ممنوع أسدَردَف !؟
في ماضي الأيام و السنين و في قريتنا البائسة تلك
يتوجه الشباب و المراهقون في فصل الصيف إلى
الوادي للسباحة في برك الماء المالحة مياهها في
الغالب للتخفيف من حرارة الجو التي تزداد إرتفاعا
من وقت الظهيرة إلى ما بعد صلاة العصر .
و في فترة زمنية سبقت جيلي كان من بين السبّاحين
مراهق قوي البنية لكنه مصاب بالثعلبة في رأسه.
و كان هذا الاخير؛ للتمكن من السباحة دون منغصات
و لا متاعب؛ يلجأ إلى إستغلال قوته من أجل منع نظرائه
من "أسدردف". وأسدردف مفردة أمازيغية تطلق
على نوع من السباحة يتميز بضرب السبّاح الماء بقوة
برجليه مع تحريك يديه لدفع الجسم إلى الأمام ما
يؤدي إلى تطاير الماء في كل اتجاه ، و هذا ما جعل
صاحبنا الأقرع يتخوف من ذلك ما دفعه إلى منع
السباحة بهذه الطريقة مخافة أن يتساقط الماء
المالح على "قرعته" وبالتالي حدوث آلام حادة،
فكان كلما رأى أحدا قادما للسباحة وقبل دخوله
البركة يصيح في وجهه مذكرا إياه و محذرا :
"اسغَّد (اسمع) ، ممنوع أسدردف" .
استمر المراهق في فعلته و استمر اقرانه في
الإلتزام بأمره خوفا و جبنا.
في يوم من الأيام أبدى المراهقون تململهم
و تدمرهم من هذا القرار المهين لهم والمستبد
بهم الصادر من فرد و حيد عليل دون اعتذار أو
أسف أو حتى مشاورة ، فأتفقوا على هتكه وعدم
تنفيذه . و في ظهيرة اليوم الموالي نزلوا إلى
البركة للسباحة و أحاطوا معكوسين بصاحب القرار،
أرجلهم بإتجاه رأسه و رؤوسهم إلى الناحية المقابلة
ثم شرعوا يدردفون فغُمر الرأس المثعلب بالماء
المالح فعلا صراخ صاحبه و لم يجد بعد ذلك بدا
من مغادرة البركة فأنطلق مسرعا إلى بيته هاربا
وباكيا من شدة الألم الذي أحدثة المالح بجراح
رأسه.
و منذ ذلك اليوم أصبح المراهقون يسبحون في
البركة بكل حرية واستمتاع بعد أن هجرها ذو
الجثة الضخمة و الرأس المريض .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|