التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,846
عدد  مرات الظهور : 162,309,595

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 23 / 08 / 2013, 00 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

السراب لنجيب محفوظ

[align=justify][align=justify]نُشرت رواية (السراب) لنجيب محفوظ سنة 1948م ،وكان عمره 37 عاماً. ثم حُوِّلت سنة 1970م إلى فيلم سينمائي من إنتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما من إخراج أنور الشناوي(1927م- 2003م ) وبطولة ماجدة ونور الشريف ورشدي أباظة.وهي تقدم نموذجاً للعجز: العجز الجنسي، والعجز عن التكيف الاجتماعي، والعجز عن المشاركة الإنسانية العامة، والعجز عن التعليم.
كما أنها نقطة تحوُّل وحيدة في عالم أدب محفوظ، من فضاء الحارة الشعبية في القاهرة، إلى خاص عوالم النفس وتحليل عقدها، وتنفرد بنموذج واحد هو كامل رؤبة لاظ معبرة عن وجدانه الباطن وتجربته العاجزة:
وتبدأ الرواية مع كامل، وشعوره بالذنب لقضائه على روحين طالما أحبهما.وبسرده لذكرياته يصف ندمه لكونه السبب في موت أمه، الغادة الحسناء التي تزوجت شاباً لامبالياً سكّيراً، وأنجبت منه (راضية) و(مدحت)، اللذان كان يفصل بين مولدهما الكثير من المشاكل،التي دعتها في كل مرة إلى الذهاب لبيت أهلها. ويكبر الولدان في بيت جدهم،بعيداً عن الأب اللامبالي.وبعد ثمانية أعوام يقابل الجدُّ الأبَ مصادفة بالشارع يضربه نفرٌ من السوقة، وهو يتخبط بينهم هائجاً مترنحاً ، في حالة سكر بيِّن،قد سال الدم من أنفه ،فينقذه منهم ويرثي لحالته الضعيفة وهو عبد الخمر الذي دمَّر حياته. فيصرُّ الزوج على اصطحاب الجد معه لبيته في الحلمية، فيذهب معه ،وهناك يستعطفه ليرجع إليه زوجته وولديه، معلناً التوبة أمامه. فيرضخ الجد لهذا الأب التائب، وتعود الأم زينب هانم إليه، ولكن ما تلبث التوبة أن تصبح طي النسيان، وتنشب الخلافات بينهما ثانية، فتعود الأم بوليديها لبيت أبيها وتحمل في أحشائها (كامل)الذي يكبر ويتربى في بيت جده طوال حياته.
ويشب (كامل) ولا يجد غير أمه وجده، فأبوه انتقاماً من الأم أخذ إليه (راضية) و(مدحت)، فلاتجد الأم راحة لفقدانهما إلا في حضن صغيرها الذي كبر على دلالها وكرْهِه لأبيه الذي لم يره مطلقاً،لكنه دلالٌ أفسد عليه حياته،وحنانٌ شاذ جاوز حدَّه: كانت لا تفارقه أبداً، فرُبِّي على الخوف والخجل، ولم تسمح له باللعب مع أقرانه، ولم تتركه يخرج إلى الشارع، ولايكاد يفارق أحضانها أوسريرها أوغرفتها حتى بعد أن بلغ سن الرجال، والعلاقة بينهما تختلط بكثير من الأحاسيس الجنسية: فلفترة طويلة من طفولته كانا يستحمان معاً، وكان يأخذ الصابون من جسدها ليضعه فوق جسده، وكانت تحمله على كتفيها تدور به فى البيت كله، وهي تتزين له دائماً عند عودته..
لكنه كان دائم الطلب للحرية والانطلاق التي يرغب بها أي طفل، فعصى أمرها مرة ولعب مع جيرانه، فتعرض للضرب والسب، مما جعله يفطن إلى ما كانت تنصحه به دوماً ! ومن فرط خوفها عليه أدخلته المدرسة التمهيدية في السابعة من عمره، تحت ضغط من جده الذي يحبه ويرعاه ويريده أن يكبر ويصبح ضابطاً مثله. وكانت فرحته لا توصف وقتها، لكنه ما أن دخل المدرسة حتى ذاق فيها مرُّ الهوان، فخجله وقلقه من مخالطة الأطفال جعله وحيداً بدون أصدقاء، ويوم زلَّ لسانه ونادى المدرس: يا نينة ،بدل يا أفندي، رد عليه بسخرية: إيه يا سيد أمك؟! فضحك عليه الجميع، ومن يومها وهم يطلقون عليه في المدرسة(نينة)، تلاها رسوبه الدائم وعدم قبوله في المدرسة الإبتدائية، مما اضطر جده إلى أن يقضي بتلقينه مبادىء العربي والحساب عاماً دراسياً في البيت على يد مُدرِّس شيخ، فكانت سعادته لا توصف لأنه لن يضطر إلى الذهاب إلى أبغض الأمكنة إليه !
ولمَّا بلغ الولد التاسعة خشيت أمه أن يأخذه أبوه، فاشترط الأب عدم الإنفاق عليه، فوافق الجد المحب، ورجع (كامل)إلى المدرسة في العام التالي،لكن من كثرة بلادته وخمود ذهنه أطلق عليه لقب:الغبي الممتاز، لأن أستاذ الحساب كان لا يتواني في الشرح حتى يفهم (كامل) فيقول للطلبة: لابد أنكم فهمتم مادام سي كامل قد فهم ! فكانت السخرية منه وخجله الدائم مصدر قلقه الذي استمر معه طول حياته.
ثم تهرب أخته (راضية) من بيت أبيها، وتتزوج من الشاب الصالح (صابر أفندي أمين)، الموظف بالحقانيَّة،فيلتم شمل العائلة، وتصاحبه من كامل تساؤلات: لماذا تزوجت أخته من رجل غريب، ولماذا لم تأت إليهم أولا، وكيف تنجب منه (زينب) الصغيرة؟! فتجيبه أمه في كل مرة أنْ عليه أنْ يصبر ليكبر أولاً فيفهم كل شيء. وعندما أصبح في العاشرة خاض تجربة - كانت مؤلمة لأمه - مع الخادمة الدميمة التي استغلت جهله وخجله.
كل ذلك وهو متعثر في دراسته: فقد ظل في السنة الأولى عامين ونجح في الثالثة ، فيقول له جده مداعباً: لو كنتُ ما أزال في خدمة الجيش، لجئتك بفرقة الطوبجية وأمرتهم بإطلاق أربعة وعشرين مدفعاً إحتفالاً بنجاحك.
وفي تلك الفترة رفضتْ أمه الزواج مرة ثانية، بالرغم من ضغط أبيها، واستمر هو في تعثره الدراسي، فبلغ الرابعة عشرة وما زال في السنة الثالثة الإبتدائية !
