[خيري حمدان]

كان يعتبر نفسه أكبر مدافعٍ عن النساء، ولم يكن يترك مناسبة أو محفل دون أن يدلي برأيه ويصرخ بملء صوته دفاعاً عن المرأة!. هي الوردة والحلم المنشود. هي الفرح القادم من صمت الحياة الثقيل.
سألته عن اسمه فَرِحَة، فأجاب:
- سامِر. ودسّ في يدها بطاقة صغيرة تحمل رقم هاتفه.
لم تمانع بالطبع من أخذها وبخجل شديد أخفتها في حقيبتها الصغيرة.
- أرجو أن تستخدمي المعلومات الموجودة في البطاقة .. المرأة يجب أن تتمتّع بكامل حقوقها وأن تختار طريقة حياتها بحريّة مطلقة. لا تتركي قلبك وحيداً في زخم العواطف يا زينب. هذا هو اسمك على ما أظن. أليس كذلك؟
هزّت رأسها موافقة، ما أجمل حديثه؟ هذا رجلٌ مختلف تماماً.
كانت زينب شجاعة ومرحة وتفكّر بطريقة مختلفة عن قريناتها، وقرّرت سبر أغوار هذا الرجل .. قرّرت قراءة روحه والسباحة في مياهه العذبة. كانت تتوق للتواصل معه ومجادلته ومقارعته والنظر الى عينيه طويلاً. وكانت تتوق أن تضيع يداها الصغيرتان بين كفّيه القويّتين. كانت تتطلّع الى شفتيه وكأنّها نجم صباح تهتدي بنوره الى عالم اللّذة والإبداع والتألّق.
- ما أعذب حديثك .. أنت رجلٌ مميّز.
طوّقها بذراعه ومسّد شعرها طويلاً ولامست أصابعه ثدييها الناهدين .. وعندها أخذ الرجل يتحدّث عِوَضاً عن سامر.
- سحرك لا يقاوم يا زينب. وغرقت شفتاه في فمها.
تراجعت قليلاً .. أصابتها الدهشة حين شعرت بعالم الرجل يحتويها دون مقدّمات أو إشارات أو حتّى ..
- كنت أظنّك مستقلّة! هل تخشين من الحريّة يا زينب؟
- لا .. أنا لا أخشى حريّتي ولكنّي لا أرغب المضيّ الى السرير بهذه السرعة.
أدرك سامِر بغريزته أنّ الوقت لم يَحِنْ بعد لامتلاكها. لقد تسرّع بعض الشيء. إنّه اللقاء الأوّل. بعد بضعة أيام دعاها لمشاهدة إحدى المسرحيات الفكاهية. لبّت دعوته على عجل، ولم تسمح له بعد ذلك بسوى الامساك بيدها. طبعت قبلة على خدّه قبل أن يغيّبها الظلام ليس بعيداً عن المنزل. لم يهاتفها خلال الأيام القليلة القادمة، ولم يتواجد في الأماكن المألوفة حتى لا يصادفها أو يقابلها على عجل. شعرت بالإهانة واحتارت في تصرّفاته. وقرّرت الاتصال به فربّما كان مريضاً.
- لا يا زينب .. أنا بخير. ولكنّي بصراحة .. أشعر بأنّك تهضمين حقّي معك كرجل. أنا أحبّك وأعشق كلّ ما فيك حتّى غضبك ومشاكساتك ورفضك الخجول.
- لقاؤنا الليلة .. لا الآن .. هذه اللحظة. قالت زينب وقد أسقط في يدها.
أخذها بين ذراعيه وضغط جسدها ملهوفاً وسرعان ما تعرّى الجزء العلويّ من جسدها. كان يعصر ثدييها وينتقم للجوع الكامن في كلّ خلاياه الشرقيّة. كان يقبّل وجهها وشفتيها ..
ارتدّت الى الخلف فَزِعَة وصاحت قائلة وقد ضمّت يديها الى صدرها:
- انا عذراء يا سامِر .. أنت مسؤول عنّي الآن. هل نسيت أنّي امرأة شرقيّة؟ ماذا سأفعل دون عذريتي في هذه الغابة؟
- وحريّة المرأة المنشودة، والتمرّد والارتقاء ..
- لا .. هذا كثير يا سامِر .. تزوّجني أرجوك.
- حسناً .. ولكنّي سأمتلكك قبل ذلك.
- هل ستقدم على الزواج منّي حقّاً؟
- نعم .. أنا أحبّك وهذا جلّ ما أريد.
وكان له ما أراد. امتلكها تلك الليلة وفضّ بكارتها وأشبع رغبته، وفي اليوم التالي سارع لانجاز معاملات الزواج بعد أن حصل على موافقة أهلها. وبعد شهرٍ من الزمان أصبحت زوجته رسميّاً.
شعرت زينب بالراحة فقد تزوّجت الرجل الذي كانت تتمنّى ان تمضي ما تبقّى من حياتها برفقته. وأخذت تكتبّ القصص وتنظم الشعر. وكانت مفاجأته كبيرة حين أدرك بأنّ زينب أصبحت سيّدة المنابر وأخذت صورتها وقصصها تتصدّر الصفحات الأولى للصحف واسعة الانتشار.
- لماذا أجدك يا سامر حزيناً؟ أنت ستصبح أباً بعد بضعة أشهر.
- آه .. هذا ابني الذي تحملينه في بطنك وأحشاءك!
