التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,838
عدد  مرات الظهور : 162,281,266

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 04 / 2009, 00 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

Thumbs up رواية دموع الخريف

"دموع الخريف"
هذه القصة أرويها وأنا ألاحق الفصول وأرتدي رداء بلون فيه ذكريات محفورة في
الأعماق لم يمحهها مرور الأيام وتعاقب السنين
العاصفة الأولى
الفقرة الأولى
ــــــــــــــ

عندما كانت" سعاد "عروسا شابة سعيدة بزوجها تسْكُن حِوْلَ وادي الَصَّفا
كانتْ َتْحلم أحلاما وَرْديَّة عن ِطفْلٍ سيأتي بعد ستة أشهر، وكان "سلمان" يُحاوِلْ أنْ يَفْرش لها بِساطا مُزَرْكَشا بألوان ُمَموَّجَة بالَبهْجَة والسُّرورْ ، كان البيت مملوءا بالدِّفْء ،والَحنان
كان زَوْجٌا مُخْلِصْا مُحِبا ، وما أجْمَل أنْ يَكون الرَجُلَ ظِلٌا وسَكَنا لزَوْجَته ....هكذا كانت
حياتَهُما .. نموذجا للزَّواجْ المثالي
ـ
كان الَخريف يَدُقُ بابه لِيُلَمْلِم وُرَيقَات وَسْط البَرَارِي بالأحْمَر والأصْفَر والذي كان يُزَيِّن الشَّبَابِيك مِنْ شجر الصَفْصاف وكانت الأَشْوَاق تَرُفُّ على الجدران تَنْتظر فيها إلى حِضْن أشجار مَنْزلهم في الوادي ،هذا المنزل المسْتَكين بصفاءٍ وأمان ، وما هي الدنيا بطفل تملأه حبا وحنانا
الفقرة الثانية
ــــــــــــــــ
إلى أنْ جاءَ ذاك اليوم الذي حانت فيه وِلادَة سُعاد، كانت الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة ،وقد خرج "سلمان "ليُصَلِّي الُجمْعة في مسجد آخر بعيد عن بيته. ليزور ابن عمه المريض والذي يَسْكُن في ذلك الَحيْ البَعِيد
وفي تلك اللَّحظة رَفَعَتْ" سُعاد" سَمَّاعَة الهاتف
فيردُّ عليها" “ وَالد زوجها الشَيْخ محمد" ْبصوت مُتَحَشْرِج خَائِف
-"هلا ،أهلا" يا ابنتي ..كيف حالك؟
صمتت بُرْهَة ثم ثمَّ قالتْ :
-الحمد لله، الحمد لله، أحْبَبْت أنْ أَسْأل عَنْ سلمان .. هل مرَّ عليْكم ؟
أَيْقَنَ أنَّ هنالك شيْئا غامضا ، فأجابها بسؤال:-
- خيرا ان شاء الله؟ .
ثمَّ اسْتطَرَدَ :
-أنا لم أقابله اليوم في المسجد كعادته .
وبهدوء أجابها:-
- "لا تجزعي ، لا تجزعي "ربما يزور أحد الأقارب ،أو أنه فى مكان ما .
ثم سألها :
- هل من مساعدة؟
توقفت الكلمات في حلقها، ومنعتها غصة .
فقال الشيْخ :
- هل بك شئ ؟
ردَّت بِسرعة :
"لا شكرا، شكرا"، وسلامي للجميع .
هي تعلم أنه ضرير ، وأنّ زَوْجَته امْرَأة كبيرة في العمر و ليس لها حيلة .
هَرَعَتْ سعاد للهاتف النَّقالْ، ولكنْ لا ..مَحالْ ..فالشَّبَكَة منقطعة .
تَراجَعت سعاد للْوَراء خائفة مرتعشة ، فَتَعَثَرتْ بِكُرْسي، و وَقَعت أرْضا ثمّ صرخت من الألم والخوف . حاولت أن تَسْتَغيث فوضعت يدها على بَطْنها خوفا على ابْنها الَّذي ما زال جنينا في أَحْشائها مخافة أنْ يُصٍيبه أَذى
ولكنْ لا جدوى و ما مِنْ مُغيث.
الفقرة الثالثة
ـــــــــــــــــــ

