[align=center]مسرح الحرية ينقل الفن لمخيم جنين[/align]
تقرير : مهناز مراد/ اذاعة هولندا العالمية
"مسرح الحرية فتح شباكا للعالم، كان مخيم جنين مغلقا، لا يدخل إليه ولا يخرج منه احد." بهذه الكلمات بدأ جوليانو مير خميس الذي أسس مسرح الحرية في مخيم جنين في الضفة الغربية حديثه عن عمله وهدفه الذي انتقل به من "إسرائيل" إلى ذلك المخيم. مير خميس ظل يأمل أن يغير الكثير في المنطقة عن طريق مشروع المسرح ولكنه قال فيما بعد، "جنين غيرتني أنا."
"قامت أمي ببناء مشروع كبير في المخيم وجزء منه كان بناء مسرح الحجر عام 1990. هدم الإسرائيليون المسرح عام 2002 وقتل جميع أعضاء الفرقة آنذاك. وعندما شرعت بعمل فيلم أولاد آرنا عن قصة أمي وشباب المخيم عام 2003، بدأت حياتي بالتغير كما وحياة أصدقائي أيضا. وقررنا أن نعود للمخيم ونبني من جديد مسرح الحرية عام 2006."
هكذا تحدث المخرج المسرحي مير خميس عن بداية تأسيس المسرح.
نضال فني
أشار مير خميس إلى أنه لم يكن لأطفال وشباب جنين أدنى فكرة عن المسرح والسينما أو عن الفن بشكل عام وكان جل تفكيرهم ينحصر في "الحياة والموت".
يعتبر مسرح الحرية هو الأول في المنطقة والوحيد. يقوم المسرح بتنسيق عدد من العروض المسرحية التي يشارك أطفال المخيم أيضا في التمثيل فيها بجانب الكادر المسرحي المتخصص. يقول مير خميس: "يجب أن تكون المرحلة القادمة بالنسبة للفلسطينيين هي مرحلة النضال الفني والثقافي والعلمي، النضال الذي يعبر عن القيم الإنسانية."
يهدف المسرح، بحسب المخرج، إلى توفير مساحة لشباب وأطفال المخيم للتعبير عن أنفسهم بشكل حر، فهؤلاء "يعانون من ضغط نفسي كبير "، ويخلق المسرح في الوقت ذاته فرصة لهم للقاء أناس آخرين من بلدان مختلفة مما يساعد على التبادل الثقافي أيضا.
يتذكر مير خميس الجملة التي قالها احد هؤلاء المشاركين من شباب جنين في المسرح :"قال لي احمد الرخ وهو شاب يتمرن في المسرح على التمثيل، انه كان يريد الانخراط في العمليات الاستشهادية، ولكنه بعد أن عرف المسرح، أصبح لديه شيء يعيش من اجله." التغير الذي طرأ على تفكير احمد وكيف غيّر المسرح والتمثيل رغبة الموت فيه، ظل راسخا في ذاكرة المخرج، كونه ووفقا لوجهة نظر مير خميس "من أهم أهداف بناء المسرح في جنين."
عروض المسرح
المواضيع التي يأخذها المسرح بعين الاعتبار في عروضه، حسب مير خميس، هي حقوق الإنسان وكل ما يخص المجتمع بشكل عام، ويضيف:"من المهم أن نعرف إلى أين نذهب؟ وماذا نريد؟. وعن أي نوع من الاستقلال نبحث؟ ونحن نتناول كل هذه المواضيع في عروضنا المسرحية."
انشأ مسرح الحرية أول مدرسة تمثيل في الضفة الغربية، يسجل فيها كل من يهوى التمثيل ويتخرج منها بعد ثلاث سنوات بشهادة ممثل. يعمل في هذا الحقل التدريسي أساتذة من البرتغال، أميركا، إنكلترا بالإضافة إلى رام الله. ويؤكد مير خميس انه "بعد سنتين فقط سيكون الطاقم التدريسي محليا تماما."
يعمل المسرح على عقد ورش عمل مختلفة في مجالي الدراما والموسيقى للأطفال والشباب، حيث يقوم كادر العمل المسرحي بتدريب استشاريين من الشباب للعمل مع المشاركين من مخيم جنين. يوفر المسرح أيضا دورات في العلاج من خلال التمثيل المسرحي. مزرعة الحيوانات
يستعد المسرح في الوقت الراهن لتقديم مسرحية "مزرعة الحيوانات" للكاتب الإنكليزي جورج أورويل. الممثلون هم شباب وأطفال جنين ومن كلا الجنسين.
يقول الممثل الفلسطيني ومخرج هذه المسرحية نبيل الراعي، وهو خريج تمثيل ودراما من معهد التمثيل في الخليل، "مسرحية مزرعة الحيوانات عمل جميل يحمل العديد من المعاني التي تلائم الواقع وتتكلم عن تاريخ الثورة وقمنا بإضافات تناسب والواقع الفلسطيني من ناحية الطروحات والعرض." وأضاف الراعي "يشارك في هذا العمل المسرحي شباب من جنين يمثلون لأول مرة على خشبة المسرح."
يجد الراعي أن ظروف العمل في مسرح الحرية تحمل الكثير من الصعوبة في تحويل واقع الحياة إلى عمل مسرحي مع أناس لا يعرفون المسرح، "أجد انه نوع من التحدي في تعليم هؤلاء وفي خلق ثورة ثقافية نتحول فيها من منطقة فيها عشوائية في المقاومة إلى مقاومة عن طريق المسرح".
تفجير مختلف
تشارك ريم اللو، وهي مغنية فلسطينية، زميلها الراعي في مسرح الحرية حيث تقوم بتمرين الطلبة المشاركين على استخدام أصواتهم بشكل أفضل. تقول اللو عن عملها "أقوم بتمرين طلبة لم يكتشفوا الحالة الفنية في أعماقهم. وأحاول أن أطور مواهبهم وتوظيفها في عرض مسرحي وبشكل مهني."
يعتقد منتصر احمد (21 عام) احد أهالي مخيم جنين، المؤيدين لوجود هذا المسرح في المنطقة، إن مسرح الحرية أضاف الكثير لجنين "التي لم تعرف قبله مسرح ولا سينما ولا مكتبة"، ويؤكد احمد "أريد الانضمام لمسرح الحرية لأن أعمالهم هادفة وتعكس صورة جيدة عن الفلسطينيين. فالجميع لديه فكرة أن الفلسطينيين يقامون عن طريق العمليات التفجيرية ولكن المسرح يعطي صورة أن الكاتب والممثل يقاومان أيضا، ولكن بشكل آخر."