وفي شرح مفصَّل يسرد محفوظ تغير حياة كامل من الطفولة إلى الشباب، وتغير أحاسيسه وأفكاره التي ظنها خاصة به وحده واعتبرها سره الدفين، إلى أن سمع أقرانه يتحدثون عن هذه الأفكار المعيبة في فناء المدرسة،فكانوا يتكلمون أمامه ببساطة عن العادة السرية،لكنه بقي هو يشعر بتأنيب الضمير لما يخالجها من مشاعر، بل تصبح العادة السرية فيه داء ما استطاع الفكاك منها أبداً ! وعاش في دنيا الخيال الواهمة، قابلها انتقاد أمه لتلك المشاعر ووصْفها بالفساد الأخلاقي !
ومن عجب أنَّ خياله لم يعدِّ دائرة الخوادم اللاتي يسعين حاملات الخضر والفول، كأنه موكل بعشق الدمامة والقذارة ! فقضى وحدته في لذة جنونية سريعة يعقبها نكد طويل !
ثم يدخل امتحان الإبتدائية وهو في السابعة عشرة. ولقلقه الدائم الذي يضخم أتفه الأمور، يقرر الإنتحار قبل أن تظهر نتيجة الامتحان، ويصوِّر له خياله المريض أن حياتنا ما هي إلا ميلاد وموت ،وأنَّ ما يحدث بينهما لا يثمر شيئاً، فما الفائدة من الإنتظار؟!
ولإقدامه على هذه الخطوة والرجوع عنها، يصبح هذا المشهد راسخاً في ذهنه !
ثم تسير الأحداث بخسارة جده في القمار، فالجد المقامر ظل حذراً طوال عمره، ولكن خانه حظه هذه المرة، ففكر أن يلجأ إلى والد كامل ليعينه على النفقة على ابنه حتى يطمئن على مستقبله،فيقابله الأب بكل سخط واستهزاء،دون مراعاة للشيخ الكبير الذي تجاوز الستين، متناسياً أن هذا هو أول لقاء له مع ابنه، مما أثار غضب الجد الذي غادر القصر وهو ينفجر غيظاً، قائلا لكامل: وأنت يا سي قطران أتظل عمرك بغلاً ! ألم يفتح عليك الله بكلمة طيبة؟ ماذا كان عليك لو تظاهرت بالتودد إليه؟ أحسبته يا أحمق سيرتمي عليك عشقاً وولهاً !؟
ثم تأتي أثر ذلك زيارة أخيه (مدحت) لهم بعد سماعه ما حدث من عم آدم البواب، ليعلن لهم أنه سيسافر إلى الفيوم للعمل مع عمه، وأنه سيتزوج من ابنة عمه قريباً، لكنهم لمرض كامل لم يستطيعوا حضور العرس، مما دعا الجد أن يقول بسخرية: هذه الأسرة قد خلقها الله أعجوبة للبشر،كل أسرة وحدة لحالها،هي أشتات لا تجتمع، اللهم عفوك ورضاك !
وبمرور الوقت يتقدم كامل للالتحاق بالمدرسة السعيدية الثانوية، ويفشل في كسب الأصدقاء ويخسر ود المدرسين، بسبب شرود ذهنه في عالم أحلام تحركها الشهوة وتعبث بها الخادمات القذرات،وتنتهي بالعادة الجهنمية التي أدمن عليها مذ ناهز الحلم،فلا تفوت ليلة إلا وينصهر في أتونها في لذة مفتعلة وندم موجع طويل ! ويتخرج من المدرسة بعد مراحل سقوط كثيرة، ويحصل على البكالوريا وهو في الخامسة والعشرين من عمره ! ووقتها كان جده تجاوز الثمانين وأمه في أولى خطوات الخمسين، فيرغب جده بإلحاقه بالمدرسة الحربية ،لكن ضاع أمله في ذلك لتجاوزه السِّنَّ المقررة للالتحاق بها، فيختار له الجامعة وينتظم في كلية الحقوق، ويشعر أن حياته ستتغير إلى الأفضل، وأنه من هنا سيبدأ المنحنى الجديد من سنوات عمره ! وفي طريقه إلى الجامعة، يرى (رباب) في شرفة بيتها أمام محطة الترام تحتسي شاياً, فيتعلق بها قلبه من أول نظرة، وينتهي يومه الأول وهو مسرور بمزايا الجامعة، وقال: عندما عدت ذلك اليوم إلى المنيل، شعرت بسرور مفاجيء هُيِّىء لي أني رجل خطير ونصف أستاذ وربع وكيل نيابة.
وظل يومياً يراقب الفتاة التي خطفت قلبه، أثناء وقوفه على محطة الترام،دون أن يعرف اسمها أو يجرؤ على الكلام معها،ورغم ذلك قال في اليوم الرابع: ما أحوجني إلى رفيقة لحياتي في مثل كمالها ! بل لم تمر أربعة أيام حتى كان عقد العزم على الزواج بها، وإنشاء بيته السعيد، دون أن يفصح بذلك لصاحبة الشأن ،ويقول:كيف لا أتمثَّل فتاة الصباح زوجة؟! وملكني الإعجاب والاحترام وقدسيَّة الإحساس البيتي وحنان العاطفة الزوجية، وانتظم هذه الأحاسيس خيط موصولٌ من الميل الصادق، لعله الحب الذي لم يعرفه قلبي !
وبالطبع لم ينخرط في الجامعة مع أصدقائه، خاصة بعد حادثته مع أستاذ الخطابة الذي حثه على الكلام أمام أقرانه، فبسبب خجله المعهود سخر منه الجميع مما دفعه للهروب وإعلانه عدم الذهاب للجامعة مرة ثانية ! فثارت عليه أمه، ثم أشفقت عليه لحالته الكئيبة وأصبحت في صفه، وبمحاولة منها في إدخال السرور عليه قالت له: الخير فيما اختار الله، وهل نملك لأنفسنا شيئاً؟!عما قليل تصبح رجلاً مسؤولاً ويجيء دورك في تدليل أمك، لتقضي بعض ما عليك من دين!
وهكذا انقطعت حياته الدراسية بعد أن قضى نيِّفاً وشهرين بكلية الحقوق !
وتلا ذلك عمله موظفاً في إدارة المخازن بديوان وزارة الحربية، ولم يجد في حياة الوظيفة ما كان يتمناه من استقرار، وبقي على حبه المتزايد لحبيبته الجميلة التي لم يعرف بعدُ اسمها، وشعر مع مواصلته لمراقبتها بافتضاح أمره داخل بيتها، فتشجع وتبعها، فوجدها تدخل معهد التربية العالي للبنات(لتخريج المعلمات لمدارس البنات الابتدائية)، ويمرُّ عام وهو على حاله، لاستسلامه الدائم لخجله وعادته الذميمة المعهودة، ولم ينفعه إيمانه الذي زرعته أمه فيه منذ الصغر أو مواظبته على الصلوات الخمس،فليس أشقى أن يقرعك الندم وأنت ذو إيمان !
