الآرامية
الآرامية :
الآرامية إحدى اللغات السامية الشمالية الغربية التي بدأت في الانتشار في الشرق الأدنى مع ظهور الأقوام الآرامية في الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد. ثم شاع استعمالها بين شعوب كثيرة, وحلت محل الكثير من اللغات السامية الأخرى. ومما ساعد على انتشارها الواسع تبني الدولة الفارسية الأخمينية لها, حتى أصبحت اللغة الرسمية في عهد داريوس الأول(521-486 ق.م) في مختلف أنحاء الإمبراطورية التي امتدت من الهند إلى الحبشة .
انقسمت اللغة الآرامية إلى شرقية وغربية , وانتشرت الغربية في فلسطين والمناطق الغربية , وشاع استعمالها بين الناس حتى تغلبت أخيرا على اللغة العبرانية , وحلت محلها. وأصبحت للآرامية في فلسطين منزلة رفيعة , حتى بات تعلمها من مستلزمات الوصول إلى المراكز العليا في البلاد, وكان الملوك ووزراؤهم ومستشاروهم وكبار رجال الدولة يقبلون على تعلمها. وظهر أثر اللغة الآرامية واضحا في أسفار التوراة , ولاسيما في أسفار حزقيال ودانيال وعزرا وإستر .
وتأثر بها كتاب الأمثال ونشيد الإنشاد. كما ترجمت أجزاء من هذه الأسفار إلى الآرامية . ولعل أشهر مادون باللغة الآرامية "الترجوم" الذي يضم أجزاء كثيرة من التوراة . ويبدو أثر الآرامية في التوراة العبرية واضحا في المفردات وفي الصرف وصياغة الجمل, وفي عدد من الصيغ الشعرية. وصاحب استعمال اللغة الآرامية استخدام الخط الآرامي الذي جل محل الحروف الفينيقية القديمة في تدوين أسفار التوراة .
وتقسم اللغة الآرامية عادة إلى قديمة , تعود إلى ماقبل القرن الثامن قبل الميلاد, ووسطى بدأت حوالي سنة 300 ق.م . وظلت مستعملة إلى أوائل العصر الميلادي. واكتشفت كتابات مدونة بهذه اللغة في مدينة القدس, ودونت بها أغلب ترجمات التوراة ومخطوطات البحر الميت . أما اللهجة الثالثة فهي الآرامية المتأخرة التي أصبحت لغة السيد المسيح وأتباعه النصارى, وكتبت بها الأناجيل على مايرجح. وانتشرت هذه اللهجة في مناطق حماة وتدمر والأنباط, ثم توارت بعد ذلك بسبب انتشار اللغة العربية . أما الآرامية الشرقية فقد شملت اللهجات السريانية والمندائية والآرامية التي دون بها التلمود البابلي . وكانت السريانية أهم هذه اللهجات , إذ صارت لغة الكنائس في سورية ولبنان والعراق , ودون بها أدب جم , واستمر استعمالها إلى القرن الثالث عشر للميلاد, عندما حلت اللغة العربية محلها .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|