مدينة بيت المقدس، الآثار والتاريخ والجغرافيا
الكاتب والباحث/احمد محمود القاسم
انصهرت في المدينة المباركة عناصر بشرية متعددة، لكن العنصر العربي، كان دائمًا هو الأكثر وجودًا، وعلى الرغم من كل الجهود الإسرائيلية لتفريغ مدينة بيت المقدس من سكانها العرب، فإن الإحصاءات الإسرائيلية نفسَها، تشير إلى تزايد نسبة السكان الفلسطينيين، وإذا كان الفلسطينيون تتراوح نسبتهم بين 26-27% من مجموع السكان حاليا، فإن دراسة سكانية يهودية، تتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 38% عام 2020م.
تعزى أهمية المدينة المقدسة الى الأسباب الثلاث التالية: 
1-تعتبر مركز ديني 2-تعتبر مركزا تجاريا 3-تعتبر مركزا حضاريا فقد تلاقت عليها الكثير من حضارات العالم، متصارعة، من اجل الحصول عليها كمركز ديني وحضاري وتجاري، 
تمكن العلماء من الحصول على معلومات تاريخية وأثرية دقيقة عن مدينة بيت المقدس، بدءا من العام 3500 ق.م.، حيث قبل هذا التاريخ، لم تكن المعلومات الأثرية متيسرة، أو واضحة المعالم، على الرغم من وجود بعض من المعلومات، امتدت الى سبعة آلاف عام ق.م. 
يعمل اليهود الصهاينة في الوقت الحاضر، على التضييق على أبناء المدينة حتى يضطروهم للهجرة، وترك منازلهم و ممتلكاتهم، حتى تصبح المدينة يهودية خالصة ونقية لهم فقط.
تقدر مساحة محافظة مدينة بيت المقدس الكلية ب ( 67 ) ألف دونم، والمدينة مؤلفة من عدة أحياء سكنية، ويسمي المقدسيين كل حي سكني باسم (حارة)، فهناك عدة حارات تتألف منها مدينة بيت المقدس، كحارة السعدية وباب حطة وحارة باب السلسلة وحارة الشرف، وحارة المغاربة وحارة السعدية وغيرها من الحارات.
يوجد في مدينة بيت المقدس أربعة من الجبال و هي:
1-جبل سكوبس 2-جبل الزيتون 3-جبل موريا 4-جبل صهيون (ملاحظة: كلمة صهيون لا تمت بصلة للصهيونية، أصل الكلمة كنعاني، وتعني الحصن).
طمع العبرانيون بأرض كنعان والتي كانت تعرف بأرض اللبن والعسل، لأنها كانت مشهورة بالزراعة وتربية المواشي، وكانت تشتهر بالصناعات الفخارية والنسيج، فكانت سمعتها كبيرة بين الأقوام المجاورة، فطمعوا في خيراتها، و كانت علاقة الكنعانيين بالعبرانيين سيئة، لأن العبرانيون كانوا يحاولوا الاستيلاء على أراضيهم ومزروعاتهم وحيواناتهم وصناعاتهم، وحاولوا أيضا طردهم من أراضيهم، واستعبادهم و أسرهم لديهم، لاستغلالهم في العمل، فكان الكنعانيون يقاومونهم باستمرار، ويتغلبون عليهم في اغلب الأحيان.
هناك بعض الأسماء التي أطلقت على مدينة بيت المقدس منذ القدم، واهم الأسماء هي[ii]: 
1-يبوس 2-أورشليم 3-شليم 4-شالم 5-أور-سالم 6-قدس الأقداس 7-ايلياء 8-إيليا كابيتولينا. واسم (ايلياء) اسم أطلقه القائد الروماني (هادريان) على مدينة بيت المقدس عام 135م، والاسم ايلياء هو اسم جد عائلة الإمبراطور، وبقي هذا الاسم شائعا حتى الفتح الإسلامي.9-القدس 10-القدس الشريف 11-بيت المقدس 12-يورشاليم.
بنى سور مدينة بيت المقدس، السلطان العثماني سليمان القانوني (الذي تولى الحكم ما بين 1520 –1566م) و السور كان موجود أصلا، ولكنه كان يحتاج الى ترميم، وهذا ما قام به سليمان القانوني، ويبلغ ارتفاعه 38.5 م، و به 34 برجا، وله سبعة أبواب مستعملة، وأربعة أبواب مغلقة، وطوله 2.5 ميل أي حوالي (4 كم).
[1] -راجع كتاب الموجز في تاريخ فلسطين السياسي، تأليف الياس شوفاني.
[2] -البعض يعتقد بأن تسميتهم تعود لكونهم كانوا جماعة رحل يرتحلون من مكان للآخر طلبا للعشب والكلأ، فهم أناس متنقلون بحثا عن قوت لحيواناتهم ولهم.
[i] كتاب الياس شوفاني الموجز في تاريخ فلسطين السياسي
[ii] كتاب بيت المقدس والمسجد الأقصى، تأليف محمد حسن شراب.