ثم يبدأ بالثورة على أمه التي طالما أظهرت غضبها لموضوع زواجه المحتم في يوم ما، فتضطرب وتذكره بما فعلته من أجله، وتوضح له أن الآباء يحبون الأبناء صغاراً وكباراً، لكن الأبناء يحبونهم صغاراً فقط، أو أنهم وقتها لا يجدون من يحبونه، وما أن يكبروا يتركونهم ! ثم ندمت على قولها وعزت ذلك إلى عدم قدرتها على صوغ العبارات!
وكان يجتنب أحاديث الأصدقاء في وظيفته لشدة خجله، فكان زملاؤه يطلقون عليه "غاندي" لصمته الدائم ! لكنه بعد حديثهم يوماً عن الخمر وبيوت الدعارة، قرر أن يجرب الرذيلتين - رغم تذكره ما فعلت الخمر في حياتهم ومازالت تفعله- وتذكر ساعتها حبيبته وتذكر أمه دون خوف هذه المرة، وبعد أن شربها وذهب إلى زوزو المبهجة، أمضَّه شعور الهزيمة والإخفاق والخيبة،وندم على فعلته بعد مشاهدة طبيعة حياة المعربدين والسكارى. ولمَّا افتضح أمره أمام أمه، طالبته بالتوبة إلى الله والذهاب معها إلى السيدة أم هاشم (مسجد السيدة زينب) لنيل الرضا والغفران،فشعر في أعماقه أنه ذاهب إلى توبة كاذبة لا يسعه إلا الإذعان لها، وما ثناه مشوار أم هاشم عن الخمر، وما أثَّر فيه كلام أمه وثقتها بأن لديه قلباً طاهراً ونقياً، بل أضاف ذلك إلى نزاعاته الداخلية نزاعاً جديداً هو الميل إلى الخمر والتوبة عنها، وانقلب أرجوحة تدفعها الشياطين وتجذبها الملائكة ولا تكف عن التأرجح لحظة واحدة !
ويموت جده، ويصبح مسؤولاً وحده عن بيت بمرتبه الصغير، وتولي الحياة الهانئة التي حاول جاهداً جده أن يوفرها لهم دون أن يشعروا. ولضيق الحال يفكر كثيراً في موت أبيه وكيف أنه سيصبح ثرياً إذا ورثه، فيسخر من نفسه، ويتذكر أن أباه حاول قتل جده لاظ الأكبر حتى يرثه، وكيف أنَّ محاولة أبيه باءت بالفشل، وطُرد وتبرع جده بجزء ميراثه للعمل الخيري، ووقتها لم يجد أبوه إلا ميراثه من أمه يعيش منه ! فشعر كامل بأن الضربة اليوم ستأتي لأبيه منه هو مثلما فعل هو بالماضي ! أجلْ لا أمل البتة إلا في موت أبيه ! موته وحده بيده يُغَيِّر وجه حياته !
وتحسر على أيام الخمر التي كان يعتبرها حياة يفر إليها من آلام الواقع !
ويذهب إلى أبيه، ولم يثمر ذهابه بأدنى خير! فيهرب ثانية إلى عالم الأحلام !
وتختفي الحبيبة لفترة،فيظن أنها تتعمد ذلك، ويكرر تجربة الذهاب إلى أبيه، فيثور عليه، ويذكره بحقه في ماله الذي طالما بخل عليه به وهو الآن في أمس الحاجة إليه، وإلا ضاعت منه حبيبته، فينفعل أبوه ويطرده من قصره، فيذهب آسفاً على حاله، راجياً موته مرة ثانية !
ويظل فريسة الخمر برغم قلة المال، ويخبر أمه بسكره ولا يدري لماذا أخبرها، وفي يومٍ يحدثه أخوه مدحت في عمله ويبلغه بوفاة أبيه، فيُصدم في البداية ، ثم تختلط مشاعر الفرح والحزن عليه من حين لآخر، ولولا خلفيته الدينية لرقص فرحاً ! ويتساءل هل فات أوان زواجه من حبيبته، وما المانع من التقدم لخطبتها وهو لديه من المال الوفير؟ وفكر أنه لولا تفكير أمه لكان بعثها لمثل تلك المهمة.
ويقابل حبيبته في الترام، فيتشجع ويحدثها بعد عناء من سيطرته على خجله، فيظهر منها ما يريح باله ويطمئنه، وتقول له:لست أنا التي تُخاطَب في هذا الشأن ! فيشيع في نفسه سرور كالخمر،ويُخيَّل إليه أنه يترنح كالثمل !
وفي ظل كنز الشجاعة الذي هبط عليه يفاتح أمه برغبته في الزواج من فتاة بعينها، ولمَّا وجدته جاهلاً حتى باسمها ونسبها،ولا يدري سوى أنها مُدرِّسة تقطن العمارة البرتقالي أمام القصر العيني ! تقول له: الزواج أخطر مما تظن ! لعل وجهها أعجبك وهذا شيء لا وزن له ! المهم أن تعلم أية فتاة هى وأي قوم أهلها ! الشاب يتزوج من أسرة لا من فرد.
وفي ظل حماسه قابلها وقابلته،رغم أنه كان خائفاً حقاًّ: يغلبه الاضطراب على أمره ،ويجد رأسه خاوياً، ولسانه منعقداً. لكنه يتعرف على (رباب) المُدَرِّسة بروضة الأطفال بالعباسية، ابنة جبر بك السيد مفتش الري بوزارة الأشغال، وزوجته نازلي هانم، فتتحقق آماله كلها دفعة واحدة:
يذهب إلى بيتهم متعثراً بخجله، ويلاقي الترحاب وتتم الخطوبة، ويعرف من أخته راضية مايتوجب فعله مع العروس وأهلها،خاصة في المواسم كعيد الفطر وعيد الأضحى، فكانت له خير معين،وأصبح بفضل رأيها خطيباً مُشرِّفاً.
ويتحدد موعد الزفاف، ويرفض بشدة أن يقام حفل كبير، فهو لا يستطيع مواجهة الكم الهائل من البشر يرمقونه وحده بنظرات التعجب والتملق. فيرضخوا لطلبه بعد طول عناء،ويفاجأ يوم الزفاف بعكس ما اتفقوا عليه، فيقول للأب: سأنتظر العروس على بسطة السلم ثم نذهب إلى بيتنا ! فيدفعه عمه وأخوه بالإكراه حتى جلس على المنصة، ولم يسلم على عروسه حتى سماعه إحداهن تقول: أيهما العروس؟ فترد الأخرى:الطويل ! ووقتها شعر أن الموت أهون من الزواج !
لكن خجله دمر علاقته مع زوجته، ولولا حب رباب الكبير له، ومرحها وبساطة قلبها، ومحاولتها لرسم السرور والمرح في البيت حتى لا يفتضح أمره، لمات غماً وكمداً،يقول كمال:ومضت بنا الأيام في حب طاهر، فامتزج روحانا حتى صارا روحاً واحداً في جسمين غير متصلين.وكانت حبيبتي مثالا للشعور الحي والرقة البالغة والحب الصادق..كنتُ أقنع أن نضطجع جنباً إلى جنب، وأضمها إلى صدري منتظراً الرحمة في خوف وقلق وهلع، حتى ينتشلني النوم من عذابي ! ولولا حبها العميق ومرحها الطليق وبساطة قلبها الكبير لمتُّ غماًّ وكمداً.