وكأنّه يعني عكس ما يقول. شعرت بالحزن والخوف يسيطر على روحها وكيانها .. إنّه يشكّ في إخلاصي له .. إنّه يظنّ بأنّ الطفل الذي أحمله بين أحشاءي ليس من مياهه. ربّما كانت مشاعرها خاطئة ولكنّه صاح في وجهها يوماً:
- حان الوقت ان تختاري ما بيني وبين المنابر والصحف. عليك أن تتخلّي عن كلّ هذا البريق الكاذب الذي اختلقته حول شخصك التافه يا زينب؟.
يا لها من صفعة .. سامر يخشى حريّتها وقدرتها على البقاء بعيداً عنه وعن عالمه. هي التي كانت وما تزال ترافقه الى قاعات المحاضرات وصالات المراكز الثقافية بالرغم من التعب الذي كان يُنْهِكها كانت تسارع الى المطبخ بعد ذلك لتعدّ له الطعام بينما يقضي هو ساعات طويلة في إجراء مكاملات مع أصدقاءه ليستمع الى كلمات منمّقة تعظّم شخصه وعبقريته. والآن تصبح زينب المرأة الضعيفة المتعبة والحامل في شهرها الخامس نجماً ساطعاً في سماء الأدب والإعلام.
- أريد مشاهدة بريدك الإلكتروني الخاصّ.
نظرت الى عينيه بازدراء وقالت بحزم واضح:
- لك ذلك. وسأذهب لأحضّر لك القهوة.
كتبت كلمة السرّ على عجل وظهر الرقم الذي يشير الى عدد الرسائل التي تنتظر القراءة والردّ. 120 رسالة وبعد ثوانٍ أصبح العدد 122 رسالة. تركته وذهبت لتحضّر القهوة. عادت إليه بعد بصف ساعة ووجدته واضعاً يديه على خدّيه وكأنّ نهاية الدنيا قد حانت.
- من هو عوض عبد الفتاح. من يكون سمير طبيل وأبو فريد والاستاذ سنان؟
- لا أدري يا سامِر. بعضهم كتّاب ومثقفين ومنهم المعجبين والمنافقين.
- وكيف حصلوا على عنوانك البريدي؟.
- نشرته في بعض المواقع من أجل التواصل الإبداعي .. ولكن كما ترى فأنا الآن لا أفتح الرسائل أو أرمي بمعظمها الى سلّة النفايات الإلكترونية. أردّ على جزء صغير منها فقط. أردّ على الرسائل المتعلّقة بكتاباتي وأقرأ العروض المقدّمة من دور النشر والصحف والمجلات.
لم يشرب قهوتها ذلك المساء، ومضى الى الفراش وحيداً دون ان يحادثها وأدار لها ظهره الليل كلّه. لم يهنأ بنومٍ هادئ تلك الليلة وكان يتقلّب كالملدوغ في الفراش .. وشخر وضرب حافّة السرير في حلمه وشتم وعربد واستيقظ والعرق يتساقط من جبينه.
- كان من السهل عليك التخلّي عن عذريتك دون زواج يا قحبة .. اليس كذلك؟
- لا .. لم يكن من السهل التخلّي عن حياتي وخياراتي يا سامر. وانا لست قحبة. هو الخيار الأول والأخير الذي اتّخذته في حياتي. خيار أن أكرّس حياتي من اجلك. كنت وما أزال لك وَحْدَك، لم انظر الى رجل آخر ولم اعرف سوى شفتيك وعالمك.
لطمها على وجهها وصاح:
- لا منابر، لا رجال، لا قصص ولا إبداع زائف .. هل هذا مفهوم؟
- عند المساء سنتحدّث.
- لا يوجد هناك مساء ولن اعود عن كلامي.
ومضى غاضباً مزمجراً. تركها شاحبة وحيدة كما لم تكن في يومٍ من الأيام، كانت كالغريق الذي يبحث عن قشّة في خضم المياه العاتية. كيف تقنعه بأنّها إنسان يعشق البيت الذي بناه ولن تحيد عن عشّ الزوجية؟ كيف تقنعه بأنّ الكتابة والإبداع هو حقّها الطبيعي وجميع هذه الرسائل لا تعني شيئاً. إنّه التواصل البسيط والحديث مع عوالم تحلم هي الأخرى في خلق جسرٍ من تبادل الآراء والتجارب؟ إنّها الحياة بيومياتها الحلوة والمرّة. هل هذا هو الرجل الذي عرفته قبل بضعة سنوات .. المدافع عن حريّة المرأة وحقّها في الوجود؟
لقد قرر وضعها في جحرٍ ضيّق وحكم عليها بالوحدة والعزلة المطلقة. ويحاول الآن انتزاع غذاء الروح من بين يديها. إذا كانت خطيئتها أنّها وافقت على معاشرته قبل وضع توقيعها رسميّا على وثيقة الزواج، فهي على استعدادٍ تامّ للذهاب الى مكّة وطلب الغفران والتوبة برفقته. لكنّها ليست على استعداد للتخلّي عن عالمها وأدبها مهما كلّفها ذلك من ثمن باهظ والذي قد يكون حياتها الزوجية.
عند المساء وجد ورقة على الطاولة وبجانبها وردة. كانت قد كتبت له بالبنط العريض:
- أرجو يا زوجي العزيز ان ترسل هذه الوردة الى حبيبي سامر.

