المتاحف في فلسطين (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول – المجلد الرابع ):
أسست في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني عدة متاحف أثرية أهمها متحف الآثار الفلسطينية في القدس ومتحف صغير في قلعة عكا . كما أقام المجلس الإسلامي الأعلى متحفاً في جامع عمر قرب المسجد الأقصى في القدس .
وقد أنشئ متحف الآثار الفلسطينية في بادئ الأمر في بناية تخص آل قطينة في منطقة سعد وسعيد. وفي سنة 1927 قدّم روكفلر إلى حكومة الانتداب مبلغ مليوني دولار يصرف نصفه لبناء متحف ويوقف الباقي وينفق ريعه على صيانته .
تمّ بناء المتحف سنة 1935 في بستان كبير مزروع أزهاراً خلفه حديقة كبيرة مسوّرة ومزروعة . ونقلت الآثار من المتحف القديم إلى البناء الجديد . والمتحف مكوّن من ثلاث صالات عرض وأربع غرف في زواياه الأربع ومكتبة وغرفة مطالعة وقاعة محاضرات ومختبر وغرف كثيرة للموظفين . وهو مبنيّ حول باحة مستطيلة مفتوحة على الفضاء .
يقع باب المتحف الرئيس في الجهة الشرقية ويؤدي إلى قاعة يعلوها برج فيها بعض الآثار التي كانت تضاف إلى المتحف من آن إلى آخر بصورة عرض مؤقت . وإلى يسار هذه القاعة ممر يؤدي إلى غرفة متسعة عرضت فيها الأنصاب والآثار الضخمة . وتفضي هذه الغرفة إلى القاعة الجنوبية التي تحتوي على خزائن كثيرة للعرض ملأى بالآثار ابتداء من العصر الحجري القديم إلى العصر البرونزي المتأخر (1600-1200 ق.م) ويلي ذلك في الزاوية الجنوبية الغربية غرفة أخرى معروض فيها بعض الآثار الكبيرة التي ترقى إلى العصور الإسلامية . وفي صالة العرض الغربية عرضت الآثار التي وجدت في قصر هشام في خربة المفجر وأغلبها من الجبس المنقوش . وفي الغرفة الشمالية الغربية معرض للمسكوكات الفلسطينية والأسرجة القديمة مرتبة حسب تاريخها . وفي صالة العرض الشمالية خزائن عرض تحتوي على آثار من العصر الحديدي (1200-600 ق.م) والعصر الهلنستي والروماني والعربي . وتضم الغرفة الأخيرة في الزاوية الشرقية عاديات كبيرة الحجم من تماثيل وأنصاب تعود إلى العهود المتأخرة . وقد عرضت في الباحة المفتوحة وسط البناء توابيت حجرية وتماثيل كبيرة .
تقع مكتبة المتحف في الزاوية الشمالية من الطابق الأسفل , وكان فيها أكثر من ثلاثين ألف مجلد سنة 1948 . وفي الطابق الأعلى صالة للمطالعة تحتوي على كتب المراجع والمجلات والموسوعات . ويحتوي الطابق الأسفل من المتحف على مخازن للمكررات والمجموعات الأثرية غير المعروفة توضع في متناول العلماء ورجال الآثار عند الطلب .
ويضم متحف مسجد عمر كتابات تاريخية إسلامية وبعض السجادات ومجموعة صغيرة من الزجاج الروماني والخزف القديم . أما متحف عكا ففيه مجموعة من الزجاج والخزف القديم الذي عثر عليه محلياً.
أسس الإسرائيليون متحفاً للآثار القديمة في القدس , ومتحفاً خاصاً للمخطوطات التي وجدت قرب البحر الميت . وأقاموا أيضاَ عدداً من المتاحف الصغيرة المحلية في أماكن كثيرة في الوطن المحتل وكانوا كثيراً ما يُقدِمون على سرقة الآثار وتزويرها .
وعدا هذه المتاحف تعدّ فلسطين بحدّ ذاتها متحفاً كبيراً للآثار غير المنقولة .