ممنوع الضرب
ترجمة محمد حامد – إيلاف: أوضحت دراسة علمية مقدمة إلى هيئة الطب النفسي الأميركية ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن الأطفال الذين يصفعهم آباؤهم أو يعاقبونهم بدنيا قد يواجهون مشكلات جنسية فيما بعد. و أظهر تحليل قام به موراي شتراوس، نائب مدير مركز بحوث الأسرة في جامعة نيوهامشر، بأن الأطفال الذين يصفعهم آباؤهم أو يضربونهم أو يقذفونهم بالأشياء ربما يحاولون بعد ذلك استخدام العنف الجسدي أو اللفظي مع شريكهم في الجنس، والانغماس في سلوك جنسي خطير أو الرغبة في تلقي الإيذاء أثناء ممارسة الجنس مثل الصفع كوسيلة للاستثارة الجنسية.
وقد لا يكون هذا العقاب الجسدي سببا مباشرا للإصابة بالمشاكل الجنسية ولكنه يزيد من فرص حدوثها. حيث أن إليزابيث جيرشوف، أستاذ مساعد الخدمة الاجتماعية في جامعة ميتشجان آن آربور، والتي فحصت البحوث التي أجريت عن الصفع على مدار 80 عاما في عام 2002 في الصحيفة النفسية الأميركية، توصلت إلى أن هناك علاقة قوية بين العقاب بالصفع والمشاكل الجنسية.
وتقول جيرشوف بأنه على الرغم من العديد من أن الأطفال يصفعون (85% من الأطفال كما جاء في دراسة مسحية عام 2007)، فإن ظهور المشاكل يعتمد على كيفية تقبل الأطفال لهذا الصفع. فقد ينظرون إليه على أنه شيء من الألم والاعتداء الجسمي الذي يحدث عادة في علاقات الآباء المحبة. ولكن هناك تفسير آخر قد ينظر من خلاله الأطفال إلى هذا الأسلوب من العقاب والذي يكون له تأثير قوي على الشخص بحيث يستخدم العدوان الجسدي بعد ذلك للسيطرة على سلوك الشخص الآخر.
ولكن جون ديلاماتير الباحث في الجنس لدى البشر في جامعة ويسكونسن، يقول بأن الربط بين الصفع والمشكلات الجنسية يعتبر قفزة كبيرة، فقد يكون واحدا من العناصر العديدة التي ربما تساهم في المشكلات الجنسية أو ممارسة الجنس بشكل خطير، ولكنه تخطي كبير للأمر. فغالبية الأطفال الذين يصفعون يهربون من الأذى لوقت طويل، كما يقول ستراوس، البالغ من العمر 81 عاما، وأستاذ علم الاجتماع، حيث أنه كان يصفع أطفاله أحيانا ولكنه فيما بعد تحول إلى مناهض شديد ضد صفع الأطفال.
ويعتبر ستراوس نشاطه البحثي عن العنف لدى الأسر علامة بارزة في البحث العلمي في هذا المجال. وقد أعد قائمة لعرض الدراسات في مؤتمر هيئة الطب النفسي عن العنف والاستغلال في العلاقات، وثلاثة من هذه الدراسات لم تنشر بعد، وواحدة نشرت في دورية علمية. ويخطط لنشر دراستين في كتاب هذا العام. أما الدراسة الرابعة فقد صدرت في كتاب عام 1994.
وتفحص أحدث دراستين الإكراه الجنسي والممارسات الخطيرة بين 14.252 من طلاب الكليات خلال الفترة فيما بين 2001 و 2006 . وهناك دراسة ثالثة على 440 طالب من طلاب المدرسة العليا في نيوهامشر، تناولت الممارسات الجنسية الخطيرة مثل ممارسة الجنس قبل الزواج دون استخدام العازل الذكري. أما الدراسة الرابعة فقد أجريت على 207 طالب من منطقة الشمال الشرقي، حيث ركزت على التلذذ بتلقي الإيذاء أثناء ممارسة الجنس.
[IMG]http://thawra.alwehda.gov.sy/images/NEWS2/M05/D07/1-8.jpg[/IMG]
و وجد ستراوس أن أولئك الذين تعرضوا للعقاب البدني في طفولتهم كانت لديهم احتمالية كبيرة في ظهور مشكلة الجنس بالإكراه، والجنس الخطير أو الجنس المؤلم. وكانت الأبحاث التي أجريت عن استخدام الصفع كوسيلة لتعديل سلوك الأطفال مازالت غير واضحة المعالم. حيث أن الصفع مثله مثل أي وسيلة تأديبية تعتمد على كيفية استخدامها. كما يقول روبرت لارزليري من جامعة ولاية أوكلاهوما، الذي درس طرق الوالدين في تربية الأطفال.
عن إيلاف
منقول