وتسير الأحداث ما بين قلق واضطراب من رباب وأسئلة كثيرة من والدتها وحزن وضيق من كامل، وانعزال من أمه، فالموقف أصبح معقداً وعاد حاله كالسابق ،وهرب إلى أسر العادة الجهنمية التي لم يعرفها زوج قبله، واعتراه الخوف أن تمل رباب عشرته رغم ما يلمسه فيها من براءة وصدق في المشاعر، إلا أن ذلك لم يمنع الشك من أن يتسلل إليه، مما دفعه، بعد شهر ونصف من زواجه، للذهاب إلى طبيب حديث العهد بالمنطقة، وهو الدكتور أمين رضا،الإخصائي في الأمراض التناسلية من جامعة دبلن، الذي أكد له أنه سليم معافى والمسألة نفسية !
فتظل الحياة البريئة بينهما رغم تساؤلاته الدائمة هل هي سعيدة معه كما تبدو حقا؟ وبمرور الوقت تعلن كل من أمه وزوجته كراهيتها للأخرى وهو تائه بينهما، الأم على تأدُّبها لم تكن لتفلح أبداً في مداراة عواطفها،فإن لم يخنها لسانها خانتها عيناها، وإن لم تخنها عيناها نمَّت عليه ما التزمتْ من حال غريبة سلبية.انطوت على نفسها حبيسة غرفتها،وجعلت منها سجناً لا تكاد تغادرها، تلوم الزوجة التي تقضي يومها خارج المنزل مابين العمل وزيارات الأهل.فنكد عيشه طويلا، وأعجزه أن يصلح بينهما،وساد البيت جوُّ خصام. حتى جاء اليوم الذي قابل فيه كامل الدكتور أمين في دعوة على الغداء في منزل أهل زوجته، وعلم حينها بقرابته لوالدتها، وبالطبع عاد إليه قلقه الدائم، وخاف من افتضاح أمره، مما جعله في عالم آخر وهو وسط الأهل، وأضاف إلى مخاوفه هماً آخر وهو الدكتور أمين، مما دفعه إلى العودة للخمر الذي قاطعه، وإلى الصحبة القديمة من الموظفين كبار السن الذين يتناولون مسألة الزوجة بكل سخرية، فشعر أن الخمرة أعادت إليه الحياة التي يتمناها مع زوجته ! فأمه + زوجته + الدكتور أمين رضا= الخمر، هذه المعادلة التي استقرَّت في نفسه ! لكن ذلك لم يتجاوز الشهرين،فلم يكن يتوقع أن زوجته تفضِّل حياة الطهر والنقاء مثلما وصفها، فعاد إلى حاله القديم، ووضع رغبتها سبباً لذلك، ومحاولته لإرضائها عذراً له على هوانه وعذاب ضميره، حتى قطع صمت حياتهما الممل الخطاب الذي رآها تقرأه ظناً منها أنه خرج، ومزقته وقت سؤاله عنه، واستعاضت عن الحقيقة بكذبة تراجعت عنها إلى قول الحقيقة،هي أن الخطاب جاءها ولا تعرف ممن هو ! فقلب الخطاب حياته رأساً على عقب حتى بعد تظاهره بتصديقها، فأحياناً يشعر بذنبه في الشك بطهارتها، وأحياناً أخرى يعتصره الألم،وقال: إنها صادقة بريئة، والأمر جدُّ تافه، فليتني أستطيع أن أمحو من مخيلتي صورة يديها وهما تمزقان الخطاب !
وآل به الحال إلى مراقبتها،ولم تثمر مراقبته لها عن شيء في النهاية: ذهب ليضبطها بجريمتها فعاد هو خائناً، تعرَّف على السيدة القبيحة السمينة "عنايات" بوجهها الغليظ وصدرها المكتنز،التي تمثلت له من الشرفة حين كان يراقب زوجته. جذبته جرأتها وإعجابها به، ورغبته هو في رؤيتها بالرغم من قبحها وكبر عمرها،ويقول:كانت تحدجني بنظرة وقحة ثاقبة كأنها ترى بأذنيها،أو أنها تتمتع بحساسية تنقل إليها النظرات التي تُصوَّب نحوها من أيِّ مكان !
ويمضي الوقت وينسى شكه في زوجته بسببها، ويقول:هذه المرأة هي فرصتي الوحيدة لاسترداد ثقتي الضائعة ! جرِّب ! لن أخسر شيئاً ! وعلى أسوأ الفروض لن أخسر شيئاً جديداً.وتطول مقابلتهما ويقع في شر أكبر،ويذوب في نشوة جنونية ساحرة يخرج منها بخمر الظفر والارتياح العميق !
ولا يمهله القدر: ينشب شجار حاد بين زوجته وأمه، تسقط على أثره الأخيرة طريحة الفراش بأزمة قلبية تلزمها البقاء في السرير طويلاً، وتجيء إليها رباب وتحنو عليها تسترضيها وتطلب غفرانها، فتقول الأم: إذا كان المرض يجمعنا هكذا فكم أتمنى ألا يزول! ويقول كمال: حقاًّ كان قلبي موزَّعاً بين أمي وزوجتي وعنايات، وبين الذكريات العميقة والهيام السامي والحب العارم !
ثم تمرض رباب فجأة، ويستدعي ذلك أن تمكث في بيت أهلها، فيذهب كامل للإطمئنان عليها كعادته في الصباح قبل ذهابه إلى عمله،فيجد وجهها شديد الشحوب
،تلوح في عينيها نظرة ساهمة،فتغشى صدره كآبة، ولقلقه الشديد عليها لا يستطيع البقاء في العمل، فيعود إليها بعد ساعتين، فيجد الدكتور أمين ! ومابين ذهوله لوجود أمين في هذا الوقت المبكر وبين صوت الصراخ الذي يسمعه من الداخل يطلع على الحقيقة المفزعة، وهي موت حبيبته رباب !
ومن بين مشاعر الحب والغضب، ومن بين مشاعر الحيرة والشك، تخبره الأم، بعد الضغط عليها منه،أن حالتها ساءت بعد ذهابه، وأنها استدعت الدكتور أمين الذي أوصى بضرورة إجراء عملية في البروتون ماتت على أثرها ! ولفرط دهشته من هذه الرواية الساذجة ،تنطلق منه ضحكة باردة كرنين النحاس ويصيح: طبيب تناسلي ويجري عملية في البروتون! لا عجب إذا كنتم قتلتموها ! وتحملق الأم بوجه كامل بجنون وتردد: قتلها قتلها..قتلها ! ثم تنهال على خديها لطماً !
ويعزم كامل على الذهاب إلى النيابة للإبلاغ عن الدكتور، وبدورها ترسل النيابة الطبيب الشرعي وسط ذهول الأم، فتنكشف حقيقة خيانة رباب مع الدكتور أمين، وأنَّ ثمر خيانتهما كانت روحاً نمت في أحشاء رباب، ولمَّا حاول الدكتور إجهاضها كان موتها ! ويقول الدكتور في تحد وكبرياء وغطرسة:إنها لم تكن زوجة إلا رسمياً فحسب ! وإني المسؤول عن كل شيء من البداية إلى النهاية.
