خاطرة في هشاشة الحب الفاشل/ غالب الغول
هشاشة الحب الفاشل.
من قلم غالب الغول
@@@@@@@@@@@
هل رأيت سراباً وأنت تسير في الصحراء القاحلة , والتي لا ماء فيها ولا خضراء ولا وجه حسن ؟ , قد تقول نعم , ولكن إن كنت ظمآن ورأيت هذا السراب الذي يخيل إليك أنه ماء , ألا تبتهج وتتأمل الوصول إليه لتشرب ولو بعض قطرات الماء ليبتل ريقك ؟ وقد تقول نعم .
وهكذا يكون الحب الفاشل بهشاشته وضعفه واستحالة استمراره , وهو عندما تتخيل بذاكرتك الشخص الذي تحبه وهو بعيد عنك ولم تسنح لك الظروف أن تبصره بأم عينيك إلا من خلال الهواجس والخيال وبالأصح من خلال الشبكة الإلكترونية ذات الأفق الواسع في فرضيتها, وهي القريبة البعيدة , والتي تعتبر المستحيل في قلب مجهولها إلى معلوم . فالحبيب الذي تتخيله ليس بحوزتك بل هو مع غيرك , فكيف تتأمل لقاءه لإرضاء عواطفك؟ , وبخاصة إذا كان هذا الحبيب يتفوق عليك بالتجارب والخبرة مئات المرات ؟ فهل يمكنك اختراق قلبه لتعيش به حقيقة أم هي تسلية مؤقتة تزول بزوال المؤثر ؟
نعم بالرغم من هواجس السراب فأنت تعشقه بتخيلاتك , ويتعمق الحب لدرجة الهيام , ومن هنا تحدث الكارثة لأنك لا تستطيع كسر عواطفه لو تخليت عنه ولا تستطيع كسر جدار الحب بينك وبينه , ولا تملك الجرأة للتخلي عنه , فتصاب بالحيرة بين الخيال والواقع , لأن الإحساس الداخلي يترجم لك الحقيقة بأنه ربما يكون مخادع أو مزيف أو يعيش معك على هامش الحب . فكيف تعمل إذا علمت أنه يراوغك ويحاول الابتعاد عنك وأنت تكتشف هذا التصرف يوماً بعد يوم لتصاب بعدها باليأس والإحباط والتراجع , لأنه أذكى منك بتجاربه وأقدر منك على استعمال الحيلة لاستمرار الحب رغم عدم قناعته بك , ولا يملك القناعة بوجودك . أليست هذه نكبة تطيح بأوهام العاشق المخدوع ؟
ولا بد لمثل هذا الحب من النهاية التي لا مفر منها .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|