[frame="1 98"][align=justify]
...نصّ كُتِب بحميمية عميقة..بلغة مشحونة بالحركة..مشحونة بالوفاء..تداخل الصور ، وتعاقبها، جعل من النص أشبه بالشريط ! من (صحوت) إلى (الروح) التهمتُ النصّ التهاما..وكأني كنتُ عنصرا من عناصره..شعرتُ بالقربِ من (هدى) و (طلعت) ! فقدرة الأديبة (هدى نور الدين الخطيب) على استنطاق لحظات الحلم/الكابوس، جعلتني استمتع بما بين الدفّتين..لحظة استقبال المكالمة ، والعناق الدافئ في الحوار..لحظة تحضير القهوة..لحظة الخروج وركوب السيارة..لحظة رؤيته في الحديقة..لحظة اللقاء..لحظة الحديث..!! آه لو استمرت تلك اللحظات وطالت ! لكنّ السير إلى الوراء ، وتخزين ملامح البطل في الذاكرة..في الروح ..في الوجدان..جعل لحظات الكابوس تعود وبسرعة لتخيّم على النصّ بجميع أبعاده!! فكم كان النصّ غنيا بالألفاظ الدّالة على المسرّة والنقاء..( صوته المموسق) ، ( كيف القمر اليوم؟) ، (شهقت بفرح)...لتُفصل بلفظة واحدة شديدة الوقع ولكنّها موحية بما سينتهي عليه النّص (كابوسا)..ثم يعود السرد مزهوا بالألفاظ الجميلة الحانية ، والعبارات القوية (وأخذتني حتى يديك من دفء الوطن على دفء الطلوع شجرا على رصيف العودة..).. كما أنّ الحوار جاء تلقائيا تخلّلته بين الفينة والفينة أصداء داخلية (كنت أسير إلى الخلف ووجهي له..) ، (كنت أتملى من تفاصيل وجهه بكل عينيّ....)..وما شدني كثيرا ، هو تكرار لفظة (الضحك)..وكأني بالأديبة فقدته إلى الأبد..فهي تحنّ إليه بكلّ قواها..لذلك تكرّر..( وضحكنا...) ، (وتحدثنا وضحكنا.. ضحكنا كثيراً... ) ، (فرحنا وضحكنا حد القهقهة... )، (وكيف يضحكني ) ، (أن تضحكني كثيراً...) ، (ضحكت أكثر وأكثر) ، (فاجأني السعال من شدة الضحك )..وبعد هذا تقفز الألفاظ الحزينة..( في فوضى حزينة) ، (شربت الكثير من الدموع ) ، (لا ترحل )، (وعاد الكابوس) ، (الواقع المرير ) ، (وإجازة قصيرة من الفاجعة )...
وصفوة القول: جاء النصّ معبّرا بصدق عن حالة حقيقية عاشتها وما تزال تعيشها الأديبة..إنه الكابوس الذي يؤرقها في حياتها..فقدان إكسير الحياة..رفيق العمر..طلعت !!
[/align]
[/frame]