وكان قلب كامل متورماً من الحقد والغضب، فوجد في المصير الذي قُضي عليهما به- هي في القبر وهو في السجن- راحة وغبطة.وما كان منه إلا أن غادر البيت وهام في الطرقات،وهو يقول بأسى:لشدَّ ما تعاودني تلك الرغبة القديمة في الهرب !
أين مني بلد بعيد لم يطرق أبوابه طارق ! من لي بأن أقطع كل صلة تربطني بماضيَّ البغيض ! آه لو يمكنني أن أولد من جديد في عالم جديد لا تطالعني فيه ذكرى من ذكريات هذا العالم !
وعند حلول المساء وآثار الخمر والسكر أنهكته، يذهب إلى بيته فيجد أمه تواسيه فيصب عليها غضبه ويسمعها مُرَّ الكلام، فيُخيل إليها أنها الصدمة التي فعلت به ذلك، فنادت الله أن يلطف به، فردََّ على دعائها بما ندم عليه كثيراً،ويخبرها أنه لن يعيش معها بعد اليوم ! وفي الصباح يصمِّم على الرحيل، ويلقي عليها نظرة أخيرة فيجدها نائمة، وعلى درجات السلم يسمع ندائها فلم يلب النداء، وبعد ساعات يصادفه زميله في العمل، فينعي له الفقيدة فيندهش لمعرفته، فيخرج له الجريدة وكان اسم والدته واضحاً في النعي !
نعم ماتت والدته ! استغاثت به فلم يرد عليها ! وأخذ يردد بذهول: أسرتنا مصابة بداء قتل الوالدين،حاول والدنا أن يقتل جدنا فأخفق، وأعدت أنا الكرة على أمنا فنجحت !
ويقضي شهراً مريضاً، فيظن أنه ما خلق إلا للتصوف، بالعزلة والوحدة والتفكر، ويتصور نفسه في طهر عجيب،يستحم جسده بماء عَطِر، وتتسامى روحه في صفاء ونقاء، ولا مشهد يرنو إليه إلا السماء، ولا خاطر ينبثق في نفسه إلا الله !
كان خياله نشيطاً، ولكنه كان غادراً في كثير الأحايين، فلم يكن يصعد به إلى ذاك المرتقى حتى يتخلَّى عنه بغتة فيهوي من عل، فيعود إلى قلقه القديم وخوفه المقيم !
.. .. .. ..
ولا تنتهي القصة وتبقى مفتوحة:
ففي ذات صباح من أيام نقاهته الأخيرة، تجيئه الخادم العجوز وتقول له: جاءت سيدة تريد مقابلتك، وقد أدخلتها حجرة الاستقبال.
وعندما يراها يهتف فيما يشبه الاستغاثة، وقد وشى صوته بما شاع في صدره من الانفعال:أنتِ. وتنتهي الحكاية، ولا نعرف من هي الضيفة الزائرة ! وأظنها (عنايات) رمز الجنس والشهوة.
** ** **
إنَّ كامل يعاني من عقدة "أوديب"، وعقدة "أورست" معاً:
وعقدة أوديب تعني أن البطل يكره أباه، وعقدة أورست تعني أن البطل يكره أمه.
فكامل كان يكره أباه لأنه أهان أمه أمام ناظريه وهو صغير، وقد انتهى أمرهما بالطلاق. وكان، وهو شاب، يتمنى موته، رغبة في الحصول على تركته !
أما أمه، فكان يحبها في وعيه ويكرهها في لا وعيه..يحبها، لأنها احتضنته وأحاطته بكل رعاية وعطف، ويكرهها لأن حبها له حرمه من التمتع بالجنس مع النساء الجميلات اللواتي يُشبهنها.
فهو أحب "رباب" الجميلة حباً عميقاً وتزوج منها، ولكنه لم يستطع أن يمارس معها دور الرجل مع امرأته،وقال:عند حبيبتي كان يطاردني طيف أمي، وعند أمي كان يُخيفني طيف حبيبتي. فامتزجت صورة الأم/ بصورة الحبيبة في نفسه، وأدى ذلك إلى عجزه عن ممارسة الجنس مع الحبيبة- الزوجة، وجعل الرغبة في قتل الأم والتخلص منها تنطوي في أعماقه.
كما أنَّ أمه كانت تصدّه عن الزواج عملياً وعن ممارسة الحياة الزوجية السويّة نفسياً، فصورتها كانت تتعرض بينه وبين النساء الجميلات، وتحول بينه وبين الاستمتاع بهن.
وعندما ماتت زوجته رباب من جراء عملية إجهاض، طفحت أعماقه بالرغبة في أن تموت أمه أيضاً، لكي يتخلص من وجهيْ الصورة التي جعلت حياته جحيماً مقيماً.
فأورست يُرمز به إلى العقدة التي تنشأ عند الولد عندما يشب في أسرة محافظة تحرم الحديث عن الجنس، فينشأ على تقديس أمه ورفعها عن النزول إلى ممارسة الرغبة الجنسية، فإذا تزوج أخفق في ممارسة الجنس مع زوجته، عندما تكون قريبة الشبه من أمه، لأنه يشعر وكأن ممارسة الجنس معها هو ممارسة له مع أمه.
وهذا كله يغاير الصورة التي يرسمها الإسلام لعلاقة الولد بأبيه وأمه، فعلاقة الابن في الإسلام مع أبويه تخلو من الجنس،من منطلق (تهذيب) غرائز الإنسان، و(تنظيمها) والسمو بها،فلا يليق الحديث عن علاقة جنسية مكبوتة بين الابن وأمه، وإنما يليق: حث الابن على احترام الوالدين ونيل رضاهما.
فعلاقة الاحترام والتوقير هي الأصل في نظرة الولد إلى والديه، أما العلاقة الجنسية فهي (الشذوذ) الذي لا يُقاس عليه،واتخاذها موضوعاً يُعَدُّ تأصيلا لها، وقبولا بها،والمفروض أن تبقى بصفة الذنب،وفي طوايا النفس .
** ** **
وسنتحدث عن الوصف الخارجي للشخصيات،رغم أن بناء الرواية وتسلسل الأحداث وطابع (كامل)الانعزالي الخاص،قد قلَّص فضاءات وصف الأشخاص وقيَّد حركتهم:
1 الجد الأميرالاي عبد الله بك حسن:مقامر طيب القلب،يمتاز بجسمه الضخم، وكرشه الكبير، وشاربه الأبيض (كأنه هلال فوق فمه)، ويفخر ببذلته العسكرية المحلاة بالنياشين.
ولمَّا انقلب شيخاً صار نحيلا،لكنه حافظ على صحته،ولم تزايله روحه اللطيفة ودعابته الهادئة،وبقي يمشي مشيته العسكرية في قوة ووقار دون أن ينحني له جذع.
2 الأب رؤبة بك لاظ: في الستين من العمر.ربعة، بدين، وإن بدا في جلبابه الأبيض
الفضفاض أبدن من الواقع بكثير.أبيض البشرة، محمرُّ الوجه والعنق، منتفخ الأوداج
، محتقن الوجه بالدم. أمَّا قسمات وجهه فكبيرة واضحة في غير تنافر: أصلع الرأس، أسود العينين،جحظت مقلتاه وتشابكت بهما خطوط حمر دقيقة كالشعيرات،