كان "سلمان" بِطَريقه للمنزل ، ولكنْ هَبَّتْ الرِّياح بِشِدَّة و الغُبار غطَّي الزُجاج مِن حَوْلِه ولم تَتَضَّح لَه الرؤْيا فَتَمَهَّلَ حَذرا ، وطال الطَّريق فضلَّ بعض المخارج .
مرَّتْ سيَّارة من طريق منزل "سلمان" في الوادي ثمَّ وَقَفتْ عندما لمحت ذلك المكان المسْتَنيرْ ،وجاء هو مُسْتغيثا لم يُدرك ذلك الرَجُل أنَّ هنالك من يصرخ و يَسْتغيث ..
كانت الأشْجار مِن حَوْل المنزل كثيفة تَلوح إلي اليمين واليسار وسرعة الريح تُسابق الوقت العَصيبْ ،فلمحت "سعاد "جسداٍ من وراء الزُجاج
وصرخت بِصوْت لم يُسْعفها. "آهْ،.آهْ."
يا له من موقف مُرعب خًفيْ
ــــــــــــــ
استمرَّ الرجُل يَدقُّ الباب ولم يدرك ماذا تخْفي له أسْرار هذا المنزل من صَمْت رَهيب مُوحِش في جَوّ كئيب ، وعندما أَزاحَ الغبار من زُجاج النَّافذة وَجَدَ "سعاد "
تَتَلَوَّى وتُنادي مستغييثه: .يا إلهي ، يا إلهي
فما كان له إلاَّ و أن كَسر الباب بحديدة ودفعه بَكَتْفَيهِ ، ثمَّ وجدها تَتصبب عرقاً من جَبينها ومن بين أَهْذابِها، و مَدامِعها تَمتزج ِبَملامِح وجهها
الْتَفَتَ الرَجل من حَوْلِه فلم يَسْمع صوتاً بالدَّار ،.فنادته : "أرْجوك، أرجوك" أيها الغريب أغثني لأقرب مشفي ألدْ فيه
كان هذا الرجُل لِصٌا يُريد أن يَسْرق ما في هذا البيْت من قبْل أنْ يَأْتي ..
وعندما كَشَفَ عن ما في هذا المنزل اسْتفاقَتْ أحاسيسه عن الشَّر الذي كان يَنْويه.
"فكانت هي صَحْوَة الضَميرْ"


وفي ذلك الوقْت العَصيب كانت عَيْنَا سلمان لا تزالان مُغلقتَيْن ، والرُؤْيا تَقْهَر رُؤْياه العاصِفَة به وهو عالق في مكان مجهول ، يبحث عن مَنْفَذ يَتَوصَّل به إلى منزله بين شوارع مُتأَجِحَة الُخطُوط تَتَلاعَب به في عالم خَفِيْ وعلامات الإِسْتِفْهام َتموجُ بين تلك الرِّياح ومن فوق الَأرْض .
وهو في الطريق يسير" شيئاً، فَشيْئاً "ارْتَطَمَ بِعامود كَهْربائي فاشْتَعَلَت سيَّارَته بِلَهيب ثَائر بين سماء لاتقْترب وأرْض لا تَكفي ، هنالك عَلَقَت به روح تَضْمُرها الُحدوس .
من سيُزيل رائحة الموت الُمرْتمي من بين الشَّجر الصامٍت؟
و نيران الآهات تُلاحق لحظات الفراق بعاصفة بدون سِوارْ و بين أحضان الغيوم السود .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ملاحظة"لقد كتبت هذه القصة في عدَّة منتديات ولم أرسم نهايتها وان شاء الله سأكملها في هذا المنتدى الأدبي الراقي"
"وأتمنَّى أن تعجبكم...وأطمع بأن تقدموا لي أجمل هدية بنقدكم ورأيكم بها فمن يكتب كمن يقرأ والعكس .
يتبع انشاء الله
خولة الراشد
"لا تقف حائراً أمام ما تُريد أن تَفعله المهم أن تبدأ عند اكِْتِمال الفكرة"

