[علاء زايد فارس]

[align=justify]

ليمون ونعناعة!
"قصة حب مأساوية للكبار فقط"
بقلم علاء زايد فارس






كان ليمون يحب نعناعة حباً جماً وكانت نعناعة تبادله ذات الشعور، حبهما كان أسطورة من الأساطير؛ فهو حب تجاوز كل العقبات، وأهمها الاختلاف في الشكل واللون والعرق والرائحة والأصل والفصل .....وحتى المذاق!

لقد كانت كل الكائنات تشعر بأن قصة ليمون ونعناعة قصة حب مثالية ليس لها مثيل في هذا الزمان، لكن الحسد - كعادته - لا يترك شيئاً جميلاً إلا ويحاول جاهداً إفساده ما استطاع إلى ذلك سبيلا!


ذات يوم جاءت فجلة وهي تتبختر في مشيتها وكأنها تظن نفسها نانسي عجرم، وقالت لنعناعة كيف حال عشيقي السابق ليمون؟؟ أقصد حبيبك ليمون؟؟

غضبت نعناعة كثيراً وقالت لها:
يا فجلة "إلتمي وأوعى الجمبري يعضِّك" ليمون لا يعشق في هذه الحياة غيري أنا!
خذي شياطينك " يا فجولة " وانصرفي عن وجهي وإلا صنعت بك سلطة فجل!

فقالت لها فجلة بكل مكر:

أتدرين لماذا قشرتي تبدو حمراء؟؟
لأن ليمون يقبلني صباح مساء!

غضبت نعناعة غضباً شديداً، وذهبت إلى ليمون والغيرة قد أعمت عينيها تماماً وقالت له:

هيا يا حبيبي سآخذك في رحلة جديدة لم تر مثلها في حياتك..

- إلى أين ستأخذيني يا حياتي

- سآخذك إلى مدينة ملاهي أجمل بكثير من مدينة ديزني!

- مدينة الملاهي.؟؟
يا لها من مفآجئة جميلة!
حسناً حبيبتي هيا بنا نذهب...

أخذت نعناعة ليمون إلى مدينة ملاهي كبيرة، تسلقاً سوياً جدارها البلاستيكي، ثم جلسا على حافة حوضها الكبير..

فقالت له:
انزل يا حبيبي إلى الحوض واجلس على المروحة المعدنية، سأقفز إليك وندور سوياً حتى أفقد وعيي في أحضانك...

نزل ليمون وإذا بنعناعة توصل التيار الكهربائي وتصرخ في وجهه:
يا خائن ستلقى على يد " المولينكس" أسوء مصير
وستتحول في لحظات إلى عصير!

- نعناعة أيتها الحمقاء ماذا تفعلي؟؟؟

- لا شيء حبيبي الخائن، نصحني الطبيب أن أتناول فيتامين سي حتى أبدو جميلة أكثر!

- يا حمقاء الفيتامينات موجودة في صيدلية أبو العربي "مشي خمس دقائق من هون" فلا حاجة لك أن تعصريني!

- قال لي الطبيب أن الفيتامينات الطبيعية أفضل من تلك الأقراص المصنعة الموجودة في الصيدليات!

- دخيلك مين الي فهمك هيك؟؟
أنت جميلة يا حياتي، إن صرت أجمل سيصاب العالم بعمى ألوان...
بترضي العالم كله ينعمي بسببك؟؟


- أكاذيبك لن تجدي نفعاً وكلامك المعسول لن ينفعك بعد الآن، اذهب حبيبي في ستين داهية، وخلي فجلة تنفعك!

- الله يآخدك إنت وفجلة في يوم واحد

- قل لي يا خائن قبل أن تموت كم مرة قبلت فجلة حتى تصبح قشرتها حمراء؟؟

- يا غبية يا جاهلة ابحثي على "جوجل" ستجدي أن الفجل يولد بقشرة حمراء!

- يا كاذب مت هذا جزاء كل خائن!

- هذي آخرتها يا نعناعة تستعيني بالمولينيكس الفرنسي عليا؟؟
لمين بدك تطلعي يعني؟؟
أكيد لأمك الغولة نعنوعة، أشوف فيكِ يوم يا نعناعة يا بنت نعنوعة المنعنعاتي!

- مش حتشوفه يا حياتي لأن المولينكس متعدد الوظائف ما انعملش ليا أنا ههه

وتحول ليمون إلى عصير وانتهى أمره كمشروب ليمونادة استقر في معدة كائنٍ ما.....