وقلقت بهما نظرة زائغة شاردة خاملة بدَّدت ما كانت ضخامته خليقة بأن تبعثه في النفس من رهبة.
3 الأم زينب هانم حرم رؤبة بك لاظ: بدت في فستان طويل يشتمل عليها من العنق إلى القدمين، ولا ينحسر من ساعديها إلا عن اليدين، بقامة طويلة، وجسم نحيل، ووجه مستطيل، وعينين واسعتين خضراوين، وأنف دقيق مستقيم، ونظرة حالمة تقطر حناناً ولا تخلو من بريق ينمُّ عن الحيوية وحدة المزاج. وكانت إذا ضحكت اهتزَّ جسمها من الرأس إلى القدم.
لكن سارع إليها الكبر، فجفَّ عودها، واشتعل مفرق شعرها وسوالفها شيباً.إلا أنها تمتعت بصحة جيدة، وحافظ وجهها على جماله وبهائه،وكانت ربما استسلمت في أحايين للإهمال فلا تعنى عنايتها المعهودة بهندامها.
4 كامل: وهو الشخصية الرئيسة في الأحداث، ووصفه كان موجزاً، لكنه معبِّر تمام
التعبير،وقال على لسانه: أطلت وقوفي أمام المرآة، وألقيت على صورتي نظرة متفحصة..لشدَّ ما أنعمت النظر إلى هاتين العينين الخضراوين الواسعتين، وهذا الأنف الدقيق المستقيم، وهذا الوجه الطويل المتناسق ذي البشرة البيضاء. وكان تأنقي مضرب الأمثال في البيت والمدرسة على السواء، حتى لأذكر قول أستاذ اللغة العربية لي مرة:لو أتقنتَ العربية إتقانك لعقد رباط رقبتك لما كنتَ أسوأ تلميذ عندي.
5 أخته راضية: كانت أقصر من الأم قليلا، ولكنها ممتلئة بضَّة، ميَّالة للبياض. أمَّا
وجهها فصورة من وجه الأم بعينيه الخضراوين الصافيتين وأنفه المستقيم.
6 صابر أفندي أمين الموظف بالحقَّانية ،زوج راضية: بدين في غير إفراط. مستدير الوجه والرأس.أبيض الوجه، مشرب بحمرة.أسود العينين، ينمُّ مظهره عن الفحولة والقوة وإن لم يجاوز الثامنة عشرة.يبدو صحيحاً معافى، ويقهقه ضاحكاًً لأتفه الأسباب.
7 رباب جبر بك:لا تجاوز العشرين من العمر،ويصفها كامل وهو يتابعها من موقفه بمحطة الترام: ثبتت عيناي على الفتاة. وجعلتُ أتابعها وهي ترفع القدح إلى شفتيها فترشف رشفة، ثم تنفخ السائل الساخن بفم مزموم، وتبدأ وتعيد لاهية بلذة الشراب. وبدا لي منها قامة طويلة ،وقدٌّ نحيف رشيق، وبشرة قمحية، في سترة وتايير رمادي،وكأنها وشيكة الذهاب إلى المدرسة في احتشام الطالبات. كانت توليني جانب وجهها، فلما اعتدل رأسها رأيت وجهاً مستديراً توحي هيئته بتنسيق جميل وإن لم أستطع تبيُّن معالمه من موقفي،تعلوه هالة من شعر كستنائي.
ويقول: رأيت في عجلة عينين عسليتين صافيتين تقطران ملاحة، وأنفاً صغيراً دقيقاً
وشفتين رقيقتين..لا يحب خيالي أن يصوِّرها لي إلا في ردائها الطويل تحوط بها هالة الوقار والاحتشام.
ويصف موتها بعد إجهاضها: اتجه بصري إلى الفراش فرأيت رباب نائمة، مغطاة إلى عنقها، وقد التفَّ منديلها حول وجهها من قمَّة الرأس إلى أسفل الذقن ماراًّ بالأذنين.كانت عيناها مغمضتين، وبشرة وجهها شاحبة باهتة، يشوبها بياض مخيف.
8 نازلي هانم أم رباب: ظريفة في غير ما تكلُّف،ميالة للقصر، مفرطة في السمنة. وكانت على اقترابها من الخمسين ذات وسامة لا بأس بها، تدل بلا ريب على ما كانت تتمتع به من جمال في صباها. وكانت على سمنتها المفرطة بالغة في نشاطها ويقظتها وسهرها على رعاية بيتها وأبنائها وزوجها، وقد شكا زوجها إفراطها في ذلك إفراطاً هو أدنى إلى الوسوسة والإرهاق، لكنه لم يخل في شكواه مما يشي بإعجابه ورضاه.
9 جبر بك، والد رباب: كان طويلا نحيلا، في الخمسين من عمره. له قامة رباب وعيناها. يتلفع بعباءة فضفاضة ضاربة للحمرة، ويسطع من راحتيه عطر ذكي.
وهو مهذب رقيق الحاشية،من الأزواج المطيعين،فزوجه هي الآمرة الناهية في البيت. لا يخلو من ميل للفخر والمباهاة بمركزه وصلاته بأقرانه ومرؤوسيه ورحلاته التفتيشية وملاحظاته، وما أكثر ما ينتقد المهندسين الشبَّان ممن تلقوا علومهم في إنجلترا وألمانيا، فالقدم لا ترسخ في العلم إلا بالتجربة والممارسة.
10 الدكتور أمين رضا: شاب في الثلاثين، نحيف القوام، طويل القامة، مجعَّد الشعر
،ذو بشرة سمراء وقسمات دقيقة واضحة، وعينان حادَّتان تلتمعان وراء نظارة أنيقة يلفت النظر إليه شارب كثيف فاحم غطَّى فمه وأكسبه وقاراً ليس من سنه.في نظراته ترفع وكبرياء وثقة بالنفس تبلغ حدَّ الغرور.
11 عنايات: فوق الأربعين، وكانت على رغم تأنُّقها وتزيّنها أقرب للدمامة منها للحسن.ذات وجه مستدير غليظ، وعينين بارزتين ثقيلتي الجفنين، وأنف قصير
أفطس، وشفتين ممتلئتين، ووجنتين متكوِِّرتين منتفختين، وشعر جعد لامع. تدخن. وجسمها مكتنز مائل إلى القصر.
جلست على الكرسي واضعة رِجلا على رجل، فبدت ساقاها المرتويتان السمراوين، وشبشبها الأحمر الفاقع. محبة للظهور ولفت الأنظار.وبدت في الروب الوردي كبرميل، إلا أنه مفصّل تفصيلا بهيمياً. ثم نهضت وهي تتمطى، فانفرج الروب عن صدر ريَّان منتفخ يكاد يتهتَّك من ضغطه القميص الوردي الشَّفاف.[/align][/align][align=justify][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 13 / 09 / 2016 الساعة 47 : 11 PM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 08 / 2013, 26 : 04 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: السراب لنجيب محفوظ