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 09 / 04 / 2009 الساعة 18 : 03 PM.
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 04 / 2009, 43 : 11 AM   رقم المشاركة : [2]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: رواية دموع الخريف

العزيزة خولة الراشد

بداية موفقة ان شاء الله

قرأت واستمتعت وجذبتني سطور القصة لأعرف ماذا يجري فيما بعد

لدي شغف كبير لمتابعة التتمة

انتظرك يا خولة فلا تتأخري

شكرا واتمنى لك كل السعادة والنجاح
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2009, 56 : 06 AM   رقم المشاركة : [3]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: رواية دموع الخريف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي ميساء لقد سعدت بمشاعرك التي عكست علي الحماس لمواصلة القصة
فمرورك يعني لي الكثير وكلماتك تثير قلمي وترفع بي للأرقى
مرة أخرى أشكر متابعتك للقصة
وأتمنى أن نكون معا بين السطور

( التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع أن نقاطع بها أي متحدث دون أن
نثير غضبه )

خولة
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2009, 33 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية دموع الخريف

بداية مشجعة لقصة مشوقة مفعمة بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية .. طبعا الإصرار و الارتواء من تجارب القصاصين الكبار كفيل بصقل كل موهبة وتنمية المعارف في المجال القصصي ..
أختي خولة يراودني إحساس أنني مقبل على نصوص تزخر بالتشويق و الإثارة ، وهذا ما سيجعلني نستمتع ..
بكل المودة و التقدير
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 04 / 2009, 25 : 10 PM   رقم المشاركة : [5]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: رواية دموع الخريف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي رشيد
ــــــــــــــــ
كان لي الحظ أن أمطرت كلماتك على خريف روايتي ، فاستنشقت منها رائحة رطوبة وعَذْب كلامك.
فمن نكون من غير كبار القصاصين فهم مصدر دعمي،
فمن يكتب كمن يقرأ..والعكس
حقا أشكرك
مع فائق احترامي

ــــــــــــــــــــ
خولة الراشد
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2009, 07 : 04 PM   رقم المشاركة : [6]
ناجية عامر
زجالة / تكتب الشعر الزاجل والمحكي باللهجة المغربية

 الصورة الرمزية ناجية عامر
 





ناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond reputeناجية عامر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية دموع الخريف

[align=center]
السلام عليك و رحمة الله تعالى وبركاته

أصفق لك الأستاذة خولة الراشد بحرارة و أشجعك على المزيد
قصة رائعة فعلا لكنني أطمح لمعرفة النهاية

محبتي و تقديري
[/align]
ناجية عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 04 / 2009, 07 : 08 AM   رقم المشاركة : [7]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: رواية دموع الخريف

العاصفة الثانية
ـــــــــــــــــــــــ

الفقرة الأولى
ــــــــــــــــــ

هَلَعَ الجموع المحتشدة ليتعرفوا على الحدث الذى رجَّ الحيْ.. ..
إلى ذلك الصوت الآتي من بعيد ، هل هو اصصطدام !ام انفجار!

ولكن ما زال الغبار يُثير زَوْبَعَةْ من الرمال حتى صار السْفِلتْ تُرابيا يختلط بالحصى فيُعيق حركات الأقدام
و عن بُعْد أمتار استدلَّ إليه الجميع ،
يا إلهي،يا إلهي، ."لمم يعد للفكر مجال لم ..يعد للعقل مجال"،.. كل شيء اختلط بدوّامة تأتي وتروح حزنا وخوفا ما هو المصير؟
ومن تكون تلك الضحية المترامية من بين الزجاج والحديد ؟
،وقُيِّد الجميع بنظزات تلتقي نحو ذلك الجسد يتسائلون بأصوات تجلجل بزغيق قوي يدوي به تدافع الناس، ليتعرفوا إلى الحدث وأخذوا يُلَمْلَموا ما يحمله
سلمان من حاجيات ربما يصلوا إليه ؟
كان معهم رجل طويل القامة عريض المنكبين قويا
صلبا ذو هيبة وقوة" اسمه وليد." .......عندما
حدَّق بسلمان وجد أن ملامحه مختلطة بدماء ،
الفقرة الثانية
ــــــــــــــــــــــــ