حزن الجميع على رحيل ليمون، وأصبحت فجلة مجنونة تكلم نفسها وهي تسير في الحقول، وشاء القدر أن تكون نعناعة بالقرب منها ذات يوم وأن تصغي إلى هذيانها وهي تحدث نفسها قائلةً:

لماذا فعلت ذلك في ليمون ؟؟
هل لأنه كان يحبها ولا يحبني!
لماذا حدث ذلك لليمون ؟؟
لماذا قتلت حبيبي لأنه أصبح ملكاً لغيري؟؟؟
أنا أنانية أنانية أنانية

انصعقت نعناعة حينما سمعت هذا الكلام!

وفي رد فعل سريع جاءت نعناعة وضربت فجلة على رأسها فأغمي عليها وأخذتها إلى ذلك المكان الكبير الذي ترتاده الكثير من الأفواه الجائعة، وهناك وضعتها مع بعض الخضراوات وانتظرت حتى تأكدت أن سكين الطباخ قد طالتها وقطعتها إرباً إرباً على الطاولة، ولم تكتف بذلك بل انتظرت حتى شاهدت شوكة الزبون وهي تطالها من الصحن وتضعها في فمه ليمضغها رويداً رويداً ....


وبعدها ذهبت نعناعة إلى قبر ليمون، وأخذت تبكي وتقول له سامحني يا ليمون سامحني، أنا أحبك أحبك ولا عيش لي من بعدك أبداً بعد الآن...

سارت نعناعة في ذلك الشارع الكبير، ثم اتجهت إلى أقرب قهوة وجدتها في وجهها، نظرت باتجاه إبريق شاي ساخن يصعد منه البخار على تلك الطاولة التي تقبع على ذاك الرصيف، اتجهت إلى هناك وصعدت على حافته، ثم قفزت!



م. علاء زايد فارس
21/5/2012م


[/align]

[فاطمة البشر]

هههههههههههههههه
يا عيني عليك يا علاء ،
قطعت قلبي مع إنها حكاية خضرة ...
كم هي جميلة هذه الفكرة التي حملها طرحك ،
كل العلاقات الإنسانية على اختلاف أنواعها قائمة على الثقة المتبادلة ،
وبدون هذه الثقة لا يُكتب عمر لأي علاقة ...
دمت مبدعا متألقا "أ. علاء فارس "
ودي ووردي

[علاء زايد فارس]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر هههههههههههههههه يا عيني عليك يا علاء ، قطعت قلبي مع إنها حكاية خضرة ... كم هي جميلة هذه الفكرة التي حملها طرحك ، كل العلاقات الإنسانية على اختلاف أنواعها قائمة على الثقة المتبادلة ، وبدون هذه الثقة لا يُكتب عمر لأي علاقة ... دمت مبدعا متألقا "أ. علاء فارس " ودي ووردي

أنا بعد هي القصة بطلت أشرب عصير ليمون بتاتاً!
والنعناع 24 ساعة عالشاي الساخن ههه
بربك أستاذة فاطمة هي البراءة بتستحق تنعصر في الخلاط؟؟
هي صورة المغدور قبل الفاجعة الأليمة.....






وين ميساء ونصيرة وفاطمة شرف الدين وين حياة شهد وين العرب والمسلمين هههه؟؟
ليش يصير هيك بالزلمة يا عالم؟؟


يسعدني أن أرى ابتسامتك تزين هذا المكان أختي فاطمة
لا حرمنا الله من إطلالتك المشرقة بالخير والمحبة والعبير

[حياة شهد]

أجمل ما في الأدب الرمزية و الخيال ..
حين تتحوّل قصص واقعية من مأساة و دراما و تراجيديا و حزن و حسد و موت و فراق و خيانة .. و حتّى القتل ..
حين تتحوّل إلى أقصوصة على لسان الحيوانات أو النباتات أو أي شيء هو جامد أصلا .. تحاكي الواقع و تصفه بطريقة ذكية .. ساخرة ..
مازحة .. مؤثرة .. معبرة .. و هادفة .. فذلك هو قمة الجمال ..
رغم أنّ الوقائع جدا سليمة و معاشة إلّا أنّها و في ظل القالب الّذي اتخذته هنا جاءت جميلة ..
علاء .. جميل طرحك ..
و شكرا على هدية عيد الميلاد ... هههه
ماذا تنصحني أن آخذ منهم .. الليمون أو النعناعة أم الفجلة ..
أحييك علاء على حسك الفكاهي الجميل .. و مزيدا من الإبداع ..
تحياتي ..