سأظل بحول الله في المقاعد الأولى ..هكذا أحبّك أخي الأستاذ منذر !!! كنتُ أظنّ أنها ستمر أيام وأيام ولن أقرأ حلقة من حلقاتك..نظرا لأحداث مصر الحبيبة...ولكنك وفيّ لمصر..وفيّ لأحد أعلامها..وفيّ لنجيب محفوظ..شكرا لك أخي الغالي ..استمر..فكلي عيون مبصرة ومتابعة..وعقول واعية..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 08 / 2013, 25 : 10 AM   رقم المشاركة : [3]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: السراب لنجيب محفوظ

الشاعر الحر أخي محمد الصالح الجزائري صوت الجزائر:
حضورك ساعد شباب وثقة غد وهمة صدق أمل، ورغم أننا حزانى على وضع مصر، ولا نملك شيئاً سوى الدعاء، إلا أن رحلتي مع نجيب محفوظ ،رغم طولها النسبي، هي متعة فريدة تعرفها جيداً، لأنك عشتها زمناً واستمتعت بها.ومما سهَّل عليَّ السير،أنني أملك أصول دراستي القديمة، فلا يستغرق ذلك مني سوى أسبوع.
والشكر كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 08 / 2013, 14 : 02 PM   رقم المشاركة : [4]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: السراب لنجيب محفوظ