حتى توصل هذا الرجل إلى محفظته المرميَّة وبداخلها
هويته
نظر وليد للإسم والصورة ،ذُهل ،و أخذ يلعق شفتيه بلسانه
ثم ارتعش حسره ،وتسارعت دقات قلبه ،

- شهق زعق ،استفزت كريات دماءه، وبصوت مرتفع قال:-
" لا، لا " أُصدِّق، إنه الممثل المشهور
"سلمان محمد"
كان وجهه في زوايا العتمة يطل من بين الزجاج المتناثر
أخذ البعض يتصل بالشرطة، والآخر يقطع الطريق ليغيثه ببعض المياه ،،أما الرجل ذو القامة الطويلة ، استقرَّ بجانبه خائفا حائراً ، ينظر إليه وتعتريه قَشْعَرِيرَة تهتَّز لها أشْلاء جسده وتنسل إلى شراينه، وأسئلة الخوف تلاحقه وتزاحمه وتنسل
في دماغه، حتى ارتعدت ركبتيه ، واجْتَثَّ على السِّفلْت وضَمَّه و مسح وجهه بِكَفيه ثم أمررهما على جسده
أخذ" وليد" يبحث عن أنامله التى تلاقت بأصابع
سلمان فما لبثت إلاَّ وأن استمدَّ حركتها منه ، فشدَّ عليه بقوة حتي بدأت شفتيْ سلمان ترْتعش فزعا ،ويُخرج لسانه ويحرِّكه في كل اتجاه وكان صوته يصوت بكلمات غير منتظمة تتناثر من
كل اتجاه والسُمْفونيَّة الصادرة من حَلقه يستنجبد بها أنفاسه المكتومة ،وعيناه تلتصقان بنظرات شاحبة تحولان تحت الأشياء وإلى الوراء ،و ترتدان خوفا ومن بين الأقدم وفوق الأتربة وحبَّات الزجاج ،
كل فكرة تحاصره بأشباح الموت ،وافترشت فى
أوعية دماغه

الفقرة الثالثة
ـــــــــــــــــــــ

مسح
وليد وجهه وبلَّل شفاه بقطرة ماء ليحي الأمل البازع....حتى وصل الإسعاف ووقف الجميع ،و الكل مُقْطَب الحاجبين، نافِر العروق والأعصاب مشدودة ،يلتقطوا الأنفاس فكفُّوا عن الصراخ ينظرون إلى بعضهم البعض ، والصمت يُغَلِّف نظراتهم
فتطلع
وليد إلى السماء بصفاء ، رافعا يديه لله ذو الجلال والإكرام ..ورافقه في سيارة الإسعاف وهو يمسح عن جبينه حبات العرق مرتجيا له الحياة
أما زوجته
سعاد كانت تعوم حزنا وجزعا تنظر إلى اللِّص ساهمة واجِمَة والدَّمع في عينيها بين مَدِّ وجَزْر..تتعطر ببعض الآيات لتزيل طَيْف الحيرة والخوف وتنعم بالأمان..فهي بين يدي رجل غريب
زَوْبَعَت من الحيرة والاضطراب تُعَرْبِد في نفسها وعقلها،
ثم َتْجتَثُّ في أعماقها، أغْمََضَت عينيها على شعور لذيذ في ابتهال ومناجاة ،لحظات و روح مقبلة إليها تنبض بالحياة ،سبحان الله حتى الجنين في عراك ،ولا يعلم أحد سوى الله رفعت
سعاد بصرها إلى السماء.فوجدت .رعد،،ومطر..وريح صافر..
شحب لونها وارتفع ضغط دمها
كان ذلك اللِّصُّ المغيث
اسمه فتحي كان في دوامة من الذهول و،شتات..وحسرات نادم، وكان يطري وجهه بنظرات عاتية وشلال الندم يخفق في خاطره
كيف كان سيسرق بيت هذه المرأة وهي تأمنه؟
لم تنطق شفتاه كان بحر يعوم بغم لَزِج.
- فارت دموع
سعاد من عينيها وتبللت شفتيها المرتعشان ببكاء مُرْ
وقلبها انتفض خجلا من هذا الرجل
- فقالت عندما نظرت إلى سيارة فتحي ا
- كيف ؟وإلي أين ؟
- هز فتحي رأسه
ثم انحنى ومد يديه ليحملها بسيارته فاستندت بجسدها المتعب على كتفيه وحملها نحوَ المرتبة الخلفية لتمتد عليها ثم تقدَّم يَخطو بِخطوه الثقيل ، ملهوفا يلهث ثم استقل سيارته
وعندما انطلق بها للمشفى
- عرَّفها بنفسه ..
- اسمي فتحي ثم قال لها بهدوء :
اطمئني سأكون أمين عليك يا سيدتي وما عليك إلا أن تتصبري