[frame="15 98"]
الفاضل خيري حمدان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة رائعة لأنها تعالج مشكلا من الواقع .

كما أقول دائما أجمل ما في المرأة حياؤها وعفتها فإن فقدتهما ضاعت وتاهت وسط السراب و كل اللواتي هرولن وراء أفكار دعاة التحرر بل التفسخ والإنحلال كان نصيبهم اللطمات والركلات ...واستبدل الكلام المعسول بالشتم واللعن و..... إنها قصة ودرس وعبرة ... فيا فتيات هل تتعظن !!

هل تعلمن أن العفة نعمة والمرأة جوهرة مكنونة إن حافظت على نفسها .
لِما توضع الأمور في غير مكانها !؟
لما يسمى الزنا حبا ويتم اللقاء قبل الزواج ويتم العقد بعد الخلوة الشرعية ؟؟؟
لما هذا ا الإنحلال ؟؟
لما استضعفكم الشيطان فحللتم الحرام و حرمتم الحلال ؟؟؟
ومن هنا شاعت في المجتمع الأمراض النفسية و الجسدية : شك وإدز و....
وأثقل كاهلكم بالمشاكل التي أنتم من زرع بذرتها ....

الله المستعان .... الله المستعان

اللهم أصلح فتيات الأمة واجعلهن بالصحابيات مقتديات وأصلح شباب الأمة وردهم إليك ردا جميلا إنك ولي ذلك والقادر عليه .
هذا والله أعز و أحكم وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن والاه .
[/frame]

[خيري حمدان]

