذين ونقدته ما طلب من مال مقابل إعادة زوجها محباً لها ، وأعطاها حجاباً يسمى " حجاب المحبة " لتحمله مؤكدا لها أن زوجها بهذا الحجاب سيعود عاشقاً متيماً بها..
وبالفعل أيام وعاد زوجها للاهتمام بها مجدداً!
شعرت المرأة بقوة الحجاب مما حدى بها لفتحه والاطلاع على عظمة ما كتب فيه، فوجدت ورقة مكتبوب عليها عبارة واحدة تكررت مرات على طول الصفحة: " أرّز بحليب كلما برَدَ يطيب "
إذا كيف عاد الزوج ؟
بكل بساطة
قبل الحجاب كانت هذه المرأة وصلت للحضيض في فقد الثقة بنفسها ومن ثم ثقتها بالمشعوذ وحجابه الذي حملته واثقة مطمئنة لأوهامه ، دعمها نفسياً وأعطاها طاقة جديدة وثقة بذاتها فانعكست هذه الثقة عليها مستبدلاً الطاقة السلبية بطاقة إيجابية مما كان له فعلاً أن ينعكس ( حولها) على زوجها واهتمامه بها.
الرقية باليد
الرقية باليد أصبحت علماً معترفاً به يدرَّس في المعاهد والجامعات، وسبب اكتشافه ودراسته مشاهداتهم لمشايخ المسلمين كما يقر المتخصصون في هذا المجال خصوصاً عند الزهاد من المسلمين.
وهذا العلم يتعلق بالطاقة الكهربائية والمغناطيسية
تمكن العلم من تصوير هذه الطاقة المشعة المحيطة بالأجسام الحية عند الإنسان، وهي تبدو حسب تعريفهم مثل الأنابيب التي تلتوي في بعض الأمراض وتخفت أشعتها إلخ.. ومفعول اليد المشحونة بالطاقة الإيجابية والرغبة بالمساعدة أن يعيد تقويم أنابيب الطاقة وشحنها بطاقة إيجابية ، ويتعرفون اليوم على كل مرض في الجسم من خلال حالة الأنابيب والتواءاتها وألوانها ودرجة أشعتها ، ولدينا هنا في كندا عيادات متخصصة بالعلاج بالطاقة والتي رمزها (( لوغو )) شيخ مسلم يمسح بيده على جسم المريض وهو يقرأ له..
أساس هذا العلم الصلاح ، بمعنى أنه لا بد للمعالج أن يكون خيّراً إيجابياً ومعطاء
من جهة أخرى ألوان الطاقة تشبه ألوان قوس قزح ، وفق ما يقولون ألوان الطاقة الإيجابية فوق البنفسجية وألوان الطاقة السلبية تحت الحمراء ، وهذا النوع من الطاقة الأخير استطاعوا رصده من العيون ( الكراهية والحسد ) .
أما ما أردت قوله هنا:
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، أنه أرسل أنبياء لكل الأمم - معظمهم لا نعرف عنهم شيئاً - ويوجد دائماً من عباده الصالحين ، والصلاح التي تحتاجه لشحن الأجساد بالطاقة الإيجابية النورانية لا شك أنه حدث على طول الزمان وعند مختلف الشعوب ، والصلاح والخير والعطاء يمكن له المساعدة في مجال الطاقة كما أثبت هذا العلم الجديد وبالصور..
ولا نقارن بينها وبين الرقية بكلام الله المنزل في كتابه العزيز ، فهنا المقارنة تكون كالشمس من جهة ومصباح تمت إنارته بالطاقة الشمسية .
هذا ما أراه في هذا المجال وأرجو دكتور منذر ألا أكون قد أطلت ، والشكر دائماً لك على إضاءاتك الرائعة التي نحن بأمس الحاجة لها
عميق تقديري
الأستاذة الأديبة هدى الخطيب سيدة وجه النور:
اسمحي لي أن أظل صامتاً،فقدومك يحمل بهاء حضور، وإشراقات كل أمال النور.
ولا مزيد، لأنه لازيادة أمام فن جمال دقة حديثك.
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: الدواء والرقية
أخي الفاضل الدكتور منذر ,, مساء الخير ,,لا أريدك أن تراكضني , فأنا لا أستطيع الركض أصلاً , وكما تعلم فأنا مقلوب , ولا أريدك أن تصمت أخي ,,,
أنا لم أقل رأيي حتى الآن ,, وأوافقك منذ البداية حول مفهوم الرقية الشرعية ,,وما استعرضته لسيادتكم ,, هو لتوسيع باب النقاش ومانراه نحن الآن وليس لاستعراض سرد تاريخي بشواهد قد لاترضي الجميع , أو سرد علمي عن إعجازات يعترف بها المسلمون فقط ...