- فأضافة
سعاد بنبرة حزينة:
- أرجوك "أسرع ،أسرع" ..وعندما نصل اتصل بهذا الرقم .و اسمي الكامل ( سعاد عبدالرحمن)
كانت عقارب الزمن تمضي بتكاسل وتزحف بطيئة مثل السلحفاة
ارتبك فتحي ..فالشرطة تلاحقه باستمرار ...فالتزم الصمت .
وعندما وصل
فتحي، أَسْرَع بها لقسم الاسعاف ، اسْتلقت علي سرير عجلي يحملها إلى حجرة الولادة فقال لها الممرض :ـ
"استرخي، استرخي" يا سيدتي ،ولكنها بدأت ترسل صيحة" تُنفٍّس بها عن كل الكُربات ..صراخ قوي يندفع

الفقرة الرابعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت ولادة مبكرة اضطر الطبيب طبعا أن يقوم بعملية قيسرية ،،
ولكن.لا بد أن يوقع المرافق ،تلفت الممرض يمناه ويسراه ليبحث عن المرافق!فلم يجده..أمر بالعثور عليه فالحالة خطيرة ولا تتحمل الانتظار
- لمحه أحدهم شدَّه بقوة من يده ..قائلا:-
يجب أن تكمل البيانات وتوقع على العملية حالا
- ارتبك فتحي....وتلعثم قائلا: و"لكن، ولكن "
- فردَّ عليه رجل الاستعلامات قائلا:-
ما عليك لا تحمل هم المال ..
- أغمض فتحي جفنيه ثم تنفس بعمق وقال :- "حسنا، حسنا"
ثم اضطر أن يَتْبَعه إلي الاستعلامات وهو مُطَأْطِأْ رأسه ،وعينيه تلاحق أقدام ذلك الرجل خوفا أن يتعرف عليه أحد
كان الرعد هزيم يخترق أذنيه و خطوط كهربائية تتسلل من بين النجوم تُرسل أشعتها الوامِضَة لتُضيء المكان..انه المطر
- ردَّد رجل الإستعلامات رافعا صوته
لو سمحت،أعطني الهوية أو أي إثبات !وما هي صلة القرابة؟
- فأجاب فتحي على سؤاله خائفا
"أنا،أنا” ... ثم استطرد مرتبكا:-أنا أخوها وزوجها مسافر ..واسمها سعاد عبد الرحمن
ثمَّ وَضَع
فتحي يديْه بجيبه متظاهرا أنه يُخرج الهوية .. وقال له بارتباك :- لم أجدها ،ربما هي بالسيارة يا سيدي أتسمح لي أن أوقع حتى لا أعطلكم...
- فردَّ رجل الإستعلامات بعصبية :-حسنا ، حسنا ولكن لا تتأخر
وبعد أن وقَّع خرج ،لكنه لم يستطيع أن يتركها فاتجه نحو هاتف (الكبينة) ثمَّ
رفع السماعة
وأدار القرص ليحادث زوجها
- فردَّ وليد
من؟
- أجاب فتحي بسؤال
هل أنت زوج
سعاد عبد الرحمن ؟
- رد عليه وليد بتعجب لماذا تسأل وأنت المتَّصل ؟
- فصمت فتحي ثم تكلم بارتب
ك وقال : زوجتك تلد، ثم دلَّه على العنوان
وبسرعة أقفل السماعة..!
سبحان الله ..يا لهذا"
الرجل وليد" لقد قضى يومه مع سلمان وعائلته
أما
فتحي انتظر من خلف الجدار حتى يطمئن عليها ..فهو يشعر أنه المسؤول


