[ميساء البشيتي]

ممرات شائكة
بحذرٍ شديد .. وكقطة برية .. أقطع ممرات قلبك الداخلية .. لا أريد لعينيك أن ترصدني .. وتُسرَّ كثيراً .. لأنني كنت أحوم في الأرجاء ..
أمشط حدائق قلبك جيئة وذهاباً .. أفتش في ورود قلبك المصطفة عن اليسار وعن اليمين .. لأعرف سرَّك .. وسرَّ تدفق كل هذه الورود في شرايينك .. ولهاثها المستميت على باب قلبك .. بينما الشمس في الخارج حنونة ودافئة .. والنسيم عليل وخليل .. لكنَّها تصرُّ على الوقوف كتماثيل عاجية في طابور لا منتهي .. على أمل أن تداعبها عيناك بهمسة .. أو بنظرة خجول .
أنا يا عذب الكلام .. لست كباقي الورود .. ربما كنت مثلهن أتخفى في ساعات المساء بثياب قطة .. أو بوشاح زهرة برية .. أو بعودٍ من أعواد البخور الشرقي .. وأقفز خلسة في ممرات قلبك .. أفتش في أنية الورد عمن هي أجمل مني !
وحين لا أجدها .. أخرج كغيمة حبلى بالأمل .. لأنك ستعود ذات شتاء .. تحمل إليَّ الضباب .. وترجوه أن يمطر عليَّ قبلاً من قصيد .
لكنِّي لست كباقي الورود التي تشرب من عيون الماء .. وتلتحف أبسطة الانتظار .. فأنا دائمة الترحال .. أعشق غزو الآفاق .. ومعانقة أوراق الندى في صحائف الفجر .. والغناء كثيراً على أبواب السماء .. علَّها تفتح إليَّ حضن نجمة أسكن فيها بعض الوقت .. ريثما تهدأ من غزلك الصبياني .. وتثوب إلى رشدك !
أشتاق إليك .. وسوف أشتاق إليك أكثر وأنا أغادر حدائق قلبك إلى الفضاء القريب .. وأمنِّي نفسي بعودة ثانية .. لكن ليس قبل أن أنعم بقبلات الندى وهي تهفُّ على وجنتيِّ .. وأرطب جوفي المتيبس بعناقيد من مطرٍ جديد .. قوافيه لم ترتدِها غيري من النساء .. ولم تعرف إليها طريق ..
أما قصائد الغزل الواسعة , الفضفاضة , الباهتة الألوان فسأتركها هنا .. لتهديها إليهن كلما باغتتك إحداهن في خيانة ما .. تقدمها إليها كصك غفران .. وعربون محبة وولاء جديد .
وسآخذ معي صورك القديمة .. وأشعارك التي باللونين الأبيض والأسود .. ورسائل العهد القديم .. وسأخبئها هناك .. في كنف شجرة الياسمين .. خوفاً من بطش العساكر .. التي تتربص بأنفاس الورود .. وغناء العصافير .. وتقف على أفنان الشجر تلتقط الأخضر و المشمشي .. وترتدي في المساء وجه القمر بالمقلوب !
لا تسأل عني .. سأعود وحدي .. وسأنبش ذاكرتك بعود الندِّ .. وألون نبضات قلبك بالرمَّان والفلٍّ .. ولكن إلى حينها سأضع لافتة صغيرة على باب قلبك .. مكتوب فيها " ممرات شائكة " ممنوع على النساء .. وسأختمها بالأحمر القاني .. إلى أن أعود .

[عادل ابوعمر]

كيف مرت هذه الممرات الشائكة دون أن يلتفت إليها العابرون عبر خواطرك الناضرة يا سيدة الورود والرياحين والخواطر الشاعرة / هذه الأنثى الثائرة المهاجرة والمسافرة عبر الكلمات الساحرة وكأنها تترجم نزار في رائعته أسألك الرحيلا ولنفترق أحبابا فالطير كل موسم تفارق الهضابا والسمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا ، سأرحل لتفتقدني وتكتب لي قصائد الشوق وتداعب نذواتك وتخونني !! نعم لديك مساحة للتفكير في خيانة حتى أعود وقتما أشاء لأحتل كل المساحات في قلبك وكل الحروف في كلامك وكل المعاني في قصائدك .. وتقول إنزع حبيبي معطف السفر وابقى معي حتى نهايات العمر .
............... تحياتي وورودي لهذا العبير أستاذة ميساء

[ميساء البشيتي]

أخي العزيز عادل أبو عمر
هذه الممرات بقيت على حافة الهجر والنسيان إلى أن صادفها قلم يعشق الأدب
يستطيع أن يقرأ هذه الحروف ويجد إليها سبيلاً ..
حروفنا تشبهنا ويقرأها من تشبهه ويشبهنا
لا عجب أن راقت لك هذه الممرات الشائكة فأنت الأقدر على رسم الكحل بالعين
وإعلان مواسم الفرح
شكراً لمرورك المميز أخي عادل
وبوركت

[نصيرة تختوخ]

جميلة الرّقة والثقة والقوة الناعمة للأنثى هنا.
تحياتي لك صديقتي ودامت مشاوريك للغد محفوفة بالورد.

[علي ابو حجر]

الأستاذه / ميساء .

ما هذه الورود والمفردات والدرر الرائعه .

لوحة جميلة حقا.. رسمتها مبدعة اسعدتنا بحق .

دام هذا القلم .

ودمت في حفظ الرحمن .

فائق احترامي .

[رأفت العزي]

سيدة البهاء والجمال

وأسألك يا سيدتي منذ متى لم ترى عينيك القمر .. ؟
إن طلّ عليهن هل يزيدهن جمالا أم تبقى العيون الكواحل كما أخبارها ساحرة ساحرة ..
وهل لو غابتا عن رؤيته لا يعود القمر قمرا ؟

لكنه الشعور الذي يعلن أننا مع القمر أجمل لو طال الانتظار
ويخبرنا ذات الشعور أن لا قيمة للقمر غاب أو حضر إن لم تراه عيوننا !