أخي هب ملحدًا يناقشك .... أو يتوسع فيم طرحت , محبتي أخي الفاضل وأشكرك على سعة الصدر ,, لكن لاتصمت أرجوك ..
فنحن ثلاثة ,, أنا وأنت , والأستاذة هدى الذين شاركوا بالنقاش ...فأنا من سيصمت ...
ولو لم يكن ملفك ماناقشت والله ... فأنا أتحاشى الخوض بغمار قضايا كهذه , وتحديدا بهذا الوقت العصيب
محبتي
حسن إبراهيم سمعون
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: الدواء والرقية
الأستاذة الأديبة هدى مساء الخير ,,,أشكرك جزيل الشكر على المعلومات القيمة ,,
أختي أنا سألت الدكتور منذر عن الحال قبل الإسلام ,,, فهل كان للرقية ذات التأثير ,, وأقتبس نص السؤال ,,,
((((مساء الخير أخي الفاضل الدكتور منذر ,,, وأراني مضطرًا للسؤال التالي :
عن الرقية قبل ظهور الإسلام ,, فهي كانت من الإنجيل ,وقبلها من التوراة ,, وبالنسبة لمن نطلق عليهم اسم الوثنيين كانت الرقية من أليشتات الفيدا ,وأسفار البراهمة ,
ووووووكانت تصل إلى ذات التأثير , والنتيجة , فهل السر بالرقية ,, أم المرقى ؟؟؟
وماذا عن حضارات المايا , والأستيك , والبورجينو و والتام تام , والزولو , وعن عجائبية البوشمان , والرجل الديك ,,وعن بعض الديانات الوضعية الحديثة , وطلاسمها ونقوشها ؟))))) انتهى الاقتباس
وأنا لم أذكر رأيي حتى الآن , لكن من باب توسيع النقاش ( مفهوم بركة الماء والحجارة ) ومن باب مناقشة الأمر إنسانيا عموميًا ثم تخصيصه إسلاميا لمن أراد ...فما أورته مشكورة أنا مقتنع به ,,, لكن هل تستطيعين سوقه لمواطن كندي يسأل نفس السؤال , ويعرف بأن اللوغو من أيام كونفشيوس , وحتى الآن بالصين تتقدم صبابا وشباب من كهل ويلمسونه لثوان ,,, لمنحه الطاقة ,,
وبالنسبة للكتب المقدسة ,,, ماذكرته صحيح , لكن من يعتقدون بها ,, لايصدقون مانقول عنها ,, وهذه مشكلة أخرى ,, ولكل ملة رقيتها الشرعية ,,وسبق أن أشرت إلى برنامج الجزيرة ,,, وأتمنى أن يكون بأرشيفك ,,,
نحن لسنا بصدد من هو الصحيح ,,, بل بتأثير الرقية ,,
هل تعرفين (السموة ) ....هي رقية شرعية لحفظ المزروعات , والحيوانات الغائبة , والضائعة ,, وهنا أسأل هل السر بالرقية أم المرقى ؟؟؟فاللوغو يؤثر بالعاقل ,, أم هنا ماذا ؟؟؟
أختي الفاضلة ربما داخلت بطريقة وفق مزاجي الكوني العمومي( فأنا أحب الابتعاد عن الأسلمة , والقرأنة , والتهويد , والنصرنة )وأتمنى أن تطرح القضايا بشكلها العام الإنساني ثم تخصص ... لذلك أرجو أن لايصمت الأخ الفاضل الدكتور منذر ,,, فأنا من سيصمت ,,,, محبتي
مساء الخير
ترددت في الدخول حين وجدت كل العمالقة هنا
أنا فقط أقرأ وأتابع وبصمت لأنني بصدق ليس لدي المعلومة إنما أبحث عنها
لكن أنا أقول من خلال تجربتي من يصدق الله يصدقه
أنا جربت أكثر من مرة أن أقرأ ما أعرفه من قصار السور في حالات المرض
وفي حالات الكدر ويستجيب الله .. أعتقد أن الثقة بأن الله يستجيب هي العلاج
هي العلاج وهي ليست للشفاء فقط بل للخروج من أي مأزق ..
وطبعا سأعود لمتابعة القراءة مع عميق شكري لك أخي د. منذر وللجميع .