قدرات تجسسية فائقة على العرب واعتراف بيهوديتها لإلغاء حق العودة
[frame="13 95"][align=justify]
هدايا بوشية غير مسبوقة لـ ’’إسرائيل’’
قدرات تجسسية فائقة على العرب
واعتراف بيهوديتها لإلغاء حق العودة
محيط: ذكرت تقارير صحفية أن الوفد العسكري الإسرائيلي الذي يزور واشنطن حاليا برئاسة وزير الحرب ايهود باراك، نجح في الحصول على مكاسب تعد الأهم في تاريخ الدولة العبرية منذ قيامها على انقاض الدولة الفلسطينية قبل أكثر من 60 عاما، وذلك في إطار هدايا الرئيس الأمريكي جورج بوش لحليفته الأهم بالمنطقة قبل انتهاء ولايته الثانية نهاية هذا العام.
أولى هذه الهدايا التي حصلت عليها ’’إسرائيل’’ كانت موافقة واشنطن وللمرة الأولى على ربط إسرائيل بنظامين فضائيين للإنذار المبكر والتجسس لتمكينها على مدار الساعة، وبشكل مفتوح، من مراقبة ومتابعة كل دول المنطقة، وذلك كإجراء احتياطي لحمايتها.
ومن المعروف ان إسرائيل كان يسمح لها احيانا باستخدام هذه التقنية عبر طلب تتقدم به، وكان يشترط حصولها على موافقة الجانب الأمريكي قبل تزويدها بالمعلومات التي تطلبها، وبهذا القرار ستتمكن ’’إسرائيل’’ من التجسس بدقة متناهية على كل الدول العربية وإيران على مدار الساعة.
وتمثلت هدية بوش الثانية في موافقة وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، على إرسال أحدث رادار أمريكي يسمى X Band وهو رادار فائق التقنية لدرجة أن بإمكانه اكتشاف كرة تنس على بعد 4700 كيلومتر، وسوف يشحن هذا الرادار إلى ’’إسرائيل’’ على الفور وقبيل نهاية فترة حكم بوش.
وجاءت هذه الخطوة ، بحسب صحيفة الخليج الإماراتية، بعدما شكا باراك من قرب حصول طهران على صواريخ S.300 الروسية الصنع في مارس/آذار 2009 ، وهي أحدث الصواريخ في العالم، ولديها القدرة على إصابة أهداف على بعد 150 كيلومتراً وارتفاع 30 كيلومتراً 90 الف قدم، أي أعلى من أقصى ارتفاع يمكن أن تصل إليه طائرة، كما يمكن لهذا النوع من الصواريخ أن يتعامل مع مائة هدف في نفس الوقت سواء كان طائرة أو صاروخاً.
يذكر أن ’’إسرائيل’’ والولايات المتحدة وقعتا في القدس المحتلة رسميا منذ حوالي اسبوعين على بروتوكول اتفاق غير مسبوق، يزيد حجم المساعدة العسكرية الأمريكية إلى الدولة العبرية إلى 30 مليار دولار على عشر سنوات، وهو ما اعتبرته واشنطن تعزيزاً لأمن ’’إسرائيل’’ واستثماراً لمصلحة السلام، ولمواجهة إيران وسوريا وحزب الله.
يشار إلى أن المساعدة الأميركية تمثل زيادة بنسبة 25 في المئة لحجم المساعدة العسكرية والدفاعية الأميركية لـ’’إسرائيل’’، وسيتم تقديمها على دفعات سنوية قيمة كل منها ثلاثة مليارات دولار، وذلك اعتباراً من العام 2008 .
وقال رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إن المساعدات ستستخدم في شراء أسلحة أميركية بمبلغ ثلاثة مليارات دولار سنوياً، موضحاً أن هذه المساعدات ستضمن الحفاظ على التفوق النوعي لـ ’’إسرائيل’’ في المنطقة.
وينص بروتوكول الاتفاق، الذي وقعه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز ومدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية اهارون ابراموفيتش في مقر وزارة الخارجية في القدس بحضور حاكم مصرف ’’إسرائيل’’ ستانلي فيشر، على تعهد الولايات المتحدة الثابت بأمن ’’إسرائيل’’.
وقال بيرنز إن هذه المساعدة العسكرية الامريكية، وقدرها 30 مليار دولار، استثمار لمصلحة السلام... السلام طويل الأمد، الذي لا يمكن تحقيقه إذا لم تكن ’’إسرائيل’’ دولة قوية.
يهودية ’’إسرائيل’’ ولكن الهدية الأعظم التي تنتظرها دولة الاحتلال من بوش هي تعهده بالموافقة على حصولها على ما يطلق عليه وثيقة تفاهم من الطرفين تمهيداً لعرضها على الأمم المتحدة وذلك للحصول على اعتراف أممي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بيهودية ’’إسرائيل’’.
ورغم أن الطلب الإسرائيلي لم يمثل مفاجأة للوفد الفلسطيني المتواجد حاليا في واشنطن والذي يضم احمد قريع وصائب عريقات، إلا انهما رفضا هذا الطلب وجددا الشكوى من الممارسات الإسرائيلية لاسيما في القدس المحتلة وهدم المنازل والنشاطات الاستيطانية باعتبارها تدمر كل احتمالات عملية السلام وكأن واشنطن لا تعلم عنها شيئا.
