09 / 03 / 2008, 57 : 01 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
من عبق تاريخنا: علي القريب من قلب النبي و الصحابة..
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
<
>كانت فاطمة بنت أسد في الكعبة وفاجأتها الولادة، فانفرج لها جدار الكعبة لتتوارى عن الناس في داخلها، وتلد الإمام علي بن أبي طالب(ع) في الكعبة. يقول ابن عباس: تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت علي بن أبي طالب في الكعبة، و لم يولد أحد في ذلك المكان الطاهر غيره.
قال الشيخ المفيد في الإرشاد: «لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه، إكراما له بذلك وإجلالا لمحله في التعظيم» فهو الوحيد الذي يصح أن نصفه وليد الكعبة ولا يصح هذا الوصف على أي مخلوق آخر.
تربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته،قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبر بن أبي الحجاج قال كان من نعمة الله على علي بن أبي طالب ، ومما صنع الله له وأراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس عمه وكان من أيسر بني هاشم :
يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلا ، وتأخذ أنت رجلا ، فنكلهما عنه فقال العباس نعم فانطلقا ، حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا ، فاصنعا ما شئتما
قال ابن هشام : ويقال عقيلا وطالبا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ، فضمه إليه وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه
و علي أول من آمن بعد خديجة وهوابن العشر سنوات,قال ابن إسحاق : ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم - رضوان الله وسلامه عليه - وهو يومئذ ابن عشر سنين وقال أيضا :ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة ، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا ، فمكثا كذلك إلى ما شاء الله أن يمكثا .
كان الامام علي يلقب حيدرة. وفي رواية عن مواجهته لمرحب اليهودي الذي تحدى الجميع بقوله: :
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرّب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فرد عليه علي بن أبي طالب :
أنا الذي سمّتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أكيلهم بالسيف كيل السندره
قال العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي : و كناه رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أبا تراب ، وَجَدهُ نائماً في تراب قد سقط عنه رداؤه و أصاب التراب جسده ، فجاء حتى جلس عند رأسه و أيقظه و جعل يمسح التراب عن ظهره و يقول له : اجلس إنما أنت أبو تراب .
فكانت من أحب كناه إليه صلوات الله عليه.
علي تربى في بيت النبي و رافقه كثيرا و تخلق بأخلاقه بل وقدم نفسه فداء له ليلة الهجرة إذ نام بمكان النبي (ص) وافيا له بروحه.
ومما شك فيه حب النبي و تقديره لعلي فكما بشره بالجنة قال عنه أنه والله يحبانه في قوله :"لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه"، فأعطاها عليا، وفتح الله على يديه.
لكن لكل المدعين و الممجدين لعلي رضوان الله عليه على حساب الصحابة(خاصة عمر و أبو بكر) و المتهمون لهم بأبشع التهم, يجدر التذكير بالمحبة المتبادلة بين الصحابة الشرفاء وعلي و صلتهم الوطيدة إلى درجة المصاهرة و القرابة.
فقد تزوج علي بعد وفاة أبي بكر من أرملته أسماء بنت عميس و بذلك كفل ابنها من أبي بكر و كرم هذا الأخير, كما بايعه في حياته و قال: و إنا لنرى أبا بكر أحق بها - أي بالخلافة - إنه لصاحب الغار. و إنا لنعرف سنه. و لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة خلفه و هو حي )))). نهج البلاغة
ومن جانب آخرروى البخاري ومسلم في صحيحيهما بإسنادهما إلى أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لعلي رضي الله عنه "و الذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحب إلي أن أصل من قرابتي ". وهذا دليل على تواد الشريفين المتبادل.
.
كما تزوج عمر ابن الخطاب من ام كلثوم, ابنة علي كرم الله وجهه, التي ظلت زوجته حتى قتل غدرا في المسجدعلى يد أبي لؤلؤة اللعين.و يقال أن زيـدا بن عمر الخطاب و أم كلثوم كان من أجمل الناس وجهاً وخلقاً ولقد أُثِـر عنه يحدث أصحابه قائلاً : السبطان الحسن والحسين أخوالي فليرني أحدكم أخواله .. وكان يردد دوماً أنا ابن الخليفيتين ..
كما أنه جاء في كتاب الفتوحات الإسلامية و غيره أن عليا حزن وبكى على موت الفاروق و فراقه.
وبدوره و رغم حنكته و بسالته وسدادة رأيه فإن عمرا كان يستشيرعليا و يأخذ برأيه فقد روى ابن عبد البر بإسناده إلى سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.
أما عن شيم علي التي إذا لم تكن المثالية ذاتها فإنها لاتبتعد عنها إلا بالقليل جدا.
لأن الرجل كا ورعا, تقيا, خاشعا, مؤمنا,شجاعا, زوجا حسن العشرة و الخلق, فصيحا,.بليغا حكيما و عالما بأمور الدين.
و من غيره هو الذي صارت خطبه و أحاديثه حكما تتناقل و تترجم لتنير للناس در وبها و تعلمها دروسا في الحياة.
ومن بين ما قال عليه السلام:"من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره,
ومن رضي برزق الله لم يحزن على مافاته, ومن سل سيف البغي قتل به,ومن كابد الأمورعطب, ومن اقتحم اللجج غرق, ومن دخل مداخل السوء اتهم, ومن كثر كلامه كثر خطؤه,ومن كثر خطؤه قل حياؤه, ومن قل حياؤه قل ورعه, ون قل ورعه مات قلبه, ومن مات قلبه دخل النار.
ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ورضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.
والقناعة مال لاينفذ ومن أكثر من ذكر الموت رضي بالدنيا باليسير, ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه."
رضي الله عن حبيب الرسول و الصحابة الشهيد الذي ولد في الكعبة ومات في المسجد, المثل ,القدوة و ماأحوجنا لإنسان قدوة في زمن صارفيه للأمراء و الأميرات فضائح أخلاقية و للولاة أطماع سلطوية و للأئمة أفكار سطحية .
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|