قبل الموت
قبل الموت
كان يسير غارسا عينيه في الأرض، ليس من باب اصطناع الوقار والخجل، وإنما من أجل أن يمسح الأرض بعينيه مثل ماسحات السيارة عله يعثر على بضعة قروش واقعة في الأرض ليشتري بها بعضا من طعام، فلم يعتد أن يطلب من أحد طعاما، كان إذا سار بجوار كيس ملقى على الأرض حركه بحذائه بجوار الحائط، يمط الجالسون على الطرقات الشفاه إعجابا بهذا الموقف لكنه فى الحقيقة لم يكن من باب المبادئ البيئية وإنما من باب التوهم أنه ربما كان تحت الكيس ما يخفى
ظل علي هذا الحال مسافة طويلة حتى اجهده المسير وانحناءات الطرقات وقبل أن ينحرف نحو الليل في زاوية معتمة برق في عينيه بريق سار ناحيته، وجده جنيها من العملة الجديدة، وضعه في جيبه وتمتم، ربما ينفع كثيرا قبل الموتِ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|