وأكد عريقات للصحافيين أنهم سيرفضون أي اتفاق ناقص فإما الاتفاق على كل شيء أو لا اتفاق، وأضاف اننا لن نسمح بتأجيل اي من قضايا الحل النهائي في القدس والحدود والمستعمرات والأمن والأسرى والمياه، والعلاقات كلها تشكل (رزمة) لا يعقل تجزئتها.
وتحاول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ومعها صقور البيت الأبيض وعلى رأسهم اليوت ابرامز إقناع الفلسطينيين بتوقيع اتفاق تفاهم بدعوى الرغبة في تقديم تقرير للجنة الرباعية الدولية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويعتقد الكثير من المحللين أن إصرار الإدارة الأمريكية على دفع الجانبين خاصة الفلسطيني إلى عملية التسوية، يهدف إلى تحقيق حلم ونظرية اليهودي الروسي المتطرف ناتان شارانسكي، والتي يؤمن بها الرئيس الأمريكي، والداعية إلى محو الخطر الديمغرافي عن ’’إسرائيل’’.
معاصروا النكبة يحلمون بالعودة إلى منازلهم التي طردوا منها
أضافوا، اعتراف العالم ولو في إطار مماثل لما تم عليه الأمر في مؤتمر أنابولس سيمكن ’’إسرائيل’’ لاحقاً من معالجة مسألة اللاجئين الذين لن يسمح لهم بالعودة بموجب هذا الاعتراف، وجعل القدس المحتلة لليهود فقط.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية أيهود أولمرت ووزير الحرب أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الأركان جابي أشكنازي ورؤساء أجهزة الاستخبارات، اشترطوا في وقت سابق على قيادة السلطة الفلسطينية الاعتراف بيهودية ’’إسرائيل’’ للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال أولمرت: لا أنوي المساومة بأي شكل من الأشكال على مبدأ الدولة اليهودية، وسيكون ذلك شرطنا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال أولمرت إنه تحدث عن أهمية الموضوع في مباحثاته مع سياسيين أوروبيين وأمريكيين، ولمس منهم تجاوبا.
ويرى مراقبون أن مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بـ ’’إسرائيل’’ كدولة يهودية قبل الاتفاق على مناقشة ملفات الوضع النهائي ، يهدف الى أمرين..
الأول: رفض غير مباشر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، بحيث تكون عودتهم إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، لأنهم بالمنطق الذي ينتهجه الإسرائيليون فلسطينيون وينبغي أن يعودوا للدولة الفلسطينية لا للدولة اليهودية.
الثاني: توجيه رسالة إلى فلسطينيي الداخل بالتوقف عن تعرية زيف الدولة اليهودية الديمقراطية، والتنازل عن مطالبتهم بتغيير طابعها، وقبولها كما هي، وتوجيه رسالة إليهم مفادها أن لا تكونوا كاثوليكيين أكثر من البابا، إذا ما حصلوا على هذا الاعتراف من القيادة الفلسطينية.
فلسطينيو 48 يحذرون
كان قادة الفاعليات الوطنية والإسلامية داخل أراضي 48 أكدوا رفضهم القاطع للمطالبة الإسرائيلية من السلطة الفلسطينية بالاعتراف بـ ’’إسرائيل’’ كدولة يهودية محذرين من التداعيات الكارثية المترتبة على ذلك بالنسبة لهم ولحق العودة. واعتبر النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي واصل طه المطلب الإسرائيلي تفجيرا للمفاوضات، ولفت إلى أن قضية ماهية الدولة هي شأن المواطنين فيها منوها برفض فلسطينيي 48 ليهودية الدولة ويطالبون بأن تكون دولة كل مواطنيها.
من ناحيته، أوضح النائب محمد بركة أنه كان توقع مثل هذا السيناريو وقال أن طرحه اليوم والإصرار عليه يعني وضع العبوات الناسفة من العيار الثقيل بغية تفجير المسيرة السياسية مستبعدا وجود مفاوض فلسطيني واحد يوافق على ذلك. وشدد بركة على خطورة الموقف الإسرائيلي وأشار إلى أن الموافقة الفلسطينية على يهودية الدولة تعني وضع علامة سؤال على مواطنة فلسطينيي 48 وتفتح باب ترحيلهم وتشطب إمكانية الحديث عن حق العودة، وأضاف: القبول بيهودية إسرائيل أقسى وأبعد مدى من طرح إلغاء حق العودة.
من جانبه، شدد رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح على ضرورة إبداء موقف فلسطيني غير متلعثم حيال هذه القضية الخطيرة لافتا لتداعياتها الكارثية على مسيرة القضية الفلسطينية. كما أكد النائب إبراهيم عبد الله أن المطالب الإسرائيلية وقاحة تنم عن منطق أعوج، مشيرا الى أن دولة الاحتلال لا تعترف بشيء يمكن أن يؤسس لدولة فلسطينية ولا تفصح عن رأيها حيال كثير من النقاط.
واعتبر النائب أحمد الطيبي أن مطالبة إسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية تمثل موقفا سخيفا ومناكفا يدلل على أن مؤتمر أنابولس لا يتجه لأي اتفاق وأن الإسرائيليين يفاوضون ذاتهم ويزاودون على بعضهم البعض.
[/align][/frame]