الفاضلة وفاء النجّار
كلّ ماتفضّلت به صحيح. ويبقى الحدييث عن حريّة المرأة شائك وطويل.
أنا أعتزّ بنساء أمثال خضرتك والفاضلة هدى الخطيب والقاصّة ميساء البشيتي والكثير من المبدعات والعالمات والخبيرات في أمور الدنيا والآخرة.
حريّة المرأة ليست سطحية الى هذا الحدّ.
المرأة العربية مهضوم حقّها وحتى من الناحية الصحيّة فبعد ان تلد المرأة خمس أو ست مرّات دون تنظيم للحمل وترك بضعة سنوات بين الحمل والآخر - يهزل جسدها ويبدو عليها الكِبَر والضعف لفقدان الرعاية المناسبة ونقص الفيتامينات والآملاح والكلس. وهذا حال عمّاتي وخالاتي والكثير من قريباتي والنساء اللواتي أشاهدنّ عند عودتي الى الأردن للزيارة كلّ صيف. لهذا فمن الضروري مناقشة الكثير من القضايا التي تكبّل حريّة المرأة العربية وفاعليتها في المجتمع وأنت أخصّائية في علم الأغذية، وأعتقد أنّ بامكانك الإفادة بهذا الخصوص
أشكرك على هذه المداخلة..

[نصيرة تختوخ]

ذلك الرجل الأناني الذي يستهويه أن يحل و يربط و يأمر وينهي لا يختفي وراء الكلام المنمق و الأقنعة إلا قليلا ليعود لدوره القريب من رؤاه و المنسجم مع ممارسته.
مع ذلك أظن أن المرأة بيدها الكثير رغم تعقيدات الواقع و أن أوهام التضحية و الحب و دعاة التحرر ومعسولي الكلام أول مايجب أن تحذره.
تحياتي لك أستاذ خيري

[عبد الحافظ بخيت متولى]

المبدع الرائع الأستاذ خيرى
تأتى هنا حرفية كتابة القصة بعيدا عن الدخول فى أنساق التغريب والتجهيل فى توظيف الخطاب القصصى لمعظم القصص وهنا ياتى درو اللغة مع الخبرة فى تفعيل الخطاب السردى بم يحمل هذا التفعيل من وعى بتقنيات القص والتعامل مع الجملة السردية وكيفية توظيف الضمر والسارد الضمنى كل هذا يص فى قصة اعتمدت على التصوير القصصى أكثر من السرد الحر فى رسمت عالمين متقابلين عالم الرجل الشرقى المصاب بال"شيزيفرونيا" دائما ففى الوقت الذى يدعى فيه التحرر والثقافة وويخطب كثيرا فى ضرورة احترام المرأة ككيان فاعل فى المجتمع وقد يلجأ إلى ارتداء الرداء المقدس وينادى من باب أن الإسلام احترم المرأة كل هذا يعفله ويتقنه وحين يعود الى بيته يخلع عنه هذه الأردية البراقة ويمارس على الزوج دور الرجل الشرقى القبلى البحت
وعالم المرأة التى أحبت وآمنت واستسلمت لكونها أحبت وضيعت كل معطيات شخصية المرأة ظنا منها انها امام رجل يعى ما يقول ويختزل المسافة بين القول والفعل هنا تبرز ديناميكية القصة والحدث الرئيس فيها وتتبدى الفكرة الخام فى القصة والتى تطرح بذكاء فنان واع قضية اجتماعية بطريقة عصرية وهى قضية العلاقة الآثمة وثمراتها المخيفة والمقذذة وبرغم دعاوى التحضر والعصرنة الا أننا مجتمع مدخله الفضيلة التى هى اساس البناء السليم للعلاقات الإنسانية وقديما قال ابن المقفع فى تفضل العرب على سائر الأمم فيما قال" هم قوم جعلوا بينهم شيئاً يرغبون في الجميل ويتجنبون به عن الدناءة ويحضهم على المكارم وصنع المعروف "
وعلى هذا الأساس قام المجتمع العربى ولا يمكن أن نطعمه بالقيم المادية الغربية مالم نرقى به الى مستوى ثقافى يقف به عند حدود مقولة " كيرك جورد" الرجل الثالث فى الفلسفة الوجودية التى تقول " تنتهى حريتك عندما تبدا حرية الآخرين" هنا يمكن أن نبرر دعواتنا لحرية المرأة والدخول فى شراكة العلاقة غير الزائفة بين الرجل والمرأة
وكنت ماهرا سيدى حين جعلت الحوار هادئا فى موقف يوجب الصراخ وحين كشفت شخصيات القصة من الداخل وتضافر الضمائر الذى كان الخادم الأول فى بنية الصورة القصصية لرجل وامرأة كل منهما يحاول أن يثبت ذاته بصدق او كذب
كم انت بارع ورائع وجميل
لك كل محبتى وتقديرى

