بكل الحب قلوبنا تحمل قلوبا
في زحمة الحياة و غوصنا في انشغالاتنا اليومية قد تذبل صداقاتنا و تتبدد أواصر جمعتنا بأناس شتى.
فقط عندما نجالس أنفسنا و نفتح أبواب الذكريات نتمكن من لمس مدى تقصيرنا أو مدى جمالية العلاقات الإنسانية التي أهملناها.
قلوبنا تحمل وجوها كثيرة و قلوبا أكثر, والدليل على ذلك مقدار تأثرنا عندما نسمع خبرا سيئا عن هؤلاء الذين عرفناهم و أحببناهم حتى و إن غابوا عن يومياتنا منذ زمن طويل.
قلوبنا تحمل قلوبا أهدتنا يوما كلاما جميلا في لحظات أسى و قلوبا خافت علينا من الفشل و الأذى و قلوبا دغدغتنا بنكتها و سخريتها في ساعات صفاء و انسجام وقلوبا صامتة كتومة لم تتفاعل معنا بشدة لكنها برهنت بتضحياتها عن ما تخفيه الكلمات..
قلوبنا تكبر و تقسو و تتعلم التصدي للأزمات و النكبات ,تصنع لنفسها دروعا و معاول لكنها تظل مرهفة عندما يتعلق الأمر بمن نحبهم فعلا.
مهما أبدينا الشجاعة و البسالة فإننا لانستطيع منع جروح الأسى من النزيف إذا أصاب الألم قلبا من قلوب نعزها.
إن غيبتنا الحياة و توهتنا عن درب الأشقاء و الأعزاء فهذا لن يعني مطلقا أنها تستطيع فعل ذلك حين يحتاجوننا و حين يئنون و نسمعهم.
قلوبنا المحبة للخيرأسمى من الأنانية و من المادية ومن طموحنا النهم.
إنها الملاك اليقظ الشفاف الذي يواجهنا بإنسانيتنا و عظمتها و نقاءها.
إنها من تجعلنا نخشع ونسجد للرحمان ومن تدفعنا كي نتضرع و نتوسل إلى الواحد الأحد كي ينجد من نخشى عليهم.
قلوبنا النبيلة تتغاضى عن الأحقاد و تسامح, إنها تتنازل عن الشعارات و النظريات والقرارات و تطلب منا أن نمد الأيدي لنصافح وترجو منا التراجع والعودة إلى جميل الصنع و الخلق.
إن اعتقدنا أنها نامت فإنها تفاجئنا بصحوتها و تعاطفها وإن ظننا أنها قويت فإنها تباغتنا بدموعها وإن أردنا إهمال كلامها فإننا نجني مر الثمار مهما حاولنا تحليتها.
قلوبنا الجميلة تحمل قلوب من نحب ومهما بدا أنها تتعسنا فهي في الحقيقة تسعدنا لأننا بها فقط بشر أحياء و مؤمنون خاشعون و أناس بأعمال الخير سامون.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|