معك أخي محمد الصالح أحجز لنفسي مقعدا في المقدمة منتشيا بما يسكبه كرم أخينا منذر من بهاء ..
فعلا هي متعة مضاعفة تستفز شهيتنا لإعادة قراءة الرواية من جديد ..
محبتي لك أخي منذر .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 08 / 2013, 12 : 03 PM   رقم المشاركة : [5]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: السراب لنجيب محفوظ

مساء الورد أخي منذر
أتابع ويدور في ذهني سؤال .. هل أسأله ؟
في بداية عمري أي في سن السابعة عشر .. أو حول هذا السن عكفت
على قراءة روايات نجيب محفوظ تقريباً معظمها .. أخذت معي سنوات طوال
وكنت من المعجبين جدا بهذه الروايات وهذا الأديب الكبير وكنت كلما شاهدت مسلسلاً
من نتاجه الأدبي أفتخر وكأنني أنا نجيب محفوظ إلى أن كان يوم وبدأت القراءة
" عبد الرحمن منيف " أصابني الذهول وشعرت كأنني وقعت من أعلى طابق إلى الأرض
وأخذت أسأل الرفاق الذي كنت أقرأ معهم ما الذي جرى .. قال لي أحدهم عبد الرحمن منيف نقلة
نوعية مختلفة جدا عن نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبدالله وغيرهم ..
هؤلاء يهتمون بالتفاصيل الصغيرة مثل وقفت سعاد عند الحائط وشعرها منكوش وأظافرها ملونة
وهكذا لكن عبد الرحمن منيف لا يقف عند هذه التفاصيل ولا يتعرض لها أبداً ..
عندها شعرت بعدم توازن فأنا من قراء نجيب محفوظ وفجأة أصبحت فقط من قراء عبد الرحمن منيف ..
اليوم أنت أعدتني إلى نجيب محفوظ وإلى ذلك السحر فلا أدري لو قرأت لعبد الرحمن منيف
هل أصابك ما أصابني وكيف تجد الفرق بين الأديبين ودمت لنا أيها الرائع دوما د. منذر .
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 08 / 2013, 34 : 10 PM   رقم المشاركة : [6]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: السراب لنجيب محفوظ

أمير أناقة الحرف الجميل ،أخي الأديب رشيد الميموني:
نمشي معاً يداً بيد، فنتجول بمتعة عوالم نجيب محفوظ ، فتنسكب مع خطواتنا بهجة فرح ومتعة حضور.
والشكر كله لك، ونبقى مع صدق طيب الحديث.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24 / 08 / 2013, 49 : 10 PM   رقم المشاركة : [7]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: السراب لنجيب محفوظ

أميرة عذب البوح الجميل الحقوقية أختي ميساء البشيتي:
لنجيب محفوظ تفرُّد وطعم خاص، فوصفه للأماكن والأشخاص وهمس النفس (المونولوج ) الداخلي ، وبراعته في تطويع اللغة بشكل عال مبهر، ثم مقدرة عبقريته في وصف (ثقافات) الناس وسلوكهم ..،كل ذلك، أضفي لتفرده لوناً لم يجاريه كاتب غيره.
نعم ،لقد استطاع نجيب أن يجمع سحر اللغة وجمال متناتها، ويطوَّع (العامية) لغة عالية رفيعة، فاستطاع رسم رواياته بأناقة وحيوية وعالي دهشة. وباعتقادي أن كل كاتب مجيد غيره ،فقد أخذ طرفاً منه، وما استطاع جمع ذلك،وما مهر مهارته، فكان مدرسة لوحده.
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 08 / 2013, 42 : 12 AM   رقم المشاركة : [8]
زين العابدين إبراهيم
أديب روائي

 الصورة الرمزية زين العابدين إبراهيم
 





زين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond reputeزين العابدين إبراهيم has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: السراب لنجيب محفوظ

فهو أحب "رباب" الجميلة حباً عميقاً وتزوج منها، ولكنه لم يستطع أن يمارس معها دور الرجل مع امرأته،وقال:عند حبيبتي كان يطاردني طيف أمي، وعند أمي كان يُخيفني طيف حبيبتي. فامتزجت صورة الأم/ بصورة الحبيبة في نفسه، وأدى ذلك إلى عجزه عن ممارسة الجنس مع الحبيبة- الزوجة، وجعل الرغبة في قتل الأم والتخلص منها تنطوي في أعماقه.

شكرا لك أيها الأديب وحفظ الله مصر أم الدنيا وكل الدنيا
زين العابدين إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 08 / 2013, 53 : 11 PM   رقم المشاركة : [9]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: السراب لنجيب محفوظ

الأستاذ الأديب زين الدين إبراهيم زينة وجه المغرب:
عندما أسمع صوت المغرب يتهادى في ذهني قوافل المحبة والخير، وتنفتح في ذهني بوابات إشراقات التاريخ.
طيب حضورك، وعافية مرورك، ونبقى معاً في عوالم نجيب التي لا تنتهي متعة وفائدة.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 08 / 2013, 51 : 06 PM   رقم المشاركة : [10]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: السراب لنجيب محفوظ

[align=justify]تحياتي لك دكتور منذر
تلخيص وقراءة رائعة وتحليل متعمق لشخصية بطل القصة والشخصيات المحورية والعلاقة الشاذة بين البطل وأمه
سعدت كثيراً في القراءة
تقبل أعمق آيات تقديري
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مهددة, السراب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشحاذ لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 6 20 / 09 / 2013 14 : 09 PM
الطريق لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 5 18 / 09 / 2013 07 : 04 PM
السكرية لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 5 11 / 08 / 2013 23 : 12 PM
قصر الشوق لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 6 19 / 07 / 2013 44 : 04 PM
بين القصرين لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 12 16 / 07 / 2013 16 : 04 PM


الساعة الآن 44 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|