[د. محمد رأفت عثمان]

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد

أخي المسلم : قد تظن أن وضعك الاجتمـاعي في هذه الدنيا تافه و غير ذي بال , و أن لا احترام لك فيها و لا تبجيل , و أنك تعيش في الدون بين الناس من دون وزن لك أو قيمة , و أن لا فضل لله عزوجل عليك فيما أنت فيه أو نعمـة , و أن لا دون دون ما أنت عليه أو ضِعة , فهلا أعدت التفكير يا أخي قليلاً لتكتشف ما قد غفلت عنه من نعمـة و مِنّة ؟

أخي المسلم : قد تتفاجأ إن علمت أنك بين الناس لست مهملاً و لا مكروهاً بل لك قيمة عندهم و شأناً عظيماً , و أن هناك الكثير منهم من يسارع في صِلَتِك و برك و خدمتك , يسأل عنك و يهتم لأمرك , بل و منهم من يخاف و يفزع منك , فها هم أولادك و أحفادك و أقاربك و جيرانك و غيرهم كثير , لا يرضون إلا أن ترضى و لا يسعدون إلا أن تسعد , فإن قُلتَ أين هذا التبجيل لي على الدوام , و لِمَ يستحقرني الكثير من الأنام , أقول لك الناس هكذا , كثيراً ما يخطئون و أنفسهم يناقضون , فإن كانوا صباحاً لك من المعظمين فقد يجعلونك في المساء من المهملين التافهين , فلا تجزع من ذلك و لا تكرب لأن ما يصيبك يصيب غيرك , فكلنا في الهواء سواء , فإن قلتَ لو أنني ذو بطش أو مال أو سلطان عظيم لمَا وجدتُ لي إلا الاحترام و التقدير و التفخيم , قلتُ لك إن أردت المزيد من نعمـة الله فلها فاعمل , و تذكر أنك إن كنت في الملأ الأعلى عظيم خير لك و أفضل , فالناس إن لِمَالِكَ أو جاهك اليوم رفعوك فغداً لنفس السبب قد يسفهوك و يخفضوك .

أخي المسلم : شمر الساعد لشكر الله على نعمته العظيمة هذه و تذكر أن الشكر سبب الزيادة و أن النظر لمن دونك في النعمة سبب للراحة و السعادة .

اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد بعد الرضا و لك الحمد ملء السماء و الأرض و الفضا .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 13كانون1 2014