*********************************

يتبع بإذن الله

خولة الراشد


"لا تقف حائراً أمام ما تُريد أن تَفعله المهم أن تبدأ عند اكِْتِمال الفكرة"
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 04 / 2009, 55 : 08 AM   رقم المشاركة : [8]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: رواية دموع الخريف

الغالية ناجية

حقا أشكرك على هذا التشجيع ، وعلى رقة مشاعرك فالتصفيق يعلو إذا ما ارتفع بنا الأدب إلى مستوى راقي، وأتمنى

لكِ التوفيق والنجاح

مرة أخرى أشكرك على التصفيق الحار

وسأتابع بقية الرواية بعواصفها إنشاء الله، وأتمنَّى أن تعجبكم


خولة الراشد
"لا تقف حائراً أمام ما تُريد أن تَفعله المهم أن تبدأ عند اكِْتِمال الفكرة"
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 05 / 2009, 43 : 09 AM   رقم المشاركة : [9]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: رواية دموع الخريف



العاصفة الثالثة


الفقرة الأولى
ــــــــــــــــــــــ
شَـبَـحُ الَخريف أطَلَّ في أُفق حائرة وافْتَرَشَتْ الجبال والسحب على الأغصان والتُّرب، ألوانٌ تَخْتَلج في العين وتسكن الأفكار هائمة بين أوراق عاصفة


مَضَتْ الساعات ولمْ يأتي أَحَد، وسعاد تعارك كطائر جريح، وبين لحظة، ولحظة تتساقط دموعها المالحة على خدَّيْها ووجهها الشاحب الممَزوج بسَيْل يَتصبَّب منه عرقاً

أَمْسَك الطَّبيب بيديه الباردة ليحْبس نبْطها ويطمَئنُّ على دقَّات قلبها. ويُغلق فمَّها بميزان الحرارة ، ثمّ أشعل الضوء ليَخلط الزُجاجات الصغيرة ويوخِز بها شرايينها، وهي تنظر بعيون زائغة نحوَ الوجوه الخائفة المحيطة بها


ثم أَبقى المصْل مُعلَّقا لتعويض السوائل المفقودة ،وركِّب الدواء و موجة التخدير في دمها ،حتَّى أخذ يدور بجسدها النحيل وهي تغمض عيناها


المتورِّمتان ، والقلب مُدَجَّجٌّ برائحة الرعب.


حَّتى صارت سعاد مشدودة نَحوَ الأفق البعيد ،لحظات تَمْتَدُّ في جسدها ومن


أمامها أَحْشاء طفلها الثَّائر،" ونور القمر الفضِّي يُضيء
بصرها المسْتَعْصي "


ودوَّامة الخريف تَقْهر المستحيل وتمضي على الغصون بحلم ظمآن. في ليلة شاجية ..


الفقرة الثانية


ــــــــــــــــــــــــــــــ
.حتى انْشَغَل فتحي بها عن نفسه فلمْ تكن له مسرَّات ومن أين له المسرَّات وهو هارب من ظله ومشاعر الخوف
تطارده


وعلى الرغم من ذلك نَسيَ مشاكله وهمومه


ومشاعره الُمتَنَاقضة، واصْطَرَع معها بالخوْف والرعب والاشْمِئْزاز،


ساعات من الندم والَحسْرة والتساؤل وأعمال الفكر تحيط به وبِسلوكه المضطَّرب والمتناقض، حتَّى غزته حُمَّى من الأفكار السوداء


التفت فتحي إلى الوراء ثمَّ أسْند ذقته براحتيه، إنه يحسُّ بإرهاق شديد، تذكر أنه لم يَنمْ ليلة أمس حتّى حان وقت آذان الفجر، نادى الرجال بعضهم البعض للصلاة .في مُصلّى المشفى، فذهب فتحي إلى دورة المياه ثمَّ فتح الباب كان