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى المبدع الرائع الأستاذ خيرى تأتى هنا حرفية كتابة القصة بعيدا عن الدخول فى أنساق التغريب والتجهيل فى توظيف الخطاب القصصى لمعظم القصص وهنا ياتى درو اللغة مع الخبرة فى تفعيل الخطاب السردى بم يحمل هذا التفعيل من وعى بتقنيات القص والتعامل مع الجملة السردية وكيفية توظيف الضمر والسارد الضمنى كل هذا يص فى قصة اعتمدت على التصوير القصصى أكثر من السرد الحر فى رسمت عالمين متقابلين عالم الرجل الشرقى المصاب بال"شيزيفرونيا" دائما ففى الوقت الذى يدعى فيه التحرر والثقافة وويخطب كثيرا فى ضرورة احترام المرأة ككيان فاعل فى المجتمع وقد يلجأ إلى ارتداء الرداء المقدس وينادى من باب أن الإسلام احترم المرأة كل هذا يعفله ويتقنه وحين يعود الى بيته يخلع عنه هذه الأردية البراقة ويمارس على الزوج دور الرجل الشرقى القبلى البحت وعالم المرأة التى أحبت وآمنت واستسلمت لكونها أحبت وضيعت كل معطيات شخصية المرأة ظنا منها انها امام رجل يعى ما يقول ويختزل المسافة بين القول والفعل هنا تبرز ديناميكية القصة والحدث الرئيس فيها وتتبدى الفكرة الخام فى القصة والتى تطرح بذكاء فنان واع قضية اجتماعية بطريقة عصرية وهى قضية العلاقة الآثمة وثمراتها المخيفة والمقذذة وبرغم دعاوى التحضر والعصرنة الا أننا مجتمع مدخله الفضيلة التى هى اساس البناء السليم للعلاقات الإنسانية وقديما قال ابن المقفع فى تفضل العرب على سائر الأمم فيما قال" هم قوم جعلوا بينهم شيئاً يرغبون في الجميل ويتجنبون به عن الدناءة ويحضهم على المكارم وصنع المعروف " وعلى هذا الأساس قام المجتمع العربى ولا يمكن أن نطعمه بالقيم المادية الغربية مالم نرقى به الى مستوى ثقافى يقف به عند حدود مقولة " كيرك جورد" الرجل الثالث فى الفلسفة الوجودية التى تقول " تنتهى حريتك عندما تبدا حرية الآخرين" هنا يمكن أن نبرر دعواتنا لحرية المرأة والدخول فى شراكة العلاقة غير الزائفة بين الرجل والمرأة وكنت ماهرا سيدى حين جعلت الحوار هادئا فى موقف يوجب الصراخ وحين كشفت شخصيات القصة من الداخل وتضافر الضمائر الذى كان الخادم الأول فى بنية الصورة القصصية لرجل وامرأة كل منهما يحاول أن يثبت ذاته بصدق او كذب كم انت بارع ورائع وجميل لك كل محبتى وتقديرى

هناك تداخل في المفاهيم. هناك تضارب فيما نظهره من مشاعر ومن أفكار. نقول ما لا نفعل، نخشى أن نفكر بطريقة مختلفة قد تعري أفكارنا في مجتمع لا يقبل بالجديد أو على الأقل يخشاه كثيرا.
لهذا نخطئ .. ثم نخطئ مجددا ولكنا نخضع أخيرا لضغط المجتمع وهنا المصيبة.
التقدم الفكري ذو ثمن، ثمن باهظ إذا أردنا الاتقاء لنصبح مجتمعا صادقا نزيها وفاعلا
أشكرك أستاذي الكبير عبد الحافظ متولي لهذه النزهة العميقة في هذا النص، والعمل على تحليله إلى عوامله الأولية لفهمه وتوضيح الخفيّ فيه.
تقبل محبتي ومودتي الدائمة وعلى الخير نلتقي باذن الله