[علاء زايد فارس]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد أجمل ما في الأدب الرمزية و الخيال .. حين تتحوّل قصص واقعية من مأساة و دراما و تراجيديا و حزن و حسد و موت و فراق و خيانة .. و حتّى القتل .. حين تتحوّل إلى أقصوصة على لسان الحيوانات أو النباتات أو أي شيء هو جامد أصلا .. تحاكي الواقع و تصفه بطريقة ذكية .. ساخرة .. مازحة .. مؤثرة .. معبرة .. و هادفة .. فذلك هو قمة الجمال .. رغم أنّ الوقائع جدا سليمة و معاشة إلّا أنّها و في ظل القالب الّذي اتخذته هنا جاءت جميلة .. علاء .. جميل طرحك .. و شكرا على هدية عيد الميلاد ... هههه ماذا تنصحني أن آخذ منهم .. الليمون أو النعناعة أم الفجلة .. أحييك علاء على حسك الفكاهي الجميل .. و مزيدا من الإبداع .. تحياتي ..

هههه الليمون بالطبع
نعناعة طيبة لكنها غيورة جدا
وعلى فكرة أنا من محبي النعناع جدا جدا، واليوم تناولت كمية كبيرة من النعناع على الشاي الساخن، وأحيانا أشرب النعناع لوحده
أما الفجل ورغم فوائده الكثيرة لا أقترب منه
ههه كل الي حصل بسبب فجلة!
تسببت بكوارث ومصاائب
اعتقد أن الأستاذ فهيم رياض سيكون سعيداً بهذه القصة لأني أنصفت أدم فيها هههه
أختي حياة يسعدني أن هدية عيد الميلاد أعجبتك كثيرا
وشكراً لك على ما ذكرتيه بحقي
ولا تنسيني من دعائك أيتها الأخت الطيبة

[محمد الصالح الجزائري]

جميل منك هذا المزج الراقي بين اللهجة المحلية والفصحى..أنتَ حقا مجنون مثلي..هذه قصة للشيوخ أيضا ههههه زادك الله من فضله أيها المجنون الجميل...أبوك المجنون الأكبر يحييك على هذا الإبداع!!

[علاء زايد فارس]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري جميل منك هذا المزج الراقي بين اللهجة المحلية والفصحى..أنتَ حقا مجنون مثلي..هذه قصة للشيوخ أيضا ههههه زادك الله من فضله أيها المجنون الجميل...أبوك المجنون الأكبر يحييك على هذا الإبداع!!

هههه شكرا لك لأنك منحتني وسام الجنون!
هذا أغلى وسام أحصل عليه منذ فترة طويلة ههه
شكراً لك معلمي
ويسعدني أن النص قد راق لك

[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]وهكذا جنت الفجلة على نفسها والنعناعة على ليمونها والحكمة التي لايمكن إغفالها أن ماتطحنه المولينكس لايمكن أن يعاد تجميعه. ومن لايتبين الخبر قبل التيقن منه قد يضيع نفسه في شربة شاي .
تحيتي لك أستاذ علاء.
وفقك الله ودام تواجدك المرح في نور الأدب.[/align][/cell][/table1][/align]

[بوران شما]

العزيز أستاذ علاء : هل تعلم أنني كنتُ أتوقع بعد أن اكتشفت النعناعة كذبة الفجلة
أن تسرع وتلقي نفسها في المولينكس الذي ألقت فيه الليمون , لتُخرج لنا بعد ذلك
كأساً من البولو ( عصير الليمون بالنعناع ) ههههههههههههه
هذه القصة الرمزية تنطبق على كثير من العلاقات الإنسانية , ويحضرني هنا قول الله تعالى
"بسم الله الرحمن الرحيم : ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا
قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . صدق الله العظيم )
قصة حب مأساوية رائعة , دمت ياعلاء ودام لك هذا الجنون الأدبي الرائع .
مودتي وتقديري .

[حسن الحاجبي]

رمزيتك رائعة بروعتك أيها الفلسطيني المسنون من سنديان العزة والكرامة
أسفي على وريقات النعناع التي أصب عليها الشاي في كأسي دون أن أعرف قيمتها
أعدك أنني سأقبل النعناع قبل شربه , أما الليمون فمن فرط حبي له لا أقربه احتراما
شكرا أيها الغالي على لحظة المتعة والمؤانسة