العامل الأَسْيَوِيْ يحمل الممْسحة مُحدِّقا عينيه بفتحي ، فازداد اضّطِرابا


ــــــــــــــــــــــــــــ
وعندما دخل للصلاة، شعر وهو يقرأ الفاتحة وكأنه يقرأ في جريدة يومية، كان يقف أمام الله عز
وجل بخجل،


ـ فبدأ يوبخ نفسه


ـ من أكون؟
وأين تلك القداسة والخشوع التي كانت تنْزل عليَّ منذ زمن بعيد من قبل غفوتي ؟


ثمَّ بدأت تلفح كيانه لحظات


مؤجَّجة تدخل في صلاته ،حتى القبلة يشعر حيالها هذه الليلة بأنه "غريب، نجس، لصٌّ"، في محرابها الطاهر .


فرمى بنفسه علي الكنبة وهو مرهق الأعصاب ثمّ أسند رأسها إلى الوراء متخفيا ،ولما وقعت عيناه على المصحف الكريم سَرَتْ بجسمه قَشْعَريرة رهيبة رجفت لها أطرافه


وقبل أن" يخْطو ،خطوةٌ "واحدة رفع كفيه إلى السماء ليغفر الله له خطاياه ، ثمّ نظر من النافذة المشِّعة، ومدّ يديه للغيوم و دعا لسعاد أن تقوم بالسلامة حتَّى انكشفت السماء له.


بدأ الطبيب بالعملية بعد أن تبنَّجت سعاد ، ثم أخذ المشْرَط ليَقُصّ به الجزء السُّفلي من بطنها وُيخرج الطفل بكل تمهل وحذر حتّى سالتْ بعض الدِّماء ،ثم أدخل كفَّيه ليخرج الطفل فإذا بصوتة، يصوت
أخذ الجنين يصرخ بأول صرخة إنها روح جديدة

******************************************

الفقرة الثالثة




وبعد كرب دام ساعات... سمع فتحي من غرفة العمليات سيمفونية لحن طفل جديد ...فخرج الطبيب
ـ طبطب على كتفيه مستبشرا :-


مبروك، مبروك لقد رزقكَ الله بفتاة


كانت الساعة الخامسة من فجر يوم السبت الموافق ١٢من نوفمبر ٢٠٠٨


التفت فتحي إلى الوراء واستند إلى الجدار متخفيا و دعا ربَّه حمداً وثناءً على سلامتها


ثم ذهب لسعاد بعد أن استفاقت من البنج وبارك لها من وراء الستار ،قائلا :ـ-
مبروك، مبروك "يا سيدتي لقد رزقك الله بفتاة وأتمنى أن تتربَّى
بعزك وأن تكون مثلك
ـ فردَّت عليه:-
بفرحة ممزوجة بالدهشة والسرور


شكرا لكَ ،وشكرا لكل ما فعلته لي من مساعدة ...



ثم استطردت باستحياء وسؤال :جزاك الله
خيرا أيها الطَّيِّب
أعلم أنني قد أثْقَلْتُ عليك
ولكن هل اتَّصلت بالرقم الذي أعطيته لك؟؟؟


هز فتحي رأسه متلعثماٍ

"نعم ، نعم
لقد اتصلت وقال لي أحدهم أن زوجك قد سافر لمهمة عاجلة
ولكنه
لم يكن صادق ،فهو لم يحاول مرة أخرى خوفا من أن ينكشف

رنَّ جوال" سُعاد"
فاستدارت سعاد إلى جانبها الأيمن ومدت يدها اليمنى


ولكن أسرع فتحي والتقط الجوال

كان المتحدث وليد ..
وهو من أسعف سلمان، و قد حصل على رقم هاتف سعاد من المكالمة الأخيرة الصادرة من جوال سلمان.


وعندما رد عليه فتحي ، صمت لوهلة ثم نطق


" ألو ، ألو "


كان فتحي يتظاهر بضجيج ،وبصوت متقطع


فأجابه وليد ذاهلاً

من معي !

