القرية الهاجعة
القرية الهاجعة
كانت القرية هاجعة
بجوار الطريق
هادئة جميلة
مثل قرى الاغريق
لها ديكه توقظها
كل يوم
على ضوء البريق
انزعج البعض منها
فما كانت لصياحها
تطيق
فزبحوها وانتهوا منها
ودفنوها فى بئر عميق
فما عاد احد يشكوا
ولا احد بها يضيق
وغطت القرية فى النوم
واللاوعى العميق
فلا رات صباح ولا ظهيرة
ومضى النهار على هذه السيرة
وكذا الشهور والاعوام
وكانها ضفيرة
حتى حط على ليلها غراب
وجعل ينعق ويلحن فى النعيق
والتف حوله كثير من الحمير
وراحت تشجعه بالنهيق
وعلى اثرها جاءت
الحصاوى والكلاب
وملئت الدنيا صخب وتصفيق
وايدت جماعات الضفدع
وضجت الاجواء بالنقيق
فانضم اليهم للشرح والتفسير
الاساتذة العماليق..
فى البيان والتبيين
ووجه الشبه بين النعيق
وكل من النهيق والنقيق
والاصول فى الاتقان
والتدقيق
والمعانى الخافية
لكل طريق
فانصاع الشعب فريقا
بعد فريق يشرب
من هذا الفكر العتيق
وانتشر فى المجتمع
النفاق ناعم كالحرير
بين الرجال والنساء
وبين الشقيق والشقيق
وانتشر الكذب فى الهواء
حتى فى الزفير والشهيق
فانهارت القرية على
ام راسها فى قاع الجهل
كل ما فيها غريق
ضاع منها الطريق
لا يعرف متى تفيق
ولا متى تصيح الديكة
على ضوء البريق
كلماتى وبقلمى
محمد جادالله محمد الفحل
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|