التاريخ الذي نقرأه بعدما عبث به العابثون ليس كتاباً منزلاً من السماء حتى نسلّم به و نبدأ في أبحاثنا من منتصف الطريق كما حدث حتى اليوم!
كل باحث عربي قام بجهد في مجال الأبحاث مشكوراً لكنه للأسف أمسك العصا من وسطها و بدأ من منتصف الطريق معتبراً إسرائيل التاريخية المزعومة/ أمة بمقياس الأمم جنساً و نوعاً و حضارة إلخ، حقيقة دامغة مسلّم بها.
لنضع الأمور في نصابها و نبدأ عملية البحث بالشكل الصحيح علينا أولاً أن نفهم أن:
1) اليهودية عقيدة دينية و حركة اجتماعية قامت بمنطقتنا ليس إلاّ
2) سيدنا إبراهيم ليس أباً لليهود كجنس حتى نسلّم ونقصيه و كأنه أمة أخرى وبالتالي نحتاج لنثبت أننا من صلبه في فروع تقسيم العرب إلى قحطان و عدنان نسمي عرب عاربة ( أو العرب الحقيقيون ) و عرب مستعربة و نعني العدنانيون من صلب سيدنا إبراهيم (ع)، و كأننا نعمل على تضييع وتفسيخ تاريخنا بأيدينا من خلال التسليم بالتاريخ المدسوس المزيف الذي تمّ العبث به قديمه و حديثه و قد ترسخ في مناهجنا و عقولنا للأسف و تسرب حتى إلى عقائد قسم كبير منا.
لن أتحدث عن المسيح عليه السلام حتى لا أدخل في صميم مقدسات اخواننا المسيحيين و لكن اسمحوا لي أن أسأل هل سيدتنا مريم العذراء عليها السلام كانت كنعانية أرامية أو من أمة مختلفة كما يوحي التاريخ المزيف الموضوع لهدف خبيث جداً.
بعض المسلمين البسطاء يذهبون إلى نمط تفكير بمنتهى القبح و الوقوع تحت ربقة التزييف دون أن يشعرون
يا جماعة مسلمين و مسيحيين فكروا قليلاً ما الفرق و أي منطقي أكثر و هل يتنافى ما أذهب إليه في شيء حقيقة مع العقيدة الإسلامية عند المسلمين أو المسيحية عند المسيحيين أو أنها مجرد مسلمات ترسخت في الأذهان نرفض إعادة البحث فيها؟؟
المطامع وثقافة الغزاة قديمها و حديثها نسجت على إدخال تزييفها بجعل الأنبياء و المرسلين إما يهود أو من أصول يهودية بعد ترسيخ فكرة أن اليهود أمة منفصلة عن نسيج المنطقة و ليست عقيدة اتبعها بعض أهل المنطقة.
إن كنا نريد وجه الحقيقة و تخليص ثقافتنا و تاريخنا من التزييف فعملية البحث الحقيقية يجب أن تبدأ من نقطة الصفر
اسمحوا لي أولاً و لا تستغربوا الحديث عن أسطورة كنعانية/ أرامية قديمة جداً و ما رافقها من معتقدات و مفاهيم لعلها تضع أيديكم على ما أشرت إليه أعلاه لكي نعرف أهمية العودة إلى البداية و البدء من نقطة الصفر و إعادة صياغة تاريخ المنطقة و تخليصه من كل التزييف الذي علق به و ترسخ حتى بات و كانه الحقيقة الوحيدة التي نبني عليها
طائر الفينيق
الفينيق هو طائر أسطوري يعني الإنبعاث، و هذا النعت أطلقه الإغريق على الشعب الكنعاني الأرامي وفق ما تكشف وثائقهم القديمة
ونعت هذا الشعب بطائر الفينيق
ونعت هذا الشعب بطائر الفينيق، و معناه يتجسد في مفهوم " المنبعث من الرماد حياً "
و هو حسب الأسطورة، المنبعث دائماً بإشراقة الحياة أمام محاولات إفنائه و مهاجمته في أرضه بينما يصدر هو الإشعاع و النور و الحرف للعالم.
و فينيق الانبعاث، عقيدة كنعانية أرامية عاشها أجدادنا الكنعانيون آلاف السنين، كانوا يؤمنون بالإنبعاث من الموت و يضحون وفق معتقداتهم بالولد البكر على رجاء القيامة و هذا من قبل مجيئ المسيح عليه السلام بزمن طويل جداً.
آمنوا بالصلة الحميمة بين الإله الكوني العظيم، المطلق الأزلي و الإنسان و اشتهروا بممارسة التأمل و الزهد و تلاواة مناجاتهم له و الزهد والتضحية و التبتل الذي كانوا يفرضونه على أنفسهم و التي أثبتتها المكتتشفات الأثرية في أوغاريت و رأس شمرا، و يحافظون عليه إكراماً للتجسد الإلهي بعذراء بتول، و أليسار ملكة الطهر الكنعاني أحرقت نفسها حفاظاً على عفافها، و في جبل الكرمل المقدس عندهم كانوا يختارون مغارة حيث كانوا ينذرون الفتيات البتولات ليحلّ على إحداهنّ الروح القدس فيتجسد الإله الأزلي بها لتلده و يتجسد إنساناً بكراً ثم يموت تضحية للخطايا و ينبعث حياً ليكون طائر الفينيق
يتبع...