ارتبك فتحي
. ـ ثم استند إلى الجدار وبصوت خافت قال :-


مبروك، مبروك.. لقد رُزقت بفتاة وزوجتك تنتظرك


ـ فسأله وليد ثانية وقد بدت استنتاجات في ذهنه:-
كيف.. ومتي ..و ما صلتك بها ؟؟


ـ تلعثم وضلّ ثوان معدودات ثمّ قال:-

" أنا ،أنا " .أخوها

ـ فقاطعه وليد بسؤال ثاني:


هل أستطيع أن أكلمها


و دون أن ينتظر فتحي رَدَّهُ .....أقفل السماعة


ثم شدّ بالإبهام على المفتاح الأحمر الجوال حتى يكون غير موجود بالخدمة ، خوفاً من السؤال والإحراج
ثم وضعه بعيدا
عن طاولة سريرها.


فعلت قسمات وجه سعاد الاستغراب لهذا الحديث

***************
بعد أن خرجت سعاد من العناية المركزة دخل عليها فتحي ثانية


متسحبا واضعا كفَّيه على وجهه متخفيا وهو يمسح بعرقه


المتصبِّب من جبينه وخُصلات شعره مرشوقة بماء مُفْحم


وعندما لمحته سعاد ابتسمت له وأسدلت بحجابها ...فانشرح قلبه ..
إنها
قلوب العباد بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء ،لقد عاد فتحي لتربته الفاضلة...

وكأنه على سفينة نجاة أنقذته من هول العذاب وعادت نور البسملة تُطلُّ من شفتيه



و وجهه المشرق ، وأخذ يخفق قلبه وكأنه لم يخفق في حياته، فَجَرَتْ دموعه فرحا بطفل سعاد القادم ، وعانق الطفلة عناقاً حاراً ،


ثمَّ صاح مسرور بطفلتها

"الحمد لله ، الحمد لله"


وبعد أن صلَّ الفجر جلس يقرأ القرآن منتظرا شروق الشمس لقد خرج من ظلمة الضياع...


وفي هذه اللحظة دخلت الممرضة عليهما وهي تتبسم بسمة شاركت بها فرحة سعاد ، حتى أُشعلت منها شعلة أضاءت ظل من وجهها المستدير ،


فبدا مُشّعا ناصعا كأنه في السماء قد أكمل يومه الرابع عشر.

ـ ابتسمت الممرضة وقالت بلطف، هل اخترتِ اسما لها ؟

تلفتت سعاد وحَزُنَت، فلم يكن زوجها يشاركها فرحتها..


وبدت ُتحدِّث نفسها الحائرة ...
كيف لي أن أسميها وأنا لا أعرف ما يحلم سلمان باسم !


كيف لي أن أسمي ابنتي دون علم من أباها!


فالتفتت إلى فتحي باستحياء وخجل ،وحجابها ينسل منها ، تنتظر أن تسمع كلمة واحدة منه،



فقطع فتحي عليها تفكيره وقال :-

أليست هي حلمك ؟


هزت سعاد رأسها بالإجابة وقالت :



[align=center]" طبعاً ، طبعاً "[/align]

فنظر إليها قليلا ثم أردف مسرورا :-

إذاً فلتكن هي


"أملك "






تبسمت الممرضة : بلطف وقالت :-



صرقت "آ مال " اسم جميل


فَسُجِّل اسمها


"آمال سلمان محمد "

ما أجملها من لحظة




*****************************************

يتبع بإذن الله


"لا تقف حائراً أمام ما تُريد أن تَفعله المهم أن تبدأ عند اكِتِمال الفكرة"



خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة) هدى نورالدين الخطيب الرواية 10 19 / 05 / 2019 46 : 10 PM
قراءة ثانية في رواية حسن حميد تعاليْ نطيّر أوراق الخريف ـــ خالد أبو خالد خالد أبو خالد نقد أدبي 1 14 / 04 / 2014 54 : 06 PM
دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة خولة الراشد الرواية 8 21 / 09 / 2010 16 : 07 AM
دموع الخريف ..العاصفة الثامنة خولة الراشد الرواية 0 24 / 05 / 2010 50 : 02 AM


